"مكة المكرمة" تخطّط للوصول إلى أفضل مدن الشرق الأوسط

تحولت مدينة مكة وهي المدينة الدينية الأولى للعالم الإسلامي إلى ورشة عمل كبرى للعديد من المشاريع التي تسهم في زيادة الكثافة السكانية لزوار وقاصدي المدينة، وتأتي هذه التحولات الكبرى وفقًا للمنظار الزمني الذي حدده أميرها خالد الفيصل منذ تسلمه مهام الإمارة والذي حرص على توقيع كلماته بأن تكون مكة المدينة الأولى والأفضل خلال العشر سنوات القادمة لتساهم في صنع رؤيته للوصول إلى العالم الأول.

وتشهد مكة المكرمة نقلة نوعية وغير مسبوقة في تاريخها لم تشهدها طوال عصورها الماضية، حيث بدأت هذه المدينة الإسلامية دخول عصر جديد يزيد من مكانتها وجمالها، لكونها وجهة المسلمين الأولى في العالم, والتي يبلغ عدد زوارها سنويًّا أكثر من 10 ملايين زائر من داخل السعودية وخارجها، فهل ستكون مكة أفضل مدن الشرق خلال المدة التي أطلقها "الفيصل" لتستوعب أكثر من 10 ملايين نسمة بمكة الحديثة.

مكة... نحو العالم الأول

وحول الصعوبات التي واجهت مكة في مشاريعها أكد الأمين العام لهيئة تطوير مكة الدكتور سامي برهمين في حديث "لإيلاف" "أن هيئة تطوير مكة بدأت من حيث انتهى إليه الآخرون من دراسات وآليات للتطوير, خصوصًا في لجنة تطوير ساحات الحرم المكي", وأضاف برهمين أن هيئة التطوير لمدينة مكة "استطاعت الإضافة بجهد تطويري منظم يأخذ بكل الآليات الناجحة ويستفيد من الخبرات التراكمية، حتى أصبحت الرؤية التطويرية واضحة المعالم". مضيفًا أنها في طريقها نحو التنفيذ الفعلي مع تذليل كافة العقبات التي تواجه العملية التطويرية وفق إرادة وعزم أكيد . تحقيقًا لرؤية أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل بالانطلاق نحو العالم الأول.

وأضاف الدكتور برهمين "أن أبرز التحديات التي واجهتهم هي تعزيز الثقة في العملية التطويرية وجذب المطورين والمستثمرين للإسهام في التنمية، وأشار كذلك إلى دور الكوادر الوطنية والخبرات الإدارية في خدمة تنفيذ البرنامج التنموي بالسرعة والفعالية المنشودة.

ما بين مكة "الحديثة" و"القديمة"

مشاريع التحديث والتطوير هل ستفقد مكة خصوصيتها وروحها الإسلامية؟ أجاب برهمين. " أن كافة مشاريع التطوير في مكة قامت من أجل تلبية لضرورات شرعية, ومراعاة لحاجات ملحة تتمثل في توفير أفضل وأحدث الخدمات لضيوف الرحمن بما يليق بمكانة مكة المكرمة وقدسيتها في العالم الإسلامي, مضيفا أن الإيمان بالقلب لا بالمكان , و التطوير مطلوب من أجل مدينة أجمل". ونوّه أن تنفيذ المشاريع يسير وفق برنامج زمني ورؤية متكاملة لتطوير محيط الحرم لارتباط هذه المشاريع التطويرية بتطلعات المواطنين نحو بيئة عمرانية متطورة تلبي حاجات العصر وتزيل عوائق العشوائيات والمساكن المتهالكة وتفتح الشوارع والطرقات لتسهيل حركة النقل والمرور.

مشروع جبل "عمر"

وعن مشروع جبل عمر وما يتردد حول المشروع من مخالفات للضوابط قال برهمين "ما يشاع عن مخالفة المشروع للضوابط لا يستند إلى معطيات موضوعية فمشروع جبل عمر من المشاريع العملاقة بالمحيط المباشر للحرم المكي, والتي تعالج بعض مشاكل العشوائيات المحيطة به, وتفتح محاور متعددةللحركة والنقل، إضافة إلى توفير مواقف للسيارات والمصليات المتواصلة في صفوف الصلاة مع ساحات الحرم". وأشار أمين هيئة التطوير إلى أن مكة استفادت في عملية تطويرها من العديد من التجارب والخبرات السابقة مع الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث المحلية والعالمية كما تتم الاستفادة من الخبراء المحليين والدوليين وذلك من خلال المكاتب الاستشارية المتخصصة التي تتعاقد معها لإعداد دراسات ومخططات التطوير، مؤكدًا أن الهيئة تساهم في تبصير وتوعية والقطاعين العام والخاص كما تقوم بورش عمل ومؤتمرات وندوات بين مؤسسات التعليم من أجل التناغم بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.

قطار "الحرمين"

ويأتي مشروع قطار الحرمين الشريفين ليكون بداية جملة المشاريع "المكية" وكذلك حلا لمشكلة النقل التي عانت منها كثيرًا المدينة وليضمن الانسيابية وسهولة الوصولية إلى كافة أرجاء مكة. والمشروع الذي سيفتتح مع بداية موسم رمضان عبارة عن خط سكة حديدية كهربائي يربط بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بمحافظة جدة بطول 480 كم ويبدأ المشروع بأربع محطات ركاب ، محطة في مكة المكرمة ومحطتان في مدينة جدة (مطار الملك عبد العزيز الدولي ووسط المدينة) والمحطة الرابعة ستكون في المدينة المنورة , و يتميز بسرعة عالية تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة.

"ساعة مكة" لتوقيت العالم الإسلامي

ومن أبرز تلك المشاريع برج ساعة ( مكة المكرمة ) التي تتجاوز ارتفاع ساعة "بيج بين" اللندنية الشهيرة لتكون ساعة مكة الأكبر والأعلى والأبرز وهي الميقات الزمني للعالم الإسلامي والتي قام باختراعها المهندس ياسين الشوك لتنافس توقيت جرينتش, إذ يبلغ طولها 45 مترًا وعرضها 43 مترًا، فيما بلغت تكلفة البرج ثلاثة مليارات دولار، وسيحوي البرج على متحف إسلامي ومرصد فلكي يستخدم لأغراض علمية ودينية, و ليكون للمسلمين في كل أنحاء العالم ساعة خاصة بهم, وذلك بناء على دراساته علمية وجغرافية متخصصة , أثبتت أن مكة المكرمة وبؤرتها الكعبة هي مركز كوكب الأرض وبؤرة كذلك لخطوط الطول والعرض, ومن المقرر أن تبدأ الساعة دورانها في نهاية تموز (يوليو) المقبل.