الفاتيكان طوَّب راهبًا لبنانيًّا في احتفال ضخم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: قدر المنظمون عدد المؤمنين باكثر من مئة الف وقد غصت الطرقات المؤدية الى بلدة كفيفان حيث يرقد جثمان الطوباوي الجديد بالسيارات والحافلات، وسط تدابير امنية مشددة حسبما افادت مراسلة وكالة فرانس برس. وشارك رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وعدد كبير من الرسميين في الاحتفال الذي اقيم في دير مار قبريانوس ويوستينا التابع للرهبانية اللبنانية المارونية.
واعلن الاخ اسطفان طوباويا، وهي الدرجة الاخيرة في الكنيسة قبل اعلان القداسة، على لسان رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال انجيلو اماتو الذي كلفه البابا بنديكتوس السادس عشر تمثيله في الاحتفال. وقال الكاردينال ان الاخ اسطفان "قضى حياته الرهبانية في الصلاة التاملية وفي روح الخدمة بلا حدود لصالح الاكثر فقرا الذين كانوا ضحية الجوع". وازيل الستار عن لوحة ضخمة للراهب الماروني معلقة على الجدار الامامي للدير.
وقال البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير خلال الاحتفال "انها لفرحة كبيرة لا سيما للطائفة المارونية ولكل لبنان الذي بالرغم من صغر مساحته وعدد سكانه القليل، لا يزال يقدم القديسين الى الكنيسة الكاثوليكية".
وحملت ذخائر الاخ اصطفان في مسيرة جالت على المؤمنين الذين بدت عليهم علامات التاثر. واقرت لجنة اطباء مختصة مكلفة من الفاتيكان في ايار/مايو 2007 ان شفاء الاخت مارينا نعمة، ابنة شقيقة الاخ اسطفان من مرض السرطان "حصل باعجوبة".
وكانت مارينا اصيبت بالمرض قبل ثلاثين عاما وطلبت شفاعة عمها من اجل شفائها وهذه "الاعجوبة" هي التي اعتمدت من جانب الفاتيكان لاعلان الاخ اسطفان طوباويا. وقد حضرت الاخت مارينا (95 سنة) حفل تطويب خالها محمولة على سرير طبي.
وولد يوسف نعمة الذي اتخذ لنفسه اسم اسطفان بعد دخوله الدير في 1889 في لحفد (وسط) في عائلة متواضعة ومتدينة. تعلم مبادىء الكتابة والقراءة في مدرسة الضيعة تحت الاشجار قرب الكنيسة وكان مواظبا على الصلاة منذ الصغر. وفي 1905 دخل الدير وابرز نذوره الرهبانية في آب/اغسطس 1907. وعمل كل حياته في حقول الاديرة التي تنقل فيها، كما مارس النجارة.
وبحسب المنشورات التي نشرت عنه لمناسبة تطويبه، تميز الاخ اسطفان بالعفة والتواضع والطاعة لرؤسائه ومساعدة الفقراء. توفي العام 1938 اثر اصابته بضربة شمسس قوية اثناء عمله في الحقل، عن 49 عاما.
ودهش رهبان الدير بعد سنوات عندما اكتشفوا صدفة، لدى دفنهم راهبا في المدفن الى جانب الاخ اسطفان، بان جثمان هذا الاخير لا يزال محفوظا كما هو بما في ذلك ملابسه، بحسب ما جاء في كتيب عن حياته من اعداد الاب حنا اسكندر. ومنذ ذلك الحين، ذاع صيته، وبدأ الرهبان يعدون ملفا لاعلان فضائله. وجثمان الاخ اسطفان مسجى حاليا في دير كفيفان في ضريح من الكريستال الشفاف.