السودان: الحركة الشعبية تقترح اعتماد الـ "كونفدرالية"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيما كان قدجرى الحديث عن اقتراحات متعدّدة تتصل بكونفدرالية او فدرالية منذ ايام في وسائل الاعلام في الخرطوم، فتحت الحركة الشعبية لتحرير السودان للمرة الاولى صراحة باب إقامة كونفدرالية وذلك خلال المفاوضات التي تجري في الخرطوم حول ترتيبات ما بعد استفتاء تقرير مصير الجنوب.
مؤيدو استقلال الجنوب يتظاهرون السبت
الخرطوم: بدأت في العاصمة السودانية الخرطوم مفاوضات مهمّة بين شريكي الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير الجنوب حول ترتيبات ما بعد استفتاء تقرير مصير الجنوب. وتعقد هذه المفاوضات وسط خلافات كبيرة حول منطقة أبيي الغنية بالنفط فيما تنتقل المفاوضات إلى عاصمة الجنوب جوبا الأسبوع المقبل.
وفتح المتمردون السابقون في جنوب السودان الباب امام قيام "كونفدرالية او سوق مشتركة" مع سلطات الخرطوم اذا تاكد انفصال الجنوب في الاستفتاء حول استقلال هذا الشطر من البلاد المقرر بعد ستة اشهر.
وحدد المتمردون السابقون في الحركة الشعبية لتحرير السودان مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم سلة افكار مشتركة لتحديد ما الذي يجب القيام به في الملفات الاساسية (تقاسم الموارد الطبيعية خصوصا) مهما كانت نتيجة الاستفتاء في كانون الثاني/يناير لجهة استقلال الجنوب او الوحدة.
واقترح رئيس جنوب افريقيا سابقًا ثابو مبيكي رئيس لجنة الاتحاد الافريقي المكلفة متابعة ملف السودان على الطرفين انشاء كونفدرالية من دولتين مستقلتين او شكلاً من اشكال التعاون المكثف اذا اظهر الاستفتاء تأييدًا لاستقلال الجنوب.
واعلن مبيكي في كلمة القاها امام دبلوماسيين وشخصيات مجتمعين في الخرطوم بمناسبة انطلاق المفاوضات حول الرهانات التي ستلي الاستفتاء، ان "فكرة مقارعة ظاهرتين، الوحدة او الانفصال (...) بسيطة الى حد الافراط".
وردّ الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان اموم في تصريح للصحافيين ان "على سكان جنوب السودان اختيار الاستقلال او الوحدة... واذا كان الانفصال هو الخيار فإننا سنضمن تعاونًا جيدًا بين الدولتين المستقلتين وقد يأخذ ذلك شكل كونفدرالية او سوق مشتركة".
واضاف "نريد احسن وافضل العلاقات بين الجنوب والشمال، ان الاستفتاء فرصة لاعادة الامور الى نصابها والعمل معًا من اجل الصالح المشترك لسكان شمال وجنوب السودان".
وأكد سعيد الخطيب مفاوض الحزب الحاكم أن اقتراحات ثابو مبيكي تقدم "عنصر تحفيز للمفاوضين كي يكونوا خلاقين" في المباحثات.
وقد جرى الحديث عن اقتراحات متعدّدة تتصل بكونفدرالية او فدرالية منذ ايام في وسائل الاعلام في الخرطوم، لكنها المرة الاولى التي يفتح فيها المتمردون الجنوبيون صراحة باب اقامة كونفدرالية في حال غلبة خيار الانفصال.
ويعتبر الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان البند الاساسي في اتفاق السلام الذي وضع حدًّا في 2005 لنحو عقدين من الحرب الاهلية بين الشمال حيث الأغلبية من المسلمين والجنوب حيث الأغلبية من المسيحيين. وخلف النزاع مليوني قتيل.
واعلن الطرفان السبت انهما لم يحددا مهلة زمنية لتسوية القضايا الاستراتيجية مثل تقاسم الموارد الطبيعية والمواطنة واحترام المعاهدات الدولية والامن.
ويملك السودان احتياطيًّا من النفط يقدر بنحو ستة مليار برميل تتركز حقولها في جنوب البلاد والمناطق الواقعة بين الشمال والجنوب. ويشكل النفط 98% من موارد حكومة الحكم الذاتي في جنوب السودان ونحو 60% من موارد حكومة الخرطوم المركزية.
وقالت روزي شارب من منظمة غلوبل ويتنس البريطانية في بيان "يبدو ان الطرفين يستعدان للاسوأ وقد حشد كل طرف جيشه على الحدود. هناك حاجة واضحة وملحة لدى المفاوضين للوصول الى حل في شأن النفط مهما كانت نتيجة الاستفتاء".
بدأت في العاصمة السودانية الخرطوم مفاوضات مهمّة بين شريكي الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير الجنوب حول ترتيبات ما بعد استفتاء تقرير مصير الجنوب. وتعقد هذه المفاوضات وسط خلافات كبيرة حول منطقة أبيي الغنية بالنفط فيما تنتقل المفاوضات إلى عاصمة الجنوب جوبا الأسبوع المقبل.
اتفاق
وكان الطرفان قد توصّلا الى اتفاق قبل نحو اسبوعين على تشكيل اللجنة الفنية للاستفتاء في الجنوب واللجنة ستقوم بدورها بالاشراف على عمل "لجنة عليا خاصة" ويرأسها نائب رئيس الجمهورية سيلفا كير وتقوم بالتحضيرات على الارض لضمان اجراء استفتاء نزيه وحر حول مصير الجنوب وغيرها من القضايا.
وتنقسم اللجنة الخاصة الى ثلاث لجنان فرعية تتولى كل واحدة مهام محددة.
الاولى تتولى الاشراف على تنفيذ الاستفتاء والثانية ومهمتها ترتيبات ما بعد الاستفتاء مثل مصير حقول النفط والاملاك والديون والامن والاتفاقات الدولية.
اما اللجنة الثالثة فتتولى اعداد آليات الحكم في الجنوب بعد الاستفتاء مثل اعادة النظر في الدستور المؤقت لجنوب السودان ونقل الحكم من الحكومة المركزية الى حكومة الجنوب.
وما زالت هناك العديد من النقاط العالقة التي يتوقع أن تثير خلافات بين الجانبين في حال اختار الجنوبيون الإنفصال من بينها ترسيم الحدود والديون الخارجية وتوزيع الثروة.