المراهنات بأميركا: الربح مكسب والخسارة كارثة على إقتصاد منهار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تندرج المراهنات الكبيرة التي تتم في الولايات المتحدة في خانة الممارسات "غير الأخلاقية" حيث يتم صرف الملايين من الدولارات للمراهنة على فوز فريق دون الآخر. وتتم تلك المراهنات بوساطة رجال أعمال قد يسعون بالطرق كافة لإقناع اللاعبين بتغيير مبادئهم حتى لا تتم خسارة الملايين. وفي السياق ذاته،كشفت دراسة أميركية بأنه في حال تمكنت أميركا من استضافة كأس العالم في إحدى دورتيه 2018 أو 2022 فإن ذلك سيوفر ما بين 60 إلى 150 وظيفة أميركية وسيدرّ حوالى 5 مليارات دولار في عصب الاقتصاد الأميركي وحوالى 600 مليون دولار للمدن المستضيفة للحدث، ما يعني تحوّل الحدث من رياضي إلى اقتصادي.
واشنطن: ما إن تنطلق شرارة البدء في الملاعب معلنة بداية المباريات، حتى تفتح مكاتب المراهنات أبوابها لهواة المراهنة جاذبة أموالهم. تُحبس الأنفاس وتتسمّر الوجوه أمام شاشات التلفزة لتراقب صفارة الحكم إيذانا بإنتهاء المباراة معلنة الفريق الفائز الذي عقدت الأمال ووضعت الأموال عليه خصوصًا أن المبالغ ليست بالقليلة.
ومما لا يعرفه بعضهم، فإن مراهنات كبيرة تتم في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية التي تندرج بخانة "غير الأخلاقية" حيث يتم صرف الملايين من الدولارات للمراهنة على فوز فريق دون الآخر. لذلك فالمراهنة تعني إما كسب المزيد من الملايين أو خسارتها في الوقت نفسه. والمعروف أن تلك المراهنات تتم بواسطة رجال أعمال قد يسعون بالطرق كافة لإقناع اللاعبين بتغيير مبادئهم حتى لا تتم خسارة الملايين.
وعلى الرغم من الهدوء الذي يعم الشارع الأميركي تجاه مباريات كأس العالم والتي يرجعها البعض لحب الناس للعبة "الفوتبول أو الركبي" والتي تلقى رواجا شعبيا هنا، إلا أن ذلك لم يمنع المراهنين الذين يلهثون وراء الثراء السريع من المراهنة على الفريق الفائز بأموال قد لا تصل فقط إلى ألوف بل إلى ملايين الدولارات.
وقد أشارت آخر التقارير المقدمة من كازينوهات وفنادق لاس فيجاس أن نسبة كبيرة تراهن على فوز أسبانيا وأن مكاتب المراهنة العالمية رشحت أسبانيا للفوز بكأس هذا العام. الترشيحات جاءت بنسبة 4 إلى 1 وجاءت البرازيل في المركز الثاني بنسبة 9 إلى 2. وقد جات هذه النتائج قبل إخفاق المنتخب الأميركي في مباراته أمام غانا. مما يعني أن الشعب والمراهنين الأميركيين لا يعلقون الآمال كثيرًا على فريقهم لإحراز لقب البطولة مع أنه من الفرق القوية عالميًا.
وتعد استضافة المونديال ورقة اللوتو للبلد المضيف، لما قد يدرعليه من أرباح تصب في اقتصاد البلاد، فها هو المونديال لهذا العام قد صب ملايين الدولارات في شرايين الإقتصاد الأفريقي المستضيف لهذه الدورة.
كما تشير دراسة أميركية بأنه في حال تمكنت أميركا من استضافة كأس العالم في إحدى دورتيه 2018 أو 2022 فإن ذلك سيوفر ما بين 60 إلى 150 وظيفة أميركية وسيدرّ حوالي 5 مليارات دولار في عصب الإقتصاد الأميركي وحوالى 600 مليون دولار للمدن المستضيفة للحدث، ما يعني تحول الحدث من رياضي إلى اقتصادي ما يساعد على انتعاش البلاد.
ويجد الكثير من الناس أن المراهنة على المونديال أو غيره من البطولات يعد ضربا من الجنون ، إذ إنه قائم على المجازفة التي قد تسبب الربح والخسارة في لحظة، فالكرة غير مضمونة وتحمل دائمًا المفاجآت، لذلك فالمراهنة بملايين الدولارات تعد عصبًا وشريانًا حيويًّا للبنوك والشركات الكبرى، فالخسارة قد تعني خروج النقود من مكانها مما قد يسبب انهيارًا لذلك المكان وينعكس سلبًا على الإقتصاد المنهار أصلاً والتي كانت المراهنات جزءًا متسبِّبًا فيه. فالمراهنة على كأس العالم من أكبر وأفظع الأخطاء التي قد تكلف البلاد كثيرًا.
يقول ستيفن بنسن والذي يعمل مدير مبيعات في إحد البنوك في ولاية أوكلاهوما: "أحرص على متابعة مباريات كأس العالم في جميع الأوقات حيث أنني أحمل معي هاتفي حتى لو كنت خارج المنزل. وأتابع المباريات وكنت من المشجعين للمنتجب الأميركي وبعد الهزيمة الأن أشجع الأسباني والجميع يتوقع له الفوز". ثم يضيف: "لكنني لا أعتقد أن المراهنة بملايين الدولارات على الفرق الفائزة شيء جيد بل هو جنون لأنه بخسارة الفريق خسارة الأموال وهذا دمار للبنوك والشركات مما يعني مزيدًا من الشركات والبنوك المفلسة وبالتالي تزداد الأوضاع الإقتصادية سوءًا".
والمتابع لحركة السوق في اميركا يجد أن دورة كأس العالم لعام 2010 سببت حالة من الإنتعاش الإقتصادي البطيء لسوق السلع الرياضية نتيجة للانشغال بالشراء في الأسابيع القليلة الأولى وذلك تشجيعا للمنتخب الأميركي في مبارياته.
وكانت شركة نايكي للمنتجات الرياضية قد توقعت تحقيق أرباح مبكرة لهذا العام وذلك بسبب التحضير للمونديال، فالتقديرات الأولية لشهري مارس ويونيو أشارت إلى أن عائداتها الإجمالية ارتفعت بشكل قياسي إلى 7 مليارات دولار وذلك بسبب الطلب على منتجات الشركة. وكانت الشركة قد حققت أرباحا جيدة لعام 2009 وصل إجماليها إلى 496.4 مليون دولار.
ليونارد ريجن والذي يعمل في محل فوت لوكر للأحذية الرياضية في ولاية أوكلاهوما يقول: "المبيعات جيدة وقد ارتفعت بنسبة ضئيلة مقارنة بالعام الماضي وخصوصًا بعد المونديال وهناك زيادة على الطلب في أحذية نيكي وأديدس".
وبعد فوز المنتخب الأميركي على نظيره الجزائري 1-0 في المبارة وتأهله للدور الأعلى. ازداد الطلب على بعض السلع الرياضية وخصوصا الفانيلا التي يرتديها المنتخب وذلك إستعدادا للمباريات القادمة. وقد كان ارتفع حجم المبيعات للسلع والمنتجات الخاصة بكأس العالم إلى 7 مليون دولار في خلال الأسبوع المنتهي بتاريخ 20 يونيو 2010 ثلاث مرات عنه في الإسبوع السابق وذلك حسب ما نشر في صحيفة "واشنطن بوست".
أما في ولاية أوكلاهوما فقد ارتفعت المبيعات بنسب ضئيلة في محلات الرياضة أو حتى الأسواق المركزية الأخرى والتي خصّصت ركنا للألعاب والسلع الخاصة بالمونديال لهذا العام. وبالرغم من ذلك يهتم الناس كثيرًا بمتابعة المونديال على شاشات التلفزة حتى بعد الهزيمة التي لحقت بفريقهم.
نيكولا ارمن والذي يعمل في أسواق ولمرت الشهيرة في مدينة أدمند في ولاية أوكلاهوما يقول: "لم نشعر بتغير كبير فالمنتجات الرياضية أرتفعت قليلا وعادت كما هي بعد خروج المنتخب الأميركي من المونديال".
ومما لا شك أن لعبة كرة القدم أو الساحرة المستديرة كما يطلق عليها محبّوها، لها سحر من نوع خاص فهي لعبة ترفيهية لا يجب تحويلها إلى نقمة اقتصادية، وذلك لكسب المال بطريقة غير مشروعة حتى لا تفقد محبيها.
التعليقات
nero
nero -الرد خارج عن الموضوع
nero
nero -الرد خارج عن الموضوع