أخبار

غينيا تطوي صفحة 52 عاما من الديكتاتورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كوناكرى: دعي اربعة ملايين ناخب الى الاقتراع في غينيا الاحد لاختيار رئيس من بين 24 مرشحا مدنيا في اول انتخابات حرة في البلاد التي تعاقبت عليها انظمة ديكتاتورية مدنية وعسكرية منذ استقلالها في 1958.
وفي بلد يعاني من قسوة وفوضى جيشه، ينتظر معظم الغينيين بفارغ الصبر ان يترك العسكريون اخيرا السلطة التي يصادرونها منذ 25 عاما بعد هذا الاقتراع الذي لا تبدو نتائجه محسومة.

فقبل تسعة اشهر، عاشت كوناكري كابوسا عندما قمعت قوات الدفاع والامن بعنف تجمعا سياسيا ضد "الحكم الديكتاتوري العسكري". وقتل 156 معارضا على الاقل في هذه الحوادث.
وبعد هذه المجزرة التي وقعت في 28 ايلول/سبتمبر واعتبرتها الامم المتحدة جرائم ضد الانسانية، دانت الاسرة الدولية رئيس المجموعة العسكرية الحاكمة موسى داديس كامارا الذي حمله انقلاب الى السلطة في نهاية 2008 بعد موت الرئيس الجنرال لانسانا كونتي.

وفي كانون الاول/ديسمبر 2009، تعرض داديس كامارا لمحاولة اغتيال من قبل مساعده. وقد اقصي داديس عن السلطة ويواصل اليوم رسميا "نقاهته" في بوركينا فاسو.
ومنذ ذلك الحين، يتولى الجنرال سيكوبا كوناتي الرجل الثالث سابقا في المجموعة الحاكمة، قيادة المرحلة "الانتقالية".

وقد قال وكرر انه لن يسمح لاي عسكري او لقادة المرحلة الانتقالية بالترشح للانتخابات. وفى هذا العسكري بوعده ويبدو انه على عجلة من امره لاعادة السلطة الى المدنيين.
ولا تبدو نتائج الاقتراع محسومة اذ ان الغينيين يمكنهم اختيار واحد من 24 مرشحا.

الا ان اهمهم ثلاثة هم رئيسا الوزراء السابقان سيلو دالين ديالو وسيديا توري والمعارض التاريخي الفا كوندي.
ولكل من هؤلاء معقل انتخابي في مسقط رأسه، اي وسك غينيا لسيلو دالين دياول والجنوب لسيديا توري والشمال لالفا كوندي.

وستضمن امن الانتخابات قوة تتألف من 16 الف شرطي ودركي كما سينتشر مراقبون اجانب بينهم 70 مراقبا على الاقل من الاتحاد الاوروبي و30 مكلفين من قبل مركز كارتر، المنظمة غير الحكومية.
وقال رئيس المرصد الوطني للحرية وحقوق الانسان مامادو اليو باري انه "منذ 1958 لم تجر انتخابات حرة وشفافة في غينيا".

واضاف "في عهد احمد سيكوتوري (1958-1984) شهدنا 26 عاما من نظام الحزب الدولة وكان سيكوتوري رئيسا مدى الحياة".
وتحول "ابو الاستقلال" الذي لقي تأييدا كبيرا لرفضه المجموعة الفرنسية الافريقية التي دعا اليها الجنرال ديغول، الى ديكتاتور مهووس اشاع الرعب في صفوف معارضيه الذين ماتوا في السجون او اضطروا الى الهرب.

وتابع باري "ثم في عهد النظام العسكري للانسانا كونتي (1984-2008) لم تجر سوى انتخابات باتجاه واحد مع حشو صناديق الاقتراع".
وفي 2003 اعيد انتخاب كونتي ب95% من الاصوات في مواجهة خصم وحيد شبه مجهول.

واخيرا وعد الكابتن كامارا بالعمل من "اجل طبقات الشعب الدنيا في غينيا" لكنه خيب بسرعة الآمال التي علقت عليه. فوسط محيط سيء جدا تمسك بالسلطة وحكم بما يشبه جنون العظمة.
وكشفت الحملة الآمال الكبيرة التي لدى الناخبين في بلد فقير مع انه يملك ثروات معدنية هائلة تتنازعها الشركات متعددة الجنسيات.

وقالت كورين دوفكا الخبيرة في شؤون هذا البلد، وتعمل في منظمة هيومن رايتس ووتش، ان "على المسؤولين الجدد الا يضيعوا الوقت (بعد الاقتراع) وان يبحثوا في مشاكل الفساد المستشري وتجاوزات المؤسسات التي خربت عقودا في حياة عدد لا يحصى من الغينيين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف