إقرار الدستور الجديد في قرغيزستان بغالبية كبرى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أوش: نال الدستور الجديد في قرغيزستان تاييدا شعبيا كبيرا في الاستفتاء الذي جرى الاحد بحصوله على دعم 90% من المقترعين كما اعلنت اللجنة الانتخابية القرغيزية الاثنين مع بدء نشر النتائج الاولية. وبحسب النتائج التي نشرتها اللجنة على موقعها على الانترنت بعد فرز 90% من الاصوات فان 90,7% من المقترعين ايدوا الدستور الجديد وعارضه 7,96%. ويتوقع ان تنشر النتائج الكاملة خلال يومين.
والدستور الجديد يرسي ديموقراطية برلمانية في قرغيزستان ويعتبر اعتماده امرا حاسما لاضفاء شرعية على السلطات الجديدة التي تولت السلطة اثر اضطرابات نيسان/ابريل التي اطاحت بالرئيس كرمان بك باكييف. وسعت الحكومة الانتقالية الى المضي قدما في تنظيم الاستفتاء رغم المواجهات الاتنية التي وقعت بين الاقلية الاوزبكية والغالبية القرغيزية في وقت سابق هذا الشهر وادت الى مقتل المئات واثارت مخاوف من انهيار البلاد.
واعلنت روزا اوتونباييفا الرئيسة بالوكالة لقرغيزستان بعد ساعتين على اغلاق مراكز الاقتراع "لقد تم اقرار الدستور الجديد رغم الهجمات الشرسة لمعارضيه". واضافت ان "العالم اجمع تابع الاستفتاء بدقة وتبين له ان قرغيزستان بلد موحد". وقالت "اليوم يوم في غاية الاهمية، يوم تاريخي للبلاد. لقد انهى الشعب عهد الادارة السلطوية والاستبدادية". واضافت "لقد حققنا نصرا اليوم على الطريق نحو حكومة حقيقية للشعب". واشارت الى ان نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 65% فيما افادت اللجنة الانتخابية على موقعها الالكتروني ان نسبة المشاركة بلغت 69%.
وسجلت اعداد كثيفة خلال نهار الاحد تدلي باصواتها في مدينة اوش (جنوب) التي شهدت اعمال العنف الاتنية فيما ساد هدوء ولم تشر اي تقارير الى حدوث اضطرابات كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. ورفعت السلطات بشكل موقت حظر التجول في الجنوب الذي كانت فرضته بعد اعمال العنف لكي يتسنى للمواطنين المشاركة في الاستفتاء.
وقالت دلورا وهي اوزبكية بعد التصويت في اوش "لقد صوت ب+نعم+ لكي يتحسن الوضع. الكثير من الاوزبكيين عانوا وقتل افراد من عائلتي، انني خائفة لكنني شاركت في التصويت". ويقلص الدستور الجديد بشكل كبير صلاحيات الرئيس لحساب البرلمان وذلك لتفادي تركيز السلطات في يدي شخص واحد.
كما يمهد الطريق امام اجراء انتخابات برلمانية مقررة في مطلع ايلول/سبتمبر لتشكيل حكومة دائمة. وستتولى اوتونباييفا الرئاسة حتى اجراء الانتخابات في 2011. وحذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف من ان تصويت الاحد قد يؤجج التطرف في هذه الدولة الهشة في وسط آسيا.
وقال خلال مؤتمر صحافي في اعقاب قمة مجموعة الدول العشرين في تورونتو بكندا "اجد صعوبة في تخيل كيف يمكن ان تنجح جمهورية برلمانية في قرغيزستان، من دون ان تؤدي الى سلسلة من المشاكل وان تشجع على وصول متطرفين الى السلطة".
واضاف ان "قرغيزستان تواجه تحديات عدة خصوصا مخاطر تفجر الوضع. ولتفادي مثل هذا الاحتمال، يجب اولا وجود حكومة قوية ومنظمة بشكل جيد". وقد حذر العديد من المراقبين الدوليين من ان الاستفتاء يعتبر خطوة سابقة لاوانها لانه ياتي مباشرة بعد اعمال العنف الاتنية.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان الاستفتاء يهدد بجعل الوضع "اكثر هشاشة" فيما حثت "انترناشونال كرايسيس غروب" الحكومة على اعادة النظر في تنظيم الاستفتاء. وطرحت لوائح التصويت غير المكتملة مشكلة حيث اقر مسؤولون حكوميون بان حوالى 16% من الناخبين في بعض المناطق لن يتمكنوا من الادلاء باصواتهم اي ما يصل الى 200 الف شخص على المستوى الوطني.
لكن اعمال العنف الواسعة النطاق توقفت فيما اعلنت السلطات السبت ان جميع الاشخاص ال75 الفا الذين فروا الى اوزبكستان المجاورة هربا من اعمال العنف قد عادوا الى البلاد الان. وادت المواجهات الى مقتل 283 شخصا بحسب اخر حصيلة واعتبرت اسوأ اعمال عنف اتنية تشهدها قرغيزستان منذ استقلالها عند انهيار الاتحاد السوفياتي السابق قبل عقدين تقريبا.