المقاومة الايرانية: نرفض الضربة العسكريَّة ونعزز الإنتفاضة

رفض مجلس المقاومة الايرانية توجيه ضربة عسكرية خارجية لإيران من أجل إسقاط نظامها، مؤكّدًا أنّ توسيع الانتفاضة الشعبية وتعزيزها هما اللذين سيحققان هذا الهدف واشار الى اجراء اتصالات دولية من اجل نقل الولاية الامنية على معسكر اشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الى الامم المتحدة واوضح انه في حال استلامه للسلطة في البلاد فإنه سيحل مشكلة الجزر الاماراتية بالطرق الاخوية والدبلوماسية ويمنح الاقليات العربية والكردية والبلوشية ذات الحقوق الممنوحة للاغلبية الفارسية .

باريس: نفى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس المقاومة محمد محدثين في مؤتمر صحافي بمقر المجلس بضواحي باريس اليوم وحضرته "ايلاف" التي توجهت له بعدد من الاسئلة حول التطورات السياسية في ايران... نفى وجود اي علاقة بين منظمة مجاهدي خلق ورجال الدين الذين يقودون تظاهرات احتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة مؤكدا ان انتفاضة الايرانيين الحالية ليس لها علاقة بكروبي او موسوي لانهما جزء من النظام ويسعيان لتغييرات شكلية من داخله وليس تغييره برمته كما تسعى المقاومة ومنظمة مجاهدي خلق "لان الشعب الايراني نفسه يسعى لتغيير ديمقراطي في البلاد ينهي حكم الملالي" .

واشار محدثين الى ان خروبي وموسوي هما جزء من النظام وانفصلوا تدريجيًا عن الشعب، ولذلك فإن منظمة المجاهدين تعتبر هي قائدة الانتفاضة ضد النظام منذ تظاهرات عاشوراء العام 2009 الامر الذي احدث شرخًا خطرًا في قمة النظام والذي يستفيد منه المواطنون الان لتصعيد انتفاضتهم . واوضح ان رموز النظام قد اعترفوا اكثر من مرة خلال الاشهر الماضية بأن مجاهدي خلق هي التي تقود الشارع الايراني حاليًا وهي اساس الانتفاضة الجارية . واضاف انه نتيجة لذلك فإن حكام ايران قد هددوا بأن كل من يناصر او يؤيد المنظمة يجب ان يقدم الى المحاكمة بتهمة محاربة الله ورسوله ثم حولوا هذا التهديد الى قانون يقتصون به من المواطنين المنتفضين .

واوضح انه نتيجة لذلك فإنّ هناك الان في السجون الايرانية ما بين 3و 5 الاف معتقل من مناصري منظمة مجاهدي خلق يقبعون في المعتقلات منذ اندلاع الانتفاضة قبل 13 شهرًا. وقال إنه منذ ذلك الوقت فإن النظام اعتقل اكثر من مائة الف مواطن لعدة ايام واكثر من 10 آلاف لعدة اشهر قبل ان يطلق سراحهم . واشار الى ان نظام طهران قد نفذ حكم الاعدام خلال الثلاثين سنة الماضية من حكمه باكثر من 120 الف معتقل سياسي وهو امر يشهده العالم للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية العام 1945 .

وأكد أن الشعب الايراني يعاني الان من اوضاع اقتصادية خانقة، على الرغم من وجوده فوق بحيرة كبيرة من النفط موضحًا ان النظام يقر بأنّ 80 في المئة من الايرانيين هم الان تحت خط الفقر . وقال ان حكام ايران الان يريدون العودة بالبلاد الى عهد الجاهلية تحت غطاء الاسلام وهو امر يقف المجتمع الدولي ضده بقوة .

النظام يعتمد على الحرس ولا يثق بالجيش
واوضح ان في ايران الان معسكرين : الشعب الذي يعيش حالة التفجر والنظام بمؤسساته الامنية والاستخبارية التي تختص بحمايته .. وقال "نحن الان مستعدون لتفجير الشعب ضد النظام" . واشار الى ان النظام يفرض سيطرة كاملة على قطاع النفط لأنه يدرك أن انفراطه سيشكل خطرًا حقيقيًّا كبيرًا عليه . واوضح ان سبب استمرار النظام هو اعتماده على الحرس (الثوري) الذي يتولى عمليات قمع الانتفاضة من دون زج الجيش في هذا الامر، لأنّ هذا الجيش تاريخيًا لم يقف بوجه الشعب الايراني واذا ما تفجرت الحرب بين الشعب والنظام فإن الجيش سينحاز الى المواطنين ويقف الى صفهم... والجيش لا يحب النظام وهو ضد الحرس الذي يشكل دعامته .

وشدد مسؤول العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية على ان العقوبات الاقتصادية ضد النظام غير كافية وانما يجب دعم المقاومة الايرانية ووقف استيراد النفط والغاز الايراني فورًا لان النظام يستخدم واردات تصديرهما من اجل بقائه وتعزيز قوته.

رفض اي ضربة عسكرية خارجية لإيران
وأكد محدثين رفض توجيه ضربة عسكرية لايران وقال "نحن ضد اي عمل عسكري خارجي ضد النظام" . واوضح ان العقوبات الدولية تصب في مصلحة النظام لانه يسيطر على التجارة والاستيراد والتصدير اللذين تدخل مردوداتهما الى جيوب رموزه .

وحول ما يطلبه مجلس المقاومة من الغرب اشار الى ان المطلوب ليس القيام بعمل عسكري او بعقوبات اقتصادية وانما الاعتراف بحق المقاومة الايرانية في مناهضة النظام وتغييره. وأوضح أن الافضل من ذلك هو وقف استيراد النفط والغاز الايرانيين، موضحًا ان هذا سيؤدي الى عجز النظام عن الاستمرار في مقاومة الانتفاضة الشعبية وسيتحمل الشعب اي نتائج اقتصادية سلبية ستترتب على هذا الوقف وذلك من اجل التخلص من النظام .

مشكلة الجزر الاماراتية وحقوق الاقليات والاحواز
وفي حال استلام منظمة مجاهدي خلق للسلطة في ايران ماذا سيكون موقفها من جزر الامارات التي تحتلها ايران حاليا ومن ابناء السنة في البلاد وموقفها من اقليم الاحواز اشار محدثين الى ان النظام الحالي يحاول تصدير الارهاب الى الخارج ومعه ازماته الداخلية لكنه اذا حل نظام عصري وديمقراطي في البلاد فأنه يمكن حل جميع هذه المشاكل . واشار الى ان السنة سيعاملون على قدم المساوات مع ابناء الشعب الاخرين وتسري عليهم القوانين السائدة في البلاد على الشعب باجمعه وهم كمواطنين لهم جميع الحقوق والواجبات . وقال ان جميع الاقليات الموجودة في البلاد من العرب والاكراد والبلوش سيتم التعامل معها بعيدًا من أي تمييز ويتم الاعتراف بحقوقها بشكل متساوي مع الاغلبية الفارسية في البلاد . اما عن قضية الجزر فقد اكد محدثين انه سيتم حلها بشكل دبلوماسي واخوي .

العلاقة بين القاعدة والنظام الايراني
وحول العلاقة بين النظام الايراني وتنظيم القاعدة فقد اكد محدثين وجود تقارب فكري وتعاون كبير بين الطرفين .. وقال ان القاعدة في العراق لاوجود لها بدون النظام الايراني . واشار الى ان جميع التفجيرات التي تحصل في العراق والتي لاتعلن منظمات عن المسؤولية عنها هي من تدبير القاعدة وبدعم ايراني . واكد قائلا "ان اليد التي تقتل السنة في العراق هي نفسها التي تقتل الشيعة ايضا" . وحذر الدول العربية من التقارب مع ايران موضحا ان نظامها يستغل هذا التقارب لكي يتدخل في شؤونها الداخلية .

معسكر أشرف
وفي ما يخص الضغوطات الامنية والانسانية التي يتعرض لها معسكر اشرف لمنظمة مجاهدي خلق الذي يضم 3400 ايراني معارض شمال شرق بغداد على ايدي السلطات العراقية وبدعم من نظيرتها الايرانية اشار محدثين الى ان جهود المنظمة منصبة حاليا على نقل الولاية على المعسكر من العراق الى الامم المتحدة . وقال ان ايران لن تتوقف عن ضغوطها على الحكومات العراقية مهما كانت هويتها وطنية او طائفية من اجل الضغط امنيا وانسانيا على المعسكر لذلك فإن افضل حل للمشكلة هو وضع المعسكر تحت ولاية الامم المتحدة .

واضاف ان هناك اتصالات مع دول غربية وعربية وضغوط برلمانية من اجل تحقيق هذا الهدف مشيرا بهذا الصدد الى توقيع 3500 برلماني اوروبي يمثلون 30 دولة على بيان يدعو الى تحقيق هدفين : دعم المقاومة الايرانية .. ومطالبة الامم المتحدة بالاشراف على اشرف، ودعا الى دعم عربي في هذا المجال ووجه نداءً الى الحكومات والزعامات العربية من اجل تأييد القضية الانسانية لمعسكر اشرف والتحرك نحو الامم المتحدة لدعم هذه القضية . واشار الى ان النظام الايراني اذا استطاع القضاء على المعسكر فأن هذا يعني انهيار خندق سياسي ونفسي يواجه المد الايراني .

ووصف مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التقارير الغربية التي اشارت امس الاول الى ان الرئيس الايراني احمد نجاد والمرشد الاعلى علي خامنئي كانا يستعدان للهرب من ايران بطائرة تقف على اهبة الاستعداد بمطار طهران لدى اندلاع الانتفاضة بأنها غير دقيقة لكنه استدرك قائلا انه مع ذلك فإن هذا يدل على ان النظام الايراني يعيش منذ 13 شهرًا حالة التأهب القصوى وانه يشعر بخطر حقيقي .

وفيما اذا كانت المقاومة متفائلة بتحقيق دعوتها لتغيير ديمقراطي في ايران عن طريق تنظيم الامم المتحدة لانتخابات حرة ونزيهة هناك قال محمدين ان هذا الامر يتطلب موقفًا دوليًّا، متشددًا في هذا الاتجاه لكنه اشار الى انه غير متفائل بقبول النظام الايراني اجراء مثل هذه الانتخابات .

وكان برلمانيون اوروبيون واميركيون قد طالبوا السبت الماضي خلال اكبر تجمع للمعارضة الايرانية في الخارج منذ 30 عامًا حكوماتهم الى دعم المعارضة الايرانية لاسقاط النظام بينما اكدت زعيمة منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة مريم رجوي ان قطع اذرع النظام الايراني في بغداد سيؤدي الى قطعها في طهران .

وفي تجمع حاشد لايرانيي الخارج نظم في باريس بمشاركة حوالي 100 الف شخص والمئات من شبان الانتفاضة الايرانية الهاربين من بلدهم قالت رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة في كلمة لها ان الانتفاضة الحالية في ايران تحمل تباشير الاطاحة بنظام ولاية الفقيه واقامة الحرية والمساواة والعدالة . واشارت الى ان النظام في طهران يعمل جاهدا منذ عام لافشال الانتفاضة من خلال توحيد الاجهزة الامنية في جهاز استخباري واحد لكنها قالت ان الزمن الان هو للتغيير.

وخاطبت سكان معسكر اشرف بشمال بغداد قائلة " انتم الذين تصمدون وتقاومون منذ اكثر من 7 سنوات في معركو محفوفة بالاخطار ولذلك اعتبر خامنئي اشرف مصدر للشر وموجه لاسقاط نظامه . واضافت "ان الملالي قالوا ان مصيرهم سوف يتقرر في شوارع بغداد وبيروت وغزة لكن مناضلي اشرف مازالوا يقاومون حتى انضم اليهم الملايين من الايرانييين في انتفاضنتهم الحالية " .

وشاركت اعداد كبيرة من شبان الإنتفاضة الايرانية في الداخل من الذين كان لهم دور نشط وفاعل في تفجيرها وقيادتها واضطرّوا إلى مغادرة إيران خلال الأشهر الأخيرة في هذا التجمع بعد ان هربوا من بلدهم حيث كانوا تحت الملاحقة بعد انتفاضة عاشوراء في 27 كانون الاول (ديسمبر) عام 2009 ومطلوبين من قبل اجهزة الامن الايرانية. كما شاركت وفود من البلدان التي اعلنت اغلبية برلماناتها دعمها لمشروع المقاومة الإيرانية من أجل التغيير الديقراطي في إيران من اعضاء الكونغرس الاميركي، والجمعية الوطنية الفرنسية، وبرلمانات بريطانيا، وايطاليا، وسويسرا، والسويد، وكندا، وبريطانيا، والدانمارك، وهولندا، والنرويج، وفنلندا، وايسلندا.

ويعتبر هذا التجمع الاضخم للإيرانيين خارج بلادهم خلال السنوات الثلاثين الماضية حيث جاءوا من جميع ارجاء اوروبا وبلدان أخرى في العالم للتأكيد على دعمهم لإحداث التغيير الديمقراطي في ايران .. كما شارك فيه ايضًا مئات من البرلمانيين والشخصيات السياسية بينهم مسؤولون سابقون من 20 بلدًا من اوروبا والشرق الأوسط من مصر والاردن والجزائر والعراق والولايات المتحدة وكندا واستراليا وهم يمثلون اغلبية اعضاء البرلمانات ونوابها.