صبغة دينية لزواج المثليين في بريطانيا

تتجه بريطانيا حاليا لإيجاد "صبغة دينية" لمراسم تسجيل زواج المثليين تشمل الموسيقى والقراءات والرموز المسيحية.

بعدما أتاح الغرب للمثليين "عقد قرانهم" في ما يسمى "الشراكة المدنية"، تتجه بريطانيا حاليا لإيجاد "صبغة دينية" لمراسم التسجيل تشمل الموسيقى والقراءات والرموز المسيحية بحيث تبدو مطابقة لمراسم الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة.

وصرحت وزيرة المساواة، لين فيذرستون، بقولها لوسائل الإعلام إن حكومة المحافظين والديمقراطيين الليبراليين الائتلافية عاقدة العزم على النظر في "الخطوة التالية المتعلقة بالشراكات المدنية". وستشمل هذه ما إن كان يتعين السماح لمراسم الاحتفال بعقدها باكتسابها طابعا دينيا على غرار الزيجات التقليدية.

لكن من المحتم لهذه الخطوة أن تثير غضبا عارما وسط المحافظين التقليديين الذين يعتبرون الأسرة التقليدية عماد المجتمع الأساسي وأحد أسباب وجود حزب المحافظين نفسه. وقال اللورد نورمان تيبيت، رئيس الحزب سابقا وأحد أعمدة الحزب في عهد مارغريت ثاتشر: "لن نقبل بأي شيء من شأنه التظاهر بأن الشراكة المدنية هي في الواقع زواج بين شخصين من الجنس نفسه".

وتأتي نيّة مراجعة الشراكات المدنية في أعقاب تعديل أجراه مجلس اللوردات في البرلمان السابق على "قانون المساواة" بحيث يلغي الحظر على اكتساب مراسمها الطابع الديني. والشهر الماضي أصدرت الحكومة ورقة بعنوان "المساواة للسحاقيات واللواطيين وثنائيي الميول الجنسية والمغيرين لجنسهم"، وجاء فيها أنها ستعقد محادثات مع سائر الأطراف المعنية مباشرة بهذه المسألة، بما فيها الزعماء الدينيون.
وقالت الورقة إن تلك المحادثات ستشمل السبل التي تمكّن المؤسسات الدينية من إتاحة الفرصة للمثليين لعقد قرانهم في جو ديني إذا كانت هذه المؤسسات ترغب في ذلك". لكن المسؤولين "التقليديين" في الكنيسة الانغليكانية أعلنوا معارضتهم للمشروع فور رفع النقاب عنه.

وأصدر كبير أساقفة اكسيتر بيانا "شخصيا" نشر في صحيفة "ديلي تلغراف" السبت وجاء فيه: "كان رأينا عندما أصدر مجلس اللوردات السابق قراره، هو أن تعديل قانون المساواة سيقود الى جو من الفوضى والارتباك والشك. وكنيسة انكلترا لن تسمح باستخدام أي من كنائسها ومبانيها لتسجيل (عقد قران) الشركاء المدنيين".

ويذكر أن كل هذه الأنباء تأتي وسط مهرجان المثليين الضخم الذي تشهده لندن السبت باسم "عرض الفخار اللندني" وهو أكبر مهرجان من نوعه في اوروبا ويحتفل هذه المرة بمرور 40 عاما على تشكيل "جبهة تحرير المثليين".