أزمة التسرب النفطي تهدد إرث رئاسة أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وضعت أزمة التسرب التفطي في خليج المكسيك إنجازات العام والنصف الأول من حكم الرئيس الأميركي باراك أوباما على المحك.
واشنطن: بعد مرور ما يقرب من شهرين على حادث تفجير منصف بئر شركة بريتيش بتروليم، والذي أسفر عن مقتل 11 شخصا وتلف البئر النفطي مما أدى إلى تسرب نفطي لم يتوقف منذ ذلك الحين، تزايدت الاتهامات على الرئيس الأميركي أوباما بسبب استمرار تسرب النفط. وأظهر بيان صدر عن وحدة مكافحة التسرب النفطي توقعها "لتسرب ما بين 35 ألف و 60 ألف برميل يوميا في خليج المكسيك" طبقا لمعلومات أحدث وأفضل أصبحت متاحة الآن، مما يسهل من ثقة العلماء في دقة هذه الأرقام.
وتم انتقاد أوباما بسبب زياراته القليلة لمنطقة خليج المكسيك، وبسبب عدم لقائه أسر ضحايا الحادث، وعدم إظهار غضبه بصورة كافيه، إضافة إلى عدم قيادته الجادة لعمليات تنظيف واحتواء النفط المتسرب.
إنجازات العام والنصف الأول من حكم الرئيس الأميركي باراك أوباما على المحك، والسبب أنه لا يتذكرها أحد وسط ما آلت إليه حالة خليج المكسيك الذي يضخ فيه بئر شركة بريتيش بتروليم ما يقرب من بين 60 ألف برميل من النقط يوميا منذ بدء التسرب منذ ما يقرب من شهرين.
كذلك من المرجح أن تتزايد النتائج السياسية والمتعلقة بصنع السياسة المترتبة على التسرب النفطي مع ازدياد التسرب واستمراره،خاصة مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بعد خمسة أشهر.
إرث إدارة أوباما المتمثل في تمرير مشروع إصلاح الرعاية الصحية، والسير على خطى الانسحاب العسكري من العراق، والتعهد بالانسحاب من أفغانستان خلال سنتين، إضافة إلى إنقاذ الاقتصاد الأميركي والعالمي من تدهور الأزمة المالية، وقرب إقرار مشروع إصلاح القطاع المالي، كلها على المحك ولا يتذكرها أحد الآن.
خطاب للأمة الأميركية
وقبل لقائه اليوم مع رئيس شكرة بريتيش بتروليم، توجه أوباما مباشرة للشعب الأميركي بخطاب هو الأول للأمة الأميركية من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وكرر الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهده بجعل شركة بريتيش بتروليم تدفع تكلفة الأضرار التي سببها تسرب النفط أحد أبارها البحرية. وجاء خطاب أوباما الأول منذ بدء أزمة تسرب النفط، منذ ما يقرب من شهرين، ليعكس قلقه المتزايد على إدارة أزمة التسرب النفطي بعد أن شكك الكثيرون في أسلوب قيادته وإدارته للازمة.
وقال أوباما نحن نواجه التسرب النفطي "بكل ما لدينا من إمكانيات، وسنواجهها مهما أخذت من وقت، وسنجعل شركة بريتيش بتروليم تدفع ما سببته الشركة من أضرار".
وكان الرئيس أوباما يتحدث عقب عودته من زيارة استغرقت يومين للولايات المتأثرة بالتسرب النفطي على خليج المكسيك، وأعلن أوباما أن جهود الشركة "خلال الأسابيع القادمة ستتمكن من احتواء 90 بالمائة من النفط المسرب".
وأقر أوباما بأن "التسرب النفطي هو أسوء الكوارث البيئية التي عانت منها الولايات المتحدة، وأنها على العكس من الزلازل أو الأعاصير، فهي ليست حادثة حيدة تنتهي في غضون دقائق أو أيام". ووصف أوباما تسرب ملايين الجالونات من النفط لخليج المكسيك بأنه مثل "الوباء"وستستغرق محاربته "شهور أو ربما أشهر" حسبما قال.
وشرح أوباما جهود إدارته لمواجهة أثار التسرب النفطي، وذكر "أننا نفعل ما بوسعنا لتنظيف التسرب وتنظيف ما أحدثه" وأكد أوباما أننا "نفعل ما بوسعنا لمساعدة جيراننا في منطقة خليج المكسيك، ونحن نفعل ما بوسعنا أن لا تتكرر هذه الكارثة مرة أخرى."
وعرض أوباما خطط لتنظيف أثار التسرب المتبعة الآن، و خطط على المدى الطويل لتنظيف وإعادة الخليج لما كان عليه". وقال أوباما إنه "سمح بإرسال 17 ألف من الحرس الوطني منا لولايات الواقعة على خليج المكسيك"، وأشار إلى "هؤلاء الرجال والنساء على استعداد للمساعدة في منع النفط من الوصول للساحل، ولتنظيف الشواطئ، ولتدريب العمال على أعمال الإغاثة، ومساعدة المتضررين على استكمال طلبات التعويض"، وطلب أوباما من حاكمي الولايات أن "يسمحوا لهؤلاء الجنود ببدء مهامهم لأسرع ما يمكن".
وطالب أوباما شركة بريتيش بتروليم بتأسيس صندوق مالي مؤقت لتعويض الأشخاص والأعمال المتضررة من التسرب النفطي، وأكد أوباما، "غدا سأقابل رئيس شركة بريتيش بتروليم وسأخبره بضرورة قيامه بتخصيص الموارد اللازمة لتعويض العمال وأصحاب العمال ممن تعرضوا للأذى نتيجة إهمال شركته". وتم حتى الآن نشر حواجز عائمة على امتداد أكثر من 84 كيلومترا لاحتواء البقعة النفطية وتم سحب أكثر من ثلاثة ملايين و800 إلف لتر من النفط الممزوج بالماء، وكلفت الشركة حتى الآن ما يزيد عن 1.25 مليار دولار.
وأضاف أوباما "أن أزمة التسرب النفطي التي تواجهها أميركا الآن لن تكون الأزمة الأخيرة التي تواجهها أميركا، وهذه الأمة عرفت أوقات صعبة كثيرة، وسنعرف بالتأكيد المزيد من هذه الأوقات في المستقبل".
مراقبة شركات النفط
وفي محاولته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء اليوم الثلاثاء عن تعيين مايكل بروموفيتش ليشرف على محاولات إدارته للتعجيل بإصلاح النظام اللائحي والرقابي على التنقيب على النفط في البحار.
ويتوقع أن يطور بروموفيتش، الذي درس القانون، "خطط جديدة لآليات الرقابة بدلا من الأساليب القديمة الرديئة، مع التركيز بالدرجة الأولى على الاعتبارات البيئية والسلامة" كما ذكر بيان البيت الأبيض.
وذكر الرئيس أوباما في بيان البيت الأبيض أنه و"لعدة عهود كانت العلاقات الحميمة بين المسئولين الفيدراليين وشركات النفط لا تخضع لأي رقابة، وهذا سمح للشركات بالحصول على تصريحات بالتنقيب عن النفط بدون أن تقدم هذه الشركات تأكيدات وضمانات تتعلق بالسلامة، وهذا لن يتكرر بعد الآن".