مرشح نيابي شاب كفيف يريد اصلاح اليابان

يسعى المرشح الياباني البرلمانيالشاب جونيشي كاواي وهو كفيف لإصلاح الأوضاع في بلاده.

طوكيو: جونيشي كاواي وجه جديد على الساحة السياسية اليابانية فقد نعمة البصر عندما كان في الخامسة عشر من عمره الا ان ذلك لم يمنعه من محاولة تحقيق الطموحات التي يحلم بها لبلاده من خلال ترشحه لانتخابات مجلس الشيوخ المقرر اجراؤها الاحد.
ويترشح هذا السياسي الحاصل على ميدالية ذهبية في اولمبياد المعاقين والذي يعمل حاليا كاستاذ للعلوم الاجتماعية عن حزب معارض صغير اطلق العام الماضي هو "حزبكم".

وكاواي (35 عاما) يحظى بالفعل ببعض الشهرة في اليابان بسبب فوزه بخمس ميداليات ذهبية في السباحة في دورات اولمبياد المعاقين لاعوام 1996 و2000 و2004، وهو الانجاز الذي سجل في فيلم بعنوان "بحثا عن احلامي".
الا ان هذا السياسي الشاب لا يرغب في جذب الاهتمام من خلال اعاقته ويفضل اقناع الناخبين بافكاره لاصلاح البلاد التي فقدت كما يقول الثقة والتي تفتقر الى الحكم السياسي الرشيد.

وقال كاواي لفرانس برس "اخر ما اريده هو كسب التعاطف" وذلك بعد ان القى كلمة في حملة انتخابية في شيزواكا (وسط) القريبة من قمة جبل فوجي.
واوضح ضاحكا وهو امسك بعصاة في يد وبميكروفون في اليد الاخر "لست سوى معلم بسيط يريد بناء مجتمع يمكن ان يحلم فيه الاطفال".

واضاف هذا المرشح المتزوج منذ اربع سنوات والذي رزق بمولود ذكر منذ شهر واحد فقط "معاق ام غير معاق الناس يواجهون صعوبات يومية في حياتهم".
وتابع "البلد يمر بمرحلة قاسية لكنها ربما تكون فرصة للاصلاح. لقد حولت مشكلة في حياتي الى فرصة. انا رجل تغيير".

ووجود معاقين امر نادر في الحياة السياسية في اليابان ويقول كاواي ان مصدر الهامه كان وزير التربية والداخلية البريطاني السابق ديفيد بلانكت الذي ولد كفيفا.
وقال "سمعت انه كان يعطي تعليمات لموظفيه بان يلخصوا له اهم ما في المستندات والاوراق. ان عمل البيروقراطيين هو جعل السياسات مفهومة".

وكاواي ينظر الى اعاقته على انها ميزة.
ويقول "انا كفيف لكن لكوني تحديدا كفيفا استطيع ان اشعر بما هو المهم" مضيفا "لا يمكنني رؤية الاشياء لكن استطيع سماع صوت الشعب والاحساس بمعاناة الناس ومشاطرتهم فيها".

ويقول كيجي ايدا الامين العام ل"حزبكم" ان كاواي "شديد الاهتمام والالتزام بالتربية. لدي ثقة تامة في انه يستطيع العمل على اصلاح هذا القطاع".
ويبدو ان كاواي يحظى باستقبال حار لدى الناخبين.

وتقول اتسوكو تاناكا وهي ربة منزل في الخامسة والاربعين "اعلق الكثير من الامال عليه لانه يستطيع الدفاع عن وجهة نظر الغلابة".

وحتى الان يدافع السياسيون المعاقون اساسا على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ومكانهم في المجتمع كما يشير الخبراء.
ويقول جون ايشيكاوا استاذ علم الاجتماع ومتخصص الاعاقة في جامعة شيزواكا "ربما يكون كاواي نموذجا لجيل من السياسيين المعاقين الذين يمكنهم كسر الحواجز بين الاشخاص العاديين وبين المعوقين".