آل محمود: سلام دارفور يحتاج لصبر وحكمة وجلسة تقييم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الدوحة : عقدت اللجنة العربية الإفريقية للسلام في دارفور اجتماعاً يوم الثلاثاء بفندق الريتز كارلتون برئاسة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية وبمشاركة السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الافريقي والامم المتحدة.
وقال السيد آل محمود في تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع إنه والسيد باسولي تحدثا مع أعضاء اللجنة وشرحا لهم الخطوات التي تمت على طريق السلام في دارفور ووجدا منهم الدعم الكامل لما تم القيام به وما سيتم القيام به، مشيراً إلى أنه سيتم إصدار بيان يوضح موقف اللجنة الوزارية العربية من عملية السلام الجارية الآن في الدوحة.
ورداً على سؤال لوكالة الأنباء القطرية "قنا" حول الملاحظات التي أبداها أعضاء اللجنة على سير المفاوضات، أوضح السيد أحمد بن عبد الله آل محمود أن أعضاء اللجنة قد أبدوا العديد من الملاحظات، مشيراً إلى أن بعضهم تحدث عن ضرورة أن لا يتحكم شخص أو أشخاص في مسيرة السلام وأن يكون هناك حد زمني لهذه المفاوضات وأن تقرر الوساطة والدولة المضيفة الفترة الزمنية التي تراها مناسبة لأن القضية ليست بهذه السهولة وهي تحتاج لصبر وحكمة.
وأشار إلى أن الوساطة أخذت بعدد من الملاحظات التي أبداها أعضاء اللجنة بعد أن تحدثوا عن مرئياتهم لبعض الأمور الأخرى ومنها ألا يكون هناك تداخل وأن يكون منبر الدوحة هو منبر التفاوض الوحيد وألاّ تكون هناك تداخلات أخرى تؤثر على الجهود التي تقوم بها الوساطة ممثلة في الدولة المضيفة والوسيط المشترك.
وحول ما إذا تم تحديد وقت معين لانهاء هذه الجولة، قال السيد أحمد بن عبدالله آل محمود "نحن تحدثنا مع اللجنة الوزارية العربية الافريقية وقلنا لهم إنه حسب الاتفاق السابق ستعقد في 15 يوليو الجاري جلسة تقييم من قبل الوساطة بشأن ما تم فعله وما ينبغي عمله"، لافتا إلى أن الوساطة تحتاج أيضا إلى وقت لجمع الاوراق وصياغة مقترح متكامل بالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية لوضعه على طاولة المفاوضات والبدء به.
وما إذا كانت المفاوضات الحالية ستتوقف بعد غد الخميس في انتظار جولة جديدة، أوضح سعادة السيد آل محمود من جديد، قائلا "نقول إنه سيكون هناك تقييم، لا أستطيع أن أقول ماذا سنعمل، لكن ما أعرفه أنه سيكون هناك تقييم وإذا وجد من المصلحة العامة ربما تعلق المفاوضات وتبدأ المشاورات وهذا ليس توقف وهناك فرق بين التوقف وبين استمرار المشاورات".
وأضاف السيد أحمد بن عبد الله آل محمود في هذا السياق "ليس هناك توقف ابدا ولكن ستكون هناك مشاورات مع الاطراف ومحاولة لجلب الأطراف الأخرى للمفاوضات والاستماع في ذات الوقت لأصحاب الشأن في الداخل والخارج ونحاول أن نجد ورقة متكاملة وشاملة تأخذ كل هذه الأوراق ثم بعد ذلك تطرح على الأطراف".
وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية في تصريحاته على أن الوساطة لا تريد سلاما جزئيا بل سلاما عادلا وشاملا وهذا يحتاج إلى استصحاب كافة الرؤى "ومن هذا المنطلق تم عقد اجتماعات المجتمع المدني الدارفوري بالدوحة واستمعنا منهم واستصحبناهم في الوصول إلى الحل.. فما يتم اخذه من المجتمع المدني بالإضافة إلى الأوراق التي لدينا والاتفاق الاطاري الذي وقعته حركة العدل والمساواة مع الحكومة السودانية في فبراير الماضي والاتفاق الاطاري الذي وقعته حركة التحرير والعدالة مع الحكومة في مارس الماضي ومع هذه المرئيات ستقوم الوساطة بوضع ورقة متكاملة شاملة يتم تقديمها ولدينا التفاؤل بما يحدث في الفترة القادمة مؤكدا ان المفاوضات القادمة ستشمل جميع الحركات".
ووصف في إجابة على سؤال لقاءه والوسيط المشترك مع السيد عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان مؤخرا في باريس بأنه كان لقاء إيجابيا ومثمرا، مشيرا إلى أن السيد نور عبر عن وجهة نظره وكان موقفه واضحا في البيان الذي صدر عن اللقاء باتفاق معه. ولفت سعادته الى ان السيد نور اكد على انه مع المفاوضات ومع عملية السلام، موضحا سعادته أن التشاور سيستمر معه في كيفية الحاقه في مفاوضات السلام بالدوحة.
وأشار في هذا السياق إلى ما صرح به عبد الواحد نور مؤخرا حيث أكد أنه مع منبر الدوحة وأنه سيكون أول المشاركين في حال تم الاتفاق على تصور مشترك. وتابع "نحن الآن نتشاور وفي مرحلة تشاور وتقييمنا ان هناك خطوة ايجابية اتخذها السيد عبد الواحد نور وسنعمل لأننا نقول دائما أن السلام الذي نسعى اليه كوساطة مشتركة هو سلام شامل لا يستثني أحدا، واستطيع الآن أن أقول أن هناك اتفاقا اطاريا مع حركة العدل والمساواة واتفاق إطاري مع حركة التحرير والعدالة وموافقة من قبل عبد الواحد نور في المشاروات وإذا أخذنا كل هذا في الاعتبار مع استصحاب المجتمع المدني سيتم بعد ذلك وضع ورقة من قبل الوساطة المشتركة للجميع وسيتم التنسيق مع الجميع الى ان نصل انشاء الله الى اتفاق شامل مقبول لكل الاطراف".
وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية ردا على سؤال أن عبد الواحد نور لم يذكر أي شروط خلال اللقاء معه لانضمامه لمفاوضات سلام دارفور بل كان حريصا على توفير الأمن، مشيرا إلى أن هذه الأمور تعمل الوساطة دائما وكذا الحكومة تعمل عليها وعلى استتباب الأمن، مؤكدا أن كل التحركات التي تقوم بها الوساطة هدفها تحقيق الامن والاستقرار في دارفور.
وما إذا كان هناك أي دور لفرنسا في تسهيل اللقاء مع عبد الواحد نور، أكد سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود أن لدى فرنسا دورا إيجابيا فهي تدعم منبر الدوحة، وقال إن السيد نور التقى بعد الوساطة مع وزير خارجية فرنسا حيث كان موقف فرنسا واضحا خاصة وأنهم يؤكدون دائما أنهم مع منبر الدوحة ويحبذون دخول جميع الاطراف المعنية في المفاوضات.
وردا على سؤوال اخر لوكالة الأنباء القطرية بشأن ماذا إذا كان سعادته سيقوم بزيارة لطرابلس والالتقاء مع القيادة الليبية وزعيم حركة العدل والمساواة الدكتور خليل ابراهيم بعد زيارته لفرنسا أجاب سعادة الوزير، قائلا "نحن في تنسيق مستمر مع اشقائنا في ليبيا ونحن نقدر دورهم ودور المحبين للسلام.. والأخوة في ليبيا يبذلون جهدهم في دعم منبر الدوحة في هذه المفاوضات.. كما قلت نحن نسعى وسنحاول وسنستمر في جلب الجميع لمفاوضات شاملة انشاء الله يكون فيها الخير لاهل دارفور"
وكان السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية قد رحب في كلمة القاها في مستهل الاجتماع بالحضور، موضحا أن القصد من الاجتماع اطلاع المشاركين على تطورات عملية السلام في دارفور وما تم عمله وما يتم التطلع اليه مستقبلا، مشيرا إلى أن مبادرة السلام هذه تقع تحت مظلة اللجنة العربية الافريقية والامم المتحدة.
واستطرد "تعودنا ان نجتمع بشكل مستمر لتبادل الافكار والاستماع لمرئياتكم حول مسيرة هذه العملية التي نقوم بها مع الوسيط المشترك لإحلال السلام في دارفور". ومن المنتظر أن يعقد مساء اليوم بفندق الريتز كارلتون اجتماع للمبعوثين الخاصين للسلام في دارفور.