قاض أميركي يأمر بترحيل الجواسيس الروس

امر قاض اميركي الخميس بترحيل العملاء الروس العشرة الذين اقروا بذنبهم، من الولايات المتحدة على الفور، وقال انه يتعين عليهم ان لا يفكروا يوما بالرجوع اليها.

واشنطن: بدأ العملاء السريون المفترضون العشرة الذين يعملون لحساب روسيا واحدا تلو الاخر يقرون الخميس امام محكمة فدرالية في نيويورك بانهم عملوا مع المخابرات الخارجية الروسية.

وقال مدعي عام المحكمة في مستهل الجلسة ان العملاء العشرة المفترضين سيقرون جميعا بذنبهم. واضاف ان "الحكومة تفهم ان كل واحد من المتهمين الموجودين هناك سيقر بذنبه".

والمتهمون العشرة الذين اعتقلوا في نهاية حزيران/يونيو وسجنوا منذ ذلك الوقت في نيويورك والكسندريا (فيرجينا، شرق) وبوسطن (ماساتشوستس، شمال شرق)، قد نقلوا الى نيويورك الاربعاء ومثلوا امام المحكمة.

وبدا الاجراء على الفور وبدا المتهمون بالاقرار بالذنب معترفين بانهم عملاء في الاستخبارات الخارجية الروسية.

ويبدو ان هذا الاجراء يؤكد احتمال عملية تبادل روسيا والولايات المتحدة جواسيس يتاكد الخميس حسب محامين ووسائل اعلام روسية، في نهاية تشبه ما كان يحدث خلال فترة الحرب الباردة، بهدف تسوية قضية التجسس التي عكرت صفو العلاقات الروسية الاميركية.

ويبدو ان الباحث الروسي ايغور سوتياغين الخبير المدان في روسيا بتهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة والمرشح ليكون ضمن صفقة التبادل، شوهد في فيينا على ما افادت محاميته آنا ستافيتسكايا لفرانس برس.

الا انها اضافت ان "كل ذلك ما زال في مستوى الاشاعات".

وافادت صحيفة غازيتا دوت رو الالكترونية استنادا الى "مصدر مطلع في الاوساط الدبلوماسية" ان تبادل جواسيس قد يكون تقرر خلال لقاء بين سفير روسيا في واشنطن سيرغي كيسلياك ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز.

واكد الموقع على الانترنت ان آنا تشابمان (28 سنة) وهي ضمن الموقوفين الستة في نهاية حزيران/يونيو في الولايات المتحدة، ستصل بشكل "متكتم" الى موسكو ليل الخميس الجمعة، وقد اتهمت شانها شان الاخرين بانها عميلة الاستخبارات الخارجية الروسية.

ونشرت الصحف على اولى صفحاتها صورة هذه المراة ذات الشعر الاصهب، عندما كشف زوجها السابق البريطاني تفاصيل وصورا حميمة تعود لزواجهما.

واكدت صحيفة غازيتا ان موسكو لن تدلي باي تعليق رسمي حول عملية التبادل ولن تنشر لائحة الاشخاص المعنيين.

من جهة اخرى، سيمثل المتهمون امام المحكمة الخميس في الساعة 14,45 (18,45 ت غ) في نيويورك لتتلى عليهم مذكرة الاتهام.

ورفضت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الخميس الادلاء باي تصريح مشددة على ان القضية تديرها وزارة العدل مباشرة.

وتلاحق نيابة نيويورك الاعوان العشرة المفترضين وعنصرا اخر فارا، بانهم "تآمروا كجواسيس في الولايات المتحدة لحساب اتحاد روسيا" كما سيتهم تسعة منهم ايضا "بتبييض اموال".

ولاول مرة تحدثت محامية عائلة ايغور سوتياغين الاربعاء عن عودتهم الى روسيا في اطار عملية مبادلة.

من جانب اخر، اعلن بعض محامي الجواسيس الروس المفترضين في الولايات المتحدة لنيويورك تايمز ان حلا من هذا القبيل قد يتم اعتبارا من الخميس.

وافادت صحيفة "كومرسانت" نقلا عن مصادر في اجهزة الاستخبارات الروسية الخميس ان ثلاثة روس على الاقل محكوم عليهم بالتجسس لحساب واشنطن ولندن ستتم مبادلتهم الى جانب سوتياغين.

وهما العميلان السابقان للاستخبارات الروسية المتهمان بالعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه)، الكسندر سيبتاشيف الذي حكم عليه في 2002 بالسجن ثماني سنوات، والكسندر زابورويسكي الذي يمضي منذ 2003 عقوبة بالسجن 18 عاما.

وقد يكون الثالث الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرغي سكريبال المحكوم عليه في 2006 بالسجن 13 عاما بتهمة التجسس لحساب بريطانيا.

واكدت الصحيفة انه "ابتداء من اليوم، يفترض ان ينقلوا الى فيينا ومنها الى بريطانيا وبلدان اخرى. واليوم تحديدا، يمكن ارسال الجواسيس المتهمين في الولايات المتحدة الى روسيا، وقد تم جمعهم بالفعل في نيويورك".

وكان الغرب والشرق يمارسان تبادل الجواسيس خلال الحرب الباردة لا سيما على جسر غلينيكي الرابط بين برلين الغربية والمانيا الشرقية.

واعتبرت الصحف الروسية ان العودة الى هذه الممارسات بالنسبة للاميركيين والروس على حد سواء، هي افضل طريقة لتسوية هذه الفضيحة في حين جعل الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والاميركي باراك اوباما من اعادة اطلاق علاقاتهما اولوية.

مدفيديف يصدر عفوا عن اربعة روس في اطار تبادل الجواسيس مع واشنطن

في غضون ذلك، اصدر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عفوا عن اربعة مواطنين روس من بينهم الاخصائي في التسلح ايغور سوتياغوين في اطار قضية تبادل الجواسيس مع الولايات المتحدة، حسب ما اعلنت الجمعة المتحدثة باسمه ناتاليا تيماكوفا.

وقالت لوكالات الانباء الروسية ان رئيس الدولة وقع مرسوم عفو عن ايغور سوتياغوين والكسندر زابوروسكي وغينادي فاسيلينكو وسيرغي سكريبان.

وكان هؤلاء الاشخاص وجهوا كتابا الى الرئيس التمسوا فيه العفو في ما نسب اليهم من تهم، حسب المصدر نفسه.