تواصل التفجير والقتل بجنوب تايلاند المضطرب

أصيب اليوم ثلاثة من جنود الجيش في تايلاند نتيجة لتفجير وقع بمحافظة ناراتيوات ، التي تعاني هي وبقية المحافظات المجاورة لها في الجنوب التايلاندي من قلاقل مستمرة منذ ست سنوات ونصف بلا انقطاع .

بانكوك: ذكرت الشرطة أن مسلحين فجروا شحنة ناسفة زنتها 20 كيلوجرام بينما كانت سيارة نقل صغيرة تمر على الطريق حاملة لهؤلاء الجنود ، ثم فتحوا نيران أسلحتهم ودارت معركة لخمس دقائق قبل أن يلوذوا بالفرار .

وجاء ذلك بعد تفجير آخر استهدف سبعة من جنود الجيش أثناء اصطحابهم لمدرسين الى مدارسهم بمحافظة يالا المتاخمة مما أسفر عن اصابة واحد منهم باصابة بالغة في ساقه .. بينما قتل شخص مسلم من جامعي المطاط نتيجة لغم أرضي زرع في مزرعة للمطاط يعمل بها في نفس المحافظة .

وفي هذا السياق نشرت الصحف المحلية تقريرا حول مصرع شاب مسلم عمره 25 عاما ويدعي سليمان نايسا ، أثناء احتجازه بمعسكر للجيش في محافظة باتاني للاشتباه بأنه ممن وصفتهم ب"المتمردين" .

وتضمن التقرير تصريحات لوالد الشاب ووالدته أوضحوا فيها أن الجيش أحضره اليهم ميتا بعد اختفائه لمدة أسبوع قضاه في المعسكر للاستجواب ، وذكروا أنه تعرض للتعذيب ولم يكن من "المتمردين" . كما نشرت رابطة الشباب المسلم التايلاندية صورا لسليمان تظهر بها جروح على عنقه وظهره .. وعلامات سوداء على أجزاء مختلفة من جسده تشير لتعذيبه .

وكانت محافظات تايلاند الجنوبية تشكل كيانا اسلاميا مستقلا عرف باسم "سلطنة باتاني" واستمر لعدة قرون قبل أن تضمه تايلاند اليها عام 1902 ، ونشطت فيها المقاومة أحيانا وخبت أحيانا أخرى من ذلك الحين تحت ضغط القمع الحكومي الى أن جددت جماعات انفصالية نشاطها المسلح في يناير 2004 ، وتحول الصراع بعد ذلك لعنف متبادل بين الأقلية البوذية والأغلبية المسلمة لسكان المنطقة وليس فقط لاعتداءات متبادلة بين المسلحين وقوات الأمن ، وسقط في تلك الأثناء ما يزيد على 10 آلاف قتيل وجريح ومعظمهم من المسلمين.