ليبرمان ونتانياهو يسعيان إلى تهدئة الخلافات بينهما

قلل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان الذي يقود الحزب اليميني "إسرائيل بيتنا" من اهمية الاختلاف بينهما، مشيرين الى انه مجرد "خلافات بسيطة"، وكان ذلك عقب مصادقة الحكومة الجمعة على مشروع ميزانية يضربالوزارات الخمس التي يتولاها الحزب اليميني، وقرّرا اللقاء مساء اليوم.

وقال زعيم اسرائيل بيتنا في مؤتمر صحافي "ليست هناك ازمة. على كل حال ليست الازمة التي تريدونها، بل اختلافات بين الاغلبية. وليست لدينا اي نية بقطيعة" مع الائتلاف الحاكم. وعبر ليبرمان عن استيائه من الطريقة التي يعامل بها رئيس الوزراء اسرائيل بيتنا رغم انه "اقوى واوفى حليف له". ويشكل حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف بنوابه الـ15 الدعم الرئيس لائتلاف نتانياهو.

من جهته، قال نتانياهو في بيان ان اسرائيل بيتنا يشكل "شريكًا اساسيًّا في الحكومة"، معربًا عن قناعته بأنّ "معظم الخلافات" يمكن ان "تحل بالحوار".

وتتعلق هذه الخلافات التي تحتل العناوين الرئيسية للصحف الاسرائيلية بتوزيع ميزانية بطريقة يرى ليبرمان انها تضر بالوزارات الخمس التي يتولاها حزبه. وصوت نواب اسرائيل بيتنا الخمسة ضد مشروع الميزانية نصف السنوية احتجاجا على الاقتطاعات المقررة لوزاراتهم وخصوصا وزارتي الاستيعاب والامن العام. كما يختفان حول مشروع قانون مثير للجدل حول اعتناق اليهودية في مبادرة تثير استياء الطائفة اليهودية الاميركية ويعارضها نتانياهو.

واتفق الطرفان على عقد لقاء مساء اليوم الاثنين لتسوية خلافاتهما بحسب ما أفادت به الاذاعة العامة.

وكان الخلاف تصدر الصفحات الأولى في الصحافة الإسرائيلية الصادرة الأحد.

وأفادت صحيفة معاريف بأن أحد وزراء إسرائيل بيتنا واسمه ستاس ميزيزنيكوف اتهم وزير المال يوفال ستاينيتز "بالخيانة" خلال اجتماع للحكومة تخللته شتائم. واتهمت مصادر كبيرة في حزب "إسرائيل بيتنا" نتنياهو وستاينيتز بعدم الوفاء بالاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الحزب.

ونقل راديو "صوت إسرائيل" الأحد عن مصادر قولها إن المفاوضات التي جرت مع الحزب حول مطالبه المتعلقة بميزانية الدولة لم تتسم بالنزاهة. وحذرت المصادر من احتمال تغير سياسة حزب "إسرائيل بيتنا" فيما يتعلق بتقيد وزرائه ونوابه بمبدأ المسؤولية الائتلافية.

ونقلت صحيفة هآرتس الأحد عن الوزير ميزيزنيكوف أن حزب إسرائيل بيتنا "لا يريد قلب الائتلاف الحكومي رأسًا على عقب ولا الانسحاب من الحكومة".

ويعتقد المقربون من نتنياهو أن هناك تغييرات كثيرة حدثت في شخصية ليبرمان، لاسيما بعد لقاء الوزير "بن أليعيزر" مع الوزير التركي مؤخرا، حيث أصبح عدوانيا في الآونة الأخيرة أكثر من الماضي. وأكد المقربون من نتنياهو على كلامهم، بان ليبرمان فاجئ رئيس الحكومة بخطواته وتصريحاته مرة تلو الأخرى في أكثر من مناسبة.

ويبدو ان ليبرمان عبر عن استيائه الجمعة عبر تعيينه سفير اسرائيل الحالي في بوغوتا ميرون روفين ممثلا للدولة العبرية في الامم المتحدة بدون موافقة رئيس الوزراء، على ما افادت الصحف الاسرائيلية. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تستعد لقرب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستبدأ في أيلول المقبل، ومن المتوقع أن تواجه إسرائيل أجواء صعبة ومشحونة بالتوترات الدبلوماسية المعقدة, ومن المتوقع أن تجد إسرائيل نفسها معزولة وتوجه إليها انتقادات بمستويات غير معهودة منذ أعوام.
واعتبرت الصحيفة ان "إسرائيل محتاجة اليوم في الأمم المتحدة لشخصية إسرائيلية على دراية بالأمور الدولية, ومؤهلة لنقل الرسائل، وبارعة في العلاقات مع السفراء والممثلين الكبار في القنوات الخفية الهامة لإسرائيل".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دبلوماسي رفيع تأكيده أن أحداث أسطول الحرية، والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والبناء في المستوطنات، وكذلك تعثر المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية، ستكون جزءا من المواضيع المعقدة التي ستناقشها الجمعية العمومية للأمم المتحدة خلال انعقادها قريبا.
كما ستضطر إسرائيل لمواجهة استخلاصات التحقيق في أحداث أسطول الحرية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، كما تبحث لجنة تابعة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف البدء في إجراء تحقيق في حادث السيطرة على أسطول الحرية خلال الأيام المقبلة.
ويعتقد المقربون من نتنياهو أن هناك تغييرات كثيرة حدثت في شخصية ليبرمان، لاسيما بعد لقاء الوزير "بن أليعيزر" مع الوزير التركي أخيرًا، حيث أصبح عدوانيًّا في الآونة الأخيرة أكثر من الماضي. وأكد المقربون من نتنياهو على كلامهم، بان ليبرمان فاجأ رئيس الحكومة بخطواته وتصريحاته مرة تلو الأخرى في أكثر من مناسبة.

وقد اعرب ليبرمان مطلع تموز/يوليو عن غضبه مهددا بازمة حكومية لعدم استشارته قبل اجراء لقاء سري بين وزير التجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في بروكسل.
ويذكر أن ليبرمان في وضع حرج لان المدعي العام للدولة سيبت في احتمال ملاحقته قضائيا بشان قضية فساد تعود لسنوات، وتوعد بالاستقالة اذا تمت ملاحقته.