أخبار

الحريري يوقع في دمشق سلسلة من الإتفاقات الثنائيَة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الاسد مستقبلا الوفد اللبناني يرئاسة الحريري الاحد

وقع كل من لبنان وسورية سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية يوم الاحد خلال زيارة اجراها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى دمشق يرافقه وفد وزاري موسع، ودعا الحريري في مستهل زيارته التي بدأها يوم الاحد والتي ستستمر ليومين الى توثيق العلاقات اللبنانية السورية.

دمشق: استقبل الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق الاحد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع الوفد الوزاري المرافق له بعد التوقيع على مجموعة اتفاقات تعاون بين البلدين.

وهذه الزيارة هي الرابعة التي يقوم بها الحريري الى سوريا منذ توليه مهامه في كانون الاول/ديسمبر 2009.

وحضر اللقاء ايضا رئيس الوزراء السوري ناجي عطري والوزراء المشاركون في اجتماعات هيئة المتابعة والتنسيق السورية اللبنانية التي عقدت اجتماعها قبل ظهر الاحد في العاصمة السورية كما افادت وكالة الانباء السورية (سانا).

وعقد رئيسا حكومتي البلدين مؤتمرا صحافيا مشتركا قال فيه الحريري انه علاقته مع الرئيس السوري "مبنية على الصدق والصراحة والتفاهم".

وردا على سؤال حول التوتر القائم بين لبنان واسرائيل قال الحريري "ان لبنان يتعرض يوميا لانتهاكات العدو الاسرائيلي لسيادته (...) ولبنان يواجه هذه الانتهاكات بالوحدة الوطنية وبالاعتماد على الدعم العربي وعلى الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الامن".

وردا على سؤال حول ضبط الحدود بين البلدين ورسمها قال الحريري انه اتفق مع نظيره السوري على "متابعة العمل من اجل ضبط الحدود ومكافحة التهريب وكافة الاعمال المخالفة للقوانين". واضاف الحريري "كما طلبنا من اللجنة المشتركة لتحديد وترسيم الحدود المباشرة في اعمالها ومن لجنة المفقودين انجاز مهمتها في اسرع وقت" في اشارة الى مفقودين لبنانيين يؤكد اقاربهم انهم موجودون في سوريا.

وردا على سؤال حول الجدل الدائر في لبنان حول امكانية صدور قرار ظني عن المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال والده رفيق الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق، يتضمن اتهاما لحزب الله قال الحريري "يجب على الجميع التحلي بالهدوء والتعامل بشكل هادىء ولا شيء يدعو الى الاحتقان" مضيفا "نحن مسؤولون ورجال دولة نريد المصلحة للبنان والهدوء مهما كانت الصعاب".

من جهته اعتبر رئيس الحكومة السوري ان نتائج الاجتماعات مع الوفد اللبناني "كانت ممتازة" وقال ان سوريا "تنظر الى ان الامن والاستقرار في لبنان هو امن واستقرار في سوريا". واعلن مكتب رئيس الحكومة اللبنانية في بيان ان عطري والحريري اكدا "حرص البلدين على ضرورة تفعيل عمل المجلس الاعلى السوري اللبناني وتنسيق النشاطات والمواقف في مجالات السياسة الخارجية".

رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري متوسطا الوفد المرافق له خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء السوري ناجي عطري

وشددا ايضا على ضرورة "تعزيز علاقات التعاون في اطار معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية وغيرها من المجالات الاخرى". وافاد البيان انه جرى التوقيع "على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم تشمل مجالات عديدة بينها "التعاون في مسالة الملاحة البحرية التجارية والتعاون في مجال تبادل المنتجات الصيدلانية والتعاون لحماية المستهلك".

كما وقع الطرفان "اتفاقا بشان نقل الأشخاص المحكوم عليهم، واتفاق تعاون لمكافحة المخدرات، واتفاقية تعاون في المجال الزراعي، واتفاق تعاون وتنسيق في مجال التربية، واتفاقا خاصا بالتعليم العالي والبحث العلمي، وبرنامجا تنفيذيا خاصا بالتعليم الفني والمهني والتقني لاعوام 2010 و2011 و2012".

وجرى التوقيع ايضا على "اتفاق تعاون في مجال السياحة، واتفاقية للتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وبروتوكول ملحق باتفاقية تجنب ازدواج التكليف الضريبي ومنع التهريب الضريبي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل، وبرنامج تنفيذي للتعاون الثقافي، ومذكرة تفاهم وتعاون في مجال البيئة".

وكان عطري استقبل نظيره اللبناني في مطار دمشق الدولي، وتوجها معا بعد ذلك الى مقر رئاسة الحكومة السورية حيث باشرا محادثات تتعلق بسلسلة الاتفاقات التي وقعت بين البلدين، قبل اللقاء مع الرئيس السوري.

وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحافيين قبل بدء المحادثات "اعتبرها الزيارة الاولى (للحريري) لانها تأتي على رأس وفد وزاري وهذا الوفد مخول ان يضع القاعدة الصلبة لعلاقات مستقبلية مميزة بين البلدين الشقيقين في خدمة الشعبين". وعبر عن امله في "تنفيذ هذه الاتفاقيات وتكثيف الزيارات المتبادلة بين البلدين في المستقبل القريب".

وردا على سؤال عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري، كرر المعلم ان "المحكمة الدولية شأن لبناني". لكنه اوضح انه "اذا طالت سوريا بطريقة او باخرى (...) اي مواطن يثبت تورطه بالدليل القاطع سيحاكم في سوريا بتهمة الخيانة العظمى".

وردا على سؤال عن ترسيم الحدود، قال المعلم ان "هذا الموضوع يحتاج الى رؤية اجتماعية تنصف العائلات اللبنانية الموجودة في سوريا والسورية الموجودة في لبنان". واضاف ان "ترسيم الحدود شأن اجتماعي"، مؤكدا بدء "تشكيل لجنة في سوريا ولبنان على ما تم الاتفاق عليه في السابق في هذه المسألة".

من جهة اخرى، اكد المعلم انه "لا تعديل على معاهدة الاخوة والتنسيق والتعاون وهذا بشكل قاطع"، في اشارة الى الاتفاقية الموقعة في تسعينات القرن الماضي. واوضح وزير الخارجية السوري ايضا ان "معاهدة الامن لن توقع بسبب عدم بحثها خلال الزيارة بسبب غياب" وزير الدفاع اللبناني الياس المر.

وعزا المعلم هذا الغياب الى "سفر المر خارج لبنان"، مؤكدا في الوقت نفسه ان "تشكيل الوفد اللبناني امر سيادي بحت يخص لبنان". وبعد اللقاء مع الاسد، يختتم الوفد اللبناني زيارته في حين سيعود الحريري الى لبنان في وقت لاحق حسب ما اضاف نادر الحريري مدير مكتب رئيس الوزراء اللبناني.

وتراس الحريري وفدا وزاريا كبيرا مؤلفا من 13 وزيرا بينهم وزير الداخلية زياد بارود ووزير الخارجية علي الشامي ووزيرة المال ريا حفار الحسن اضافة الى وزيري العدل ابراهيم النجار والثقافة سليم وردة اللذين يمثلان في الحكومة حزب القوات اللبنانية، ابرز منتقدي الدور السوري في لبنان.

يذكر ان الحريري كان قد زار دمشق للمرة الاولى في ديسمبر/ كانون الاول الماضي بعد وقت قصير من تسلمه رئاسة الوزراء، قبل ان يتوجه اليها مرتين في مايو/ ايار قبل توجهه الى واشنطن ولدى عودته منها. واعتبرت هذه الزيارات طيا لصفحة ماضي امتد لخمسة اعوام سادته خصومة كبيرة بين البلدين على خلفية اغتيال رفيق الحريري وتوجيه اصابع الاتهام الى دمشق من قبل العديد من الاطراف السياسية وبخاصة فريق الرابع عشر من مارس/ آذار المناهض للنفوذ السوري في لبنان والذي كان يقوده الحريري.

يشار الى ان الجيش السوري كان قد دخل الى لبنان بعد اعوام قليلة من بداية الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975، وبقي فيه نحو 3 عقود حتى انسحابه عام 2005 بضغط من المجتمع الدولي والشارع اللبناني بعد اغتيال الحريري. وبدأت العلاقة بين البلدين بالتحسن منذ عام 2008 بعد موافقتهما على اقامة علاقات دبلوماسية بينهما للمرة الاولى وفتح سفارات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف