الأفغاني قاتل الجنود البريطانيين الثلاثة يشرح دوافعه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شرح الأفغاني الذي قتل 3 جنود بريطانيين في اتصال مع مراسل "بي بي سي" في كابولدوافعه.
لندن: صباح الثلاثاء الماضي قتل جندي بالجيش الوطني الأفغاني ثلاثة من "حلفائه" من جنود لواء "الغورخا" المقاتل تقليديا في صفوف الجيش البريطاني بإقليم هلمند، وهو معقل "طالبان" في جنوب غرب أفغانستان. وكان ضحاياه الثلاثة ضباطا من "لواء الغورخا الملكي" وبرتب ميجر ولفتانانت وكوربورال على التوالي.
وقيل إن القاتل استخدم مدفعه الرشاش وقاذفة قنابل يدوية لقتل الغورخا الثلاثة وهم نيام، ثم فر من القاعدة العسكرية لتبدأ في المنطقة بعد ذلك إحدى أكبر عمليات المطاردة الحربية لشخص واحد.
وفيما بعدُ أعلنت طالبان أن الجندي المارق يعيش في كنفها وتحت حمايتها، مضيفة أن عمليته جزء من مخطط مدبر منذ زمن.
والجمعة أعلنت "بي بي سي" أن طالبان اتصلت بمراسلها في كابول مساء الخميس وأتاحت له الفرصة للحديث إلى "الجندي المارق".
وقال هذا الأخير إن اسمه طالب حسين وإن عمره 21 عاما وينحدر من إقليم غزني بوسط البلاد، لكنه أضاف أنه تصرف بدافع شخصي وعمل منفردا - على عكس ما أعلنته طالبان - وأنه انضم للحركة الأصولية بعد هجومه القاتل.
وفي اللقاء الهاتفي، الذي دام حوالي عشر دقائق، شرح حسين دافعه لقتل الجنود الغورخا بالقول إنه كان ينتقم لمقتل المدنيين الأفغان، بمن فيهم العجزة والنساء والأطفال "على يد القوات البريطانية"، وعندما قال له المراسل إن المدنيين الذين يعنيهم يُقتلون أيضا في هجمات طالبان، رد عليه قائلا إن هؤلاء الأخيرين "مجاهدون يقاتلون من أجل تحرير بلادهم". وأضاف أيضا أن القوات البريطانية "لا تحتل أفغانستان من أجل إعادة استقرارها وبنائها كما تزعم وإنما تتحرك بدوافع استعمارية، وتلجأ في كثير من الأحيان للعمليات الانتحارية ضد المدنيين".
وقال حسين إنه ينتمي لعرق الهزارا (وهم شيعة يتحدثون الفارسية بينما طالبان بشتون سنّيون).
وأضاف أنه قضي سنتين في إيران قبل عودته إلى أفغانستان العام الماضي حين انخرط في صفوف الجيش الوطني الأفغاني. ومضى قائلا إن قتل الجنود "البريطانيين" كان من بنات أفكاره وحده وإنه لم يدخل في أي اتصالات سابقة لذلك سواء مع طالبان أو إيران أو باكستان. وأضاف أنه لم يقرر الانضمام لطالبان إلا بعد هجومه القاتل.
وقال المراسل إنه لم يكن متأكدا من صحة مزاعم طالب حسين حتى قارن ما أورده من اسمه وعمره وعرقه وقريته ومدة خدمته العسكرية مع المتوفر لدى المصادر العسكرية الأفغانية والبريطانية. فاتضح أن كل المعلومات التي أدلى بها إليه صحيحة.
وقالت "بي بي سي" إنها اتصلت بوزارة الدفاع في لندن للتعليق على أورده مراسلها. فقال ناطق باسمها: "نحيط علما بأن أفغانيا اتصل بوسائل الإعلام ناسباً لنفسه مسؤولية مقتل ثلاثة جنود بريطانيين في هلمند صباح الثلاثاء. ورغم أننا لا نعلّق على صدقية ما يقوله هذا الشخص من أنه مدبر الهجوم الجبان، فمن المثير للسخرية الزعم أننا نستهدف المدنيين ونقوم بعمليات انتحارية ضدهم. كثيرا ما يحاول المتمردون والمارقون زعزعة أهداف التحالف العسكري في أفغانستان بمزاعم مثل تلك. ولهذا يتعين التزام جانب الحذر في أخذ ما يقولونه مأخذ الجد".
ويشار إلى أنّ "الغورخا" يشكلون لواء عرف باسمهم في الجيش البريطاني رغم أنهم نيباليون أو من شمال الهند.
وقد أصبحوا منذ منتصف القرن التاسع عشر جزءا من هذا الجيش في غزواته الآسيوية ولازالوا حتى الآن يقاتلون في صفوفه في أفغانستان بعدما شاركوه أيضا حربه في العراق.