مدفيديف يبدي ريبة حيال البرنامج النووي الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تورونتو: اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان معلومات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية حول قدرة ايران على صنع قنبلتين ذريتين "مقلقة" مبديا شكوكا جدية حول طبيعة البرنامج النووي لشريك روسيا التجاري. وصرح مدفيديف للصحافيين في اعقاب قمة مجموعة العشرين في تورونتو "يجب التحقق من هذه المعلومات الا ان معلومات كهذه تكون حتما مقلقة، خصوصا وان الاسرة الدولية لا تعتبر ان البرنامج النووي الايراني يتمتع بالشفافية".
وادلى الرئيس الروسي بهذا الموقف تعليقا على تصريحات لرئيس السي اي ايه ليون بانيتا اكد فيها ان ايران "تملك ما يكفي من اليورانيوم الضعيف التخصيب لصنع قنبلتين ذريتين"، مضيفا ان بامكانها حيازة قنبلة في غضون سنتين ان ارادت ذلك. واضاف الرئيس الروسي "اذا تم التثبت من هذه المعلومات .. فذلك سيزيد من توتر الوضع ولا استبعد ان يتطلب الامر تدقيقا اضافيا"، بدون ان يذكر اي تفاصيل اخرى.
وكانت موسكو التي تبني اول مفاعل نووي ايراني في بوشهر (جنوب) صوتت في مطلع حزيران/يونيو على قرار في مجلس الامن قدمته الولايات المتحدة ونص على فرض عقوبات على ايران للاشتباه بسعيها لحيازة القنبلة النووية تحت ستار برنامج مدني، ولو ان ايران تنفي ذلك.
ونددت روسيا كسائر شركائها في مجموعة الثماني السبت بايران في البيان الختامي لقمة الدول الصناعية الكبرى في هانتسفيل قرب تورونتو، الذي حض طهران على اقامة "حوار شفاف" حول برنامجها النووي. وكانت ايران تعول بصورة تقليدية حتى الان على دعم موسكو في اختبار القوة الذي تخوضه مع الغربيين بشأن برنامجها النووي، لكن روسيا بدأت تبدي نفاد صبرها وتظهر بوادر استياء متزايد حيال الموقف الايراني. واستاءت موسكو بصورة خاصة من رفض طهران اتفاقا لتبادل اليورانيوم مقابل الوقود النووي كانت روسيا مشاركة فيه، لتوقع اتفاقا اخر مع تركيا والبرازيل.
ووصل التوتر الى ذروته حين اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في 26 ايار/مايو ديمتري مدفيديف بالجلوس "الى جانب الذين كانوا اعداءه قبل ثلاثين عاما" في اشارة الى الولايات المتحدة. وندد المستشار الدبلوماسي للكرملين سيرغي بريخودكو عندها ب"الديماغوجية السياسية" الايرانية.
وفي حزيران/يونيو جمدت روسيا عملية بيع صواريخ متطورة من طراز اس-300 لايران ما اثار ارتياح اسرائيل والغربيين. كما قطعت لطهران الطريق الى منظمة شانغهاي للتعاون التي تضم روسيا والصين ودول اسيا الوسطى وتعتبر وزنا مقابلا للحلف الاطلسي في هذه المنطقة.
وعلى الرغم من ذلك اقر مدفيديف مؤخرا في مقابلة اجرتها معه صحيفة وول ستريت جورنال بوجوب ان تلزم روسيا حذرا اكبر من شركائها الغربيين في تحركاتها حيال ايران نظرا الى مصالحها الاقتصادية المهمة في هذا البلد. وقال "ليس للولايات المتحدة ما تخسره عبر فرض عقوبات اضافية، لانها لا تملك علاقات مع ايران، على عكس روسيا والصين". وهذا ما حمل موسكو على انتقاد العقوبات الاضافية المتممة للعقوبات الدولية التي اقرتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بحق ايران وتستهدف تحديدا قطاع تكرير النفط. وما زالت روسيا ملتزمة بتشغيل محطة بوشهر النووية في نهاية صيف 2010 بعدما باشرت بناءها عام 1994، وهو موقف نعتته الولايات المتحدة ب"الانفصام".