أخبار

"إشتباك" فكري بين صحافيين فلسطينيين وإسرائيليين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيقوسيا: خاض عدد من الصحافيين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى اربعة ايام في العاصمة القبرصية نيقوسيا، نقاشا ساخنا وصفوه ب"الاشتباك الفكري" حول العديد من المفاهيم المتعلقة بطبيعة الصراع القائم بين الجانبين.

فقد اظهر اللقاء الذي بدأ بمبادرة من مؤسسة "الارضية المشتركة" التي تتخذ من بلجيكا وواشنطن مقراً لها، اختلافاً كبيراً في مفهوم كل طرف لاهم قضايا ازمة الشرق الاوسط مثل الاحتلال، الاسرى، الحواجز، الامن، الاستيطان وايضا آلية تعامل كل من الطرفين اعلاميا مع هذه القضايا.

ففي حين برر الصحافيون الإسرائيليون وجود الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، على انها لتوفير الامن للإسرائيليين، اعتبرها الصحافيون الفلسطينيون وسيلة ل"اذلال الفلسطينيين". كما عارض الصحافيون الفلسطينيون تعريف الاعلام الإسرائيلي للمعتقل الفلسطيني لاسباب امنية في السجون الإسرائيلية، بانه "مجرم مدني" معتبرين في المقابل انه "بطل وطني".

وقالت كارول كاسبري، مديرة مشروع اللقاء الذي نظمته هذه المؤسسة التي تعمل على تنظيم برامج حوارية بين الاطراف في اماكن النزاعات، لوكالة فرانس برس "لم يكن في ذهننا لدى تنظيم اللقاء ان يتوصل الصحافيون الفلسطينيون والإسرائيليون الى ارضية مشتركة حول المفهوم السياسي للصراع".

واضافت "لكن مثل هذه اللقاءات تتيح امكانية كسر الجليد بين الجانبين فيما يخص العمل الاعلامي كما تسهم في كسر حالة الخوف من المواجهة مع الاخر" موضحة "صحيح ان اللقاء كان بمثابة اشتباك الا انه كان اشتباكا محترما".

وحضر اللقاء، الذي جرى في فندق هيلتون في العاصمة القبرصية، 13 صحافياً وصحافية من الاراضي الفلسطينية شاركوا فيه على مسؤوليتهم الخاصة، ومثلهم من داخل إسرائيل يعملون في شتى وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والانترنت. فقد عارضت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، التي اعيد انتخابها قبل شهور، هذا اللقاء بين الصحافيين الفلسطينيين والإسرائيليين، بدعوى ان هذه اللقاءات هي نوع من التطبيع مع الاحتلال.

وقال الصحافي الفلسطيني رامي عبدو، الذي يعمل مصورا تلفزيونيا "ما اكتشفته خلال الايام الاربعة الماضية انه يصعب التفاهم مع الصحافيين الإسرائيليين فنحن من حيث المبدأ مختلفون تماما".

لكنه اضاف "انا شخصيا على قناعة بانه يجب ايصال وجهة نظرنا مباشرة الى الصحافيين الإسرائيليين وان لا نخجل من ذلك لان ما اكتشفته هو ان الصورة التي تصل اليهم عن الموقف الفلسطيني صورة خاطئة تماما، وانهم لا يعرفون شيئا عن واقع حياة الشعب الفلسطيني" حيث انهم لا يستقون معلوماتهم الا من المستوى الامني الإسرائيلي.

وقال الصحافي محمد اللحام، معد ومقدم برامج اذاعية وتلفزيونية "ما دار بيننا لم يكن نقاشا وديا، بل كان اشتباكا ادبيا، ومعركة على المفاهيم، نتجت من الانحراف التلقائي عن مناقشة شؤون الاعلام والصحافة الى القضايا السياسية".

من جهته، اعتبر الصحافي الإسرائيلي يوسي مزراحي، الذي يعمل مراسلا لصوت إسرائيل انه من الطبيعي ان يكون النقاش ساخنا بل وان يكون بمثابة حرب كلامية، لان لكل من الجانبين ثقافة وسياسة مجتمعية مختلف. وقال مزراحي لوكالة الانباء الفرنسية "الحديث والجدل بين الجانبين كان مهما للغاية، كون الحديث اصلا هو مفتاح الوصول الى اي شيء".

واعتبر ان "اللقاء نجح، رغم حالة الاشتباك، في الاتفاق على مفاهيم موحدة مثل السلام، الحياة للجميع، قيم الحياة للجميع". وقال "طبيعة النقاش كانت اشتباك وحرب، وهذا شيء طبيعي كون الصحافيين من الجانبين متأثرين بشكل طبيعي ايضا بالواقع السياسي والثقافي القائم والتوصل الى ارضية مشتركة بينهما بحاجة الى وقت وجهد كبير". كما شكل اللقاء بالنسبة للصحافية نوعام براكان فرصة للتعرف على الصحافيين الفلسطينيين والحديث معهم وجها لوجه.

وقالت براكان، التي تعمل في صحيفة يديعوت الالكترونية " لم التق مع صحافيين فلسطينيين من قبل، كان هذا اللقاء في قبرص فرصة عظيمة بالنسبة لي حيث تعرفت على زملاء لي في نفس المهنة يسكنون على بعد امتار مني". واضافت "نشأت منذ صغري على مفهوم الخوف من الفلسطينيين، لم اعرفهم عن قرب مسبقا، وبهذا اللقاء اعتقد ان نسبة كبيرة من خوفي قد تبددت".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف