أخبار

واشنطن تواصل احتجاز المتهمين في خليَّة التجسُّس الروسيَّة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كشف اثنان من المشتبه فيهم في قضية التجسّس لحساب روسيا ويعرفان باسمي مايكل زوتولي وباتريشيا ميلز وكانا يعيشان كزوجين في ضاحية من ضواحي واشنطن أن اسميهما الحقيقيين هما ميخائيل كوتزيك وناتاليا بريفيرتزيفا وقالا إنهما مواطنان من روسيا، ورفضت محكمة أميركية في ولاية فرجينيا إطلاق سراحهما بكفالة، وقررت إعادتهما إلى السجن، وتواصل السلطات الأميركية في الوقت ذاته التحقيق في اختفاء مشتبه فيه ثالث يدعى كريستوفر ميتسوس كان اعتقل في قبرص وأفرجت عنه السلطات هناك بكفالة، في حين حذرت الصحف الروسية الصادرة السبت مما أسمتها "قوىً مؤثرةً، تحاول جاهدةً عرقلة تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن".

واشنطن: أكد الادعاء في ما بات يعرف بـ"قضية التجسّس" لحساب روسيا على الأراضي الأميركيّة أنّ "اثنين من المتهمين كشفا عن هويتيهما الحقيقيتين " في حين قررت محكمة في ولاية فرجينيا مواصلة احتجاز ثلاثة من عشرة متهمين بالتجسس لحساب روسيا. وأمرت القاضية بإبقاء الزوجين مايكل زوتولي وباتريسيا ميلز رهن الاعتقال إضافة إلى ميخائيل سيمنكو المشتبه الثالث.وكشف الزوجان المتهمان في إفادات عقب اعتقالهما أن اسميهما مزيفان وأنهما في الحقيقة مواطنان روسيان.

واعترف زوتولي بان اسمه الحقيقي هو مايكل كوتزيك وان تاريخ مولده الحقيقي يختلف عن التاريخ المعلن، حسب المدعين، بينما اعترفت ميلز بان اسمها الحقيقي هو ناتالي بيرفيرزيفا ، وقال المدعون أن الاثنين لهما اقارب ما زالوا يعيشون في روسيا.

ومن غير المرجح ان يتم الافراج عن الثلاثة ولو بشكل موقت، في الوقت الذي لا تزال السلطات الاميركية تحقق في اختفاء مشتبه فيه ثالث يدعى كريستوفر ميتسوس الذي اعتقل في قبرص وافرجت عنه السلطات القبرصية بكفالة مقدارها 26500 يورو (32330 دولارا) وتسليمه جواز سفره. وأمرت محكمة الكسندريا المشتبه فيهم الثلاثة بحضور جلسة أولية الأربعاء المقبل، بينما صدر أمر بالإبقاء على احتجاز الزوجين دونالد هيثفيلد وتريسي فولي اللذين يعيشان في بوسطن حتى مثولهما أمام المحكمة في 16 تموز/يوليو الجاري

ورفضت المحكمة الإفراج بكفالة عن الزوجين ريتشارد وسينثيا ميرفي المتهمين بالتعرف إلى العديد من الشخصيات البارزة منذ منتصف التسعينات أثناء إقامتهما في إحدى ضواحي نيوجيرسي. ويواجه المشتبه فيهم التسعة حكما بالسجن يصل إلى 25 عاما بتهمة تبييض الأموال وخمس سنوات للتآمر للعمل مع حكومة أجنبية. ويواجه تشابمان تهما أقل بالتآمر ، مع الإشارة إلى أنّ الادعاء لم يوجه إلى حدّ اللحظة للمشتبه فيهم تهمة "التجسس".

من جهته، أعلن وزير العدل القبرصي لوكاس لوكا الجمعة ان ميتسوس تمكن من مغادرة المنطقة الواقعة تحت السيطرة القبرصية اليونانية في الجزيرة المقسمة ،وقال الوزير القبرصي في تصريحات صحافيّة إنّ "الشرطة تواصل عمليات البحث ..اعتقد انه غادر قبرص استنادا إلى بعض المؤشرات، لكنني لا املك ادلة ملموسة". ويشتبه الأميركيون في أن المتهم ميتسوس (54 عاما) عبر الى الجزء الشمالي من قبرص للاستفادة من ان جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى انقرة لا ترتبط باي معاهدات تبادل سجناء مع اي بلد كما انها تُعرف بانها ملجأ للفارين من وجه العدالة.

وفي روسيا تطرقت الصحف الصادرة السبت إلى قضية التجسّس التي أثيرت في الولايات المتحدة بعد أن اعتقل الأميركيون عشرة مشتبه فيهم في عملية جرت الأحد الماضي واستهدفت عملاء سريين يعيشون في الولايات المتحدة، في قضية أعادت إلى الذاكرة عداوات الحرب الباردة بين القوى العظمى. وقالت صحيفة أرغومينتي نيديلي" إن الرئيس الروسي ميدفيديف ترأس جلسةَ مجلس الأمن القومي، وبعد ذلك اجتمع برؤساء الأحزاب الممثلة في مجلس الدوما، وتوقف عند قضيةِ شبكةِ التجسس، واعتبر مشاركون في تلك الاجتماعات أن "افتضاح أمرِها، يمثل نتيجة طبيعية للفوضى التي سادت روسيا خلال تسعينات القرن الماضي، عندما كانت أسرارُ الدولة تُـباع بأثمان بخسة" على حدّ تعبير الصحيفة.

من جهتها ذكرت صحيفة "تريبونا" أن إثارة فضيحةِ شبكةِ التجسس الروسية المزعومة في الولايات المتحدة، تندرج في إطار المحاولات الراميةِ إلى "إجهاض نتائج القمةْ التي عُـقدت مؤخرا بين الرئيسين "دميتري مدفيديف" و"باراك أوباما"، وإلى وضع العراقيل أمام المصادقة على الاتفاقية الجديدة لتقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية".

ووصفت الصحيفة الإعلان عن اكتشافِ الشبكةِ غداة اجتماع الرئيسين بأنه " لا يمكن أن يكون محض صدفة، خاصة وأن الأميركيين أنفسَـهم أعلنوا أنهم كانوا يراقبون الجواسيسَ المزعومين على مدى عشر سنوات". وتوضح الصحيفة أن ثمة في الولايات المتحدة قوىً مؤثرةً، تحاول جاهدةً عرقلة تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن".

وزعم مقال "تريبونا" أنّ الكشف عن هذه المعلومات" تم حتما بالتنسيق مع الرئيس باراك أوباما ، إذ من الواضح أن البيت الأبيض لا يرغب في توتير العلاقات مع الكرملين. لهذا فإن أوباما، على ما يبدو، وجد نفسه مضطرا للموافقة على ذلك، لكي لا يقع في وضع أصعب. وإذا ما أثبتتِ التحقيقاتُ أنَّ المتهمين، كانوا بالفعل يعملون لصالح المخابرات الروسية. فإن أوباما سوف يتعرض لحملة واسعة من الانتقادات، لأنه يسعى للتقارب مع الروس، الذين يُـكِـنون الـعـداءَ للولايات المتحدة. وفي هذه الحالة سوف تُـضطر إدارةُ أوباما إلى التعامل بحذر مع الروس، لدى مناقشة العديد من القضايا الدولية، مثل قضية الامن الأوروبي، والملف النووي الإيراني، والوضع في أفغانستان".

يشار إلى أنّ الولايات المتحدة أعلنت أنها تعكف حاليا على البحث عن "مزيد من الأدلة الجديدة"، حيث تم تفكيك شيفرة اكثر من مئة رسالة بين المشتبه فيهم ، وبعد تفتيش منازل كوتزيك وبيروفيرزيفا وصناديق الامانات الخاصة بهم، قال المحققون انهم عثروا على 80 الف دولار نقدا في ثمانية ظروف "غلفت بالطريقة نفسها " التي غلفت بها ظروف عثر عليها في نيوجيرزي هذا الاسبوع في عمليات بحث لممتلكات مشتبه فيهم اخرين. وجاء كشف المشتبه فيهما عن هويتيهما الحقيقيتين الجمعة في الوقت الذي تحدث الزوج السابق للمشتبه فيها الروسية انا تشابمان (28 عاما) كيف ان والدها الذي كان يعمل في جهاز الاستخبارات السوفياتي كان يسيطر عليها.

وقال البريطاني اليكس تشابمان لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية انه لم يفاجأ باتهامات التجسس ضد زوجته السابقة التي انفصل عها قبل خمس سنوات بسبب مخاوفه من انه يتم "اعدادها" لتصبح جاسوسة. وصرح تشابمان للصحيفة ان "والد آنا كان يسيطر على كل شيء في حياتها وكنت اشعر انها يمكن ان تفعل اي شيء من اجل والدها". وقد صدر امر بالابقاء على احتجاز كافة المشتبه فيهم العشرة فيما عدا الصحافية المولودة في البيرو فيكي بيلايز زوجة احد المشتبه فيهم والذي كان يعمل تحت الاسم السري "خوان لازارو". وقد ابلغها قاض في نيويورك هذا الاسبوع انه سيتم الافراج عنها ووضعها في الاقامة الجبرية مقابل كفالة بقيمة 250 الف دولار.

واعترف "لازارو" بعد اعتقاله بانه جاسوس روسي، الا انه رفض الكشف عن هويته الحقيقية. وقال للمدعين ان ولاءه لجهاز الاستخبارات الروسية اكبر من ولائه لابنه. وتهدد تهم محاولة اختراق دوائر صنع السياسات الاميركية جهود تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو ، وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد رفضت الجمعة التعليق على فضيحة التجسس واكتفت بالقول ان واشنطن "ملتزمة ببناء علاقة جديدة وايجابية مع روسيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف