اليمن... 16 عامًا من البحث عن مشروع وطن للجميع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في السابع من يوليو العام 1994 انتهت الحرب بين ما كان يسمى بـ "الإنفصاليين" من جانب وهم الجنوبيون وحكام الجنوب قبل الوحدة بقيادة علي سالم البيض، وما عرف بمصطلح "قوات الشرعية" بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح.
حرب دامت 70 يومًا أكلت حلم الوحدة الحقيقية بعد أزمة استمرت أكثر من سنتين بعد قيام الوحدة بين شطري اليمن في 22 مايو 1990، حيث اعتكف نائب الرئيس علي سالم البيض لتبدأ الأزمة التي تخللتها عمليات اغتيال لقيادات اشتراكية ومحاولات فشلت وبدأ العد التنازلي لطرد الشريك من الحكم وقادته من الوطن.
منذ ذلك الحين لم يغلق باب الأزمة، وخرج المنتصر بنسيان لوجود الطرف الأخر، ثم بدأ بإقصاء الشركاء الآخرين الذين ساندوه في الحرب على الاشتراكيين، وهذا الشريك الجديد سيكون التجمع اليمني للإصلاح "الإسلامي" لكنهم كانوا الآخرين الذين خاضوا حربًا سياسية وليست عسكرية، وانتهت الشراكة في عام 1997.
بدأها بدأت مرحلة الصراع السياسي المفتوح على كل التوقعات، وأقيمت انتخابات رئاسية لمرتين منذ ذلك الحين فاز فيهما الرئيس علي عبدالله صالح في انتخابات دار عنها الكثير من الجدل.
خلال هذه الفترة فتحت أبواب جديدة للصراع وتنامت الكراهية ببطء من الجنوبيين للشماليين، وهي مرحلة كان يحذر منها المراقبين ومما يمكن أن يحدث إذا استمرت اللامبالاة لمطالب أولئك الخارجين من الحرب بخسارة.
بدأ ما يسمى الحراك الجنوبي باعتصامات لذوي الحقوق من العسكريين المسرحين عقب الحرب وممن حاربوا إلى صفوف الاشتراكيين لكنه في ذات الوقت كانوا ضمن مؤسسة عسكرية واحدة هي القوات المسلحة اليمنية.
اعتصم العسكريون مطالبين بحقوقهم المتمثلة في إصلاح رواتبهم التقاعدية وتطبيق نوع من العدالة في موضوع استراتيجية الأجور التي نفذت كجزء من الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تقودها الحكومة بالتعاون مع أطراف دولية منها البنك الدولي وصندوق النقد.
توسعت دائرة المطالب وتوسعت دائرة التجاهل من قبل الحكومة، فبدأ الفتيل بالاشتعال، وبدأت النار في الانتشار في المحافظات الجنوبية، فحاولت الحكومة أن تلحق وتوقف الأمر، لكن سقف المطالب كان حينها قد ارتفع عاليًا ولم يعد الأمر مجرد إصلاح لأوضاع العسكريين وفتحت أبوابًا جديدة يصعب توقف الأمر عندها، لكن سقف المطالب كان حينها قد ارتفع عاليًا ولم يعد الأمر مجرد إصلاح لأوضاع العسكريين وفتحت أبواب جديدة يصعب إغلاقها.
شطرية لا تستحق الحنين
يقول الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية راجح بادي لـ إيلاف إن يوم 7 يوليو كان فرصة أخيرة لن تعوض للنظام الحالي الذي يحكم اليمن منذ 3 عقود وذلك لطي صفحات دامية وسوداء عاشها اليمنيين في ظل أنظمة الحكم الشطرية التي كانت تحكم شمال وجنوب اليمن والتي فشل النظامين في كلا الشطرين فشلا ذريعًا في إقامة دولة وبناء مجتمع متعافٍ وسليم يقبل بالآخر ويتعايش معه في وطن مشترك يحكمه النظام ويسوده القانون.
ويضيف بادي: "هذين النظامين كانا يستمدان سر بقائهما من إثارة النزعات والخلافات وصناعة الكراهية بين مكونات المجتمع الواحد، وكأن الكراهية بين أبناء الشعب هي المفتاح للبقاء فترة أطول على كرسي الحكم، مما أحدث خللا بنويا في المجتمع اليمني فكان انتصار 7 يوليو أملا لدى معظم اليمنيين في شمال اليمن وجنوبه لإنهاء هذا التاريخ المسيء إليهم، لكن للأسف استمر النظام في نفس الأداء السيء بل أنه أخذ في التمادي في الخطأ وأخذ يطبق أسوأ ما كان في النظامين الشطريين السابقين وقضى على ما كان يمتلكانه من جزء حسن-والذي لا يكاد يذكر مع طول فترة مكوثهما في الحكم- فتحول الوضع من سيئ إلى كارثي".
ورأى إن "أحد عوامل ماحدث ربما يكون شيء من جنون العظمة التي أصيب بها النظام عقب القضاء على شريكه في الحكم (الحزب الاشتراكي اليمني) فولد هذا الجنون مشاريع أكثر جنونا جعلت من الوطن ساحة مفتوحة على أسوأ الاحتمالات، وجعلت الكثير من اليمنيين يحنون للأنظمة الشطرية التي كانت قائمة والتي أرى أنها لاتستحق كل ذلك الحنين، لكن السوء القائم يولد الحنين لما هو أقل سوءا".
السلطة المنتصرة -حينها- ربما لم تستطع التخلي عن الأسلوب القديم لإدارة الحكم ولم تنجح في استغلال الهدية التي منحتها السماء لها في العام 1994، وبدلاً من القيام ببناء مشروع وطني لليمنيين جميعًا، اتجهت لمشاريع أقل حجمًا لا تتواءم مع تاريخ اليمن العريق وجغرافيته الكبيرة فبدأت منذ ذلك العام ببناء مشاريع صغيرة حولت إنجاز 7 يوليو إلى خسارة لليمنيين جميعًا شمالاً وجنوبًا حتى أولئك الذين شاركوا في صناعة هذا النصر.
دم في ذاكرة الدم
يعود يوليو/ تموز محملاً بذاكرة دموية فقدت اليمن فيه آلاف العسكريين في حرب كانت بعيدة من التكافؤ، فقوات الشمال في 1994 كانت الأقدر على صنع الفارق، بينما كانت القوات الجنوبية في موقف المدافع عن وطن صار خلال الـ 3 السنوات السابقة في حكم المسلم به للشمال على اعتبار الوحدة القائمة بين البلدين.
لم تكن القوات المسلحة قد وحدت عمليا وبرغم ذلك كانت القوات الجنوبية هي الحلقة الأضعف كون الممول الرئيسي والداعم العسكري "الاتحاد السوفيتي" قد انهار.
اليوم ينتفض الجنوبيين في عدن والضالع ضد كامل سياسة النظام ليعود الدم إلى شوارع عدن حيث سقط في الذكرى عدد من المتظاهرين برصاص قوات الأمن أو برصاص آخر كما يدعي الطرفان.
هذه الذاكرة لن تذهب، وسيظل اليمن أسيرًا لذاكرة دمويّة سيّئة الصيت، جعلت من رجل الشارع يقول إنه لا يمكن أن تمر علينا 10 سنوات من دون حرب.
أصبحت الدماء قاعدة وأصبح اليمنيون يحلمون بعشر سنوات من السلم، ليتنفسوا قليلا من دون رائحة الدم والبارود.
التعليقات
الجنوب قضية القضايا
ناصر عباس -الى حدما استطاع الكاتب ان يقدم المعاناة في جنوب اليمن للقارىء العربي وللمثقفين والكتاب والشعوب العربية والاْنظمة ’ ان شعب الجنوب ونظام الحكم فيه قد حاولوا الاْسهام في مجرى التحرر الوحدوي العربي كهدف قومي عربي ومن واقع هذا الجنوب العربي القح بداْت مسيرة العمل الوحدوي كخطوة اولى في طريق الاْلف ميل نحو وحدة الاْمة العربية ..... لكن مع الاْسف هذا الحلم الوردي الذي تم اعلانه في 22مايو1990م تكسر على صخرة الواقع المزري للقطرين اليمنيين الشمالي والجنوبي معافي 94م وبالقطع حتى هذا التاريخ فاْن مسؤلية انكسار المشروع الوحدوي يعود الى واقع الشعبين والبلدين الطارد للوحدة حيث لم يرتقي الحلم الذي كان يختزنه السيد علي سالم البيض زعيم الجنوب والعقيد علي عبدالله صالح زعيم الشمال ..... اما وقد سارت الاْمور هكذا فواجع الى درجة ان القوات الشمالية تقتل ابناء الشعب الجنوبي الرافضين للاْحتلال والمتظاهرين سلميابدم بارد وبرصاص الرشاشات الثقيلة -الدوشكاْ- وتمنع حتى اسعاف الجرحى وتعتقل من يتمكن من ايصال جريح الى المستشفى وتقتح البيوت الاْمنه ليلا وتعتقل ساكنيها وتسرق محتوياتها ومن يعترض يقتل او يسحب عنوة الى السجن ويعذب حتى الموت والاْمر يمنع تشييعه واذا ما اصر الاْهالي على موارة شهداؤهم الثرى فاْن قوات نظام صنعاء تفتك بالمزيد من المشيعين بين شهيد وجريح وتزف الى سجونها الرهيبة المئات وهكذا دواليك, هنا ليس فقط تموت الوحدة ولكن تموت وتنتهي الجيرة والاْخوة وكل الاْواصر الاْنسانية ’ ذلك يحدث ولانسمع ادناه ولاشجب ولاستنكار ولاحتى تغطية في وسائل الاعلام العربية بينما مايحدث يفوق ما يحدث من قبل الاْحتلال الاْسرائيلي لاْشقائنا الفلسطينيين .. ويبقى الجنوب قضية القضايا ويبقى شعبه العربي القح صانع الحضارات حضرموت واوسان وقتبان وحمير’ وتبقى اسهاماته في نشر الاْسلام وثقافة التسامح والحب في شرق افريقيا وفي جزر الملايو والهند شاهد حي على عظمة شعب الجنوب العربيو ولن تكون عودة دولته واستقلاله بعد فك الارتباط مع الجيران في العربية اليمنية الا في خدمة الامن والسلم الدوليين ولمصلحة الشعوب العربية كافة.
يا كاتبنا
جنوبي -نحن الجنوبيين لم نكن انفصاليين كا ن علي سالم و زمرته فكيف تكتب اننا انفصاليين انذاك هذا لم يحدث بل نحن الجنوبيين حاربنا البيض و من معه و اخرجناهم و قد خرج و لا نريده يعود كما نريد الاحمر يخرج و لا يعود اليمن سيبقى مهمها طال الغبن فلا تهتم لما هو حادث فانا من يافع و اعرف الكثير مما يجري
مواطن متحضر : قبيلي
حسن عبسي التهامي -لايصلح أن نخضع مواطن متنور وإن بتعليم بسيط أو بشيء من التحضروالمدنية حتى ولو كانت متواضعة ، لايصح أن نخضعه لحكم قبيلي جاهل متعصب ، وهنا كان خطأ الوحدة بين الشمال الغارق في الرجعية والتخلف ، والجنوب بتجربته الاشتراكية التقدمية التي لو لم يكن من حسناتها إلا أنها حجمت دور شيخ القبيلة لكفاها إنجازاً،لا يمكن لإنسان جنوبي أن يقبل أن تكون إدارته من قبل شيخ قبلي جاهل يعيش بعقلية القرون الوسطى
شرق افريقيا وفي جزر
أبن البيضاء -كلامك يا ناصر عباس كله كلام فاضي ,, الشعب الجنوبي شعب حر وحضارة الحضارم لاتستنقص من حضارات غيرهم ,, اليمن كلها بلاد حضارات من لطرف للطرف ,وبعدين المشاكل اللي أنتم فيها كلنا موجودين فيها من فساد ومشاكل بس تعرف ايش مشكلتكم ,, النذالة ,, لانة شفتوا شوية بترول طلع من شبوة وحضرموت طمعتوا وقلتوا مانبغاش نشارك اي احد فية وحتى ولو انفصلتوا صدقني لاتزبطوا أهل عدن وابين وغيرهم علشان البترول ,, هذولا المتمصلحين واللاجئين باوربا اللي بيعيشوا على قفى دافعي الضرائب والرواتب من البيض وغيرهم من اللي يكرة اليمن ,, ترى أحنا وكل اليمنيين عارفينكم وصدقني لو في عندكم اجندات واضحة وطنية كان الناس كلهم التفوا حولكم لاكن كلها مصالح وتقطاع طرق للمواطنيين بالحبيليين وغيرها أصلا هذي مش عمايل رجال طال عمرك,,
جميل
المازني -تقرير يكشف الحقيقة إلى حد كبير وأنا أتفق مع مانقله ناصر عباس