بريطانيا:رفض التماس وقف تدريس مسلسل كارتوني

وقع أكثر من 400 شخص، في بلدة ويلزكام بمقاطعة سومرسيت في جنوب غرب انكلترا، على التماس يطلبون فيه وقف تدريس مسلسل الكارتون الفكاهي الأميركي الشهير "عائلة سيمبسون" The Simpsons في إحدى المدارس. ويذكر ان عدد السكان الكلي بالبلدة يقل عن ألفين و700 شخص.

كانت المدرسة قد أجازت تدريس المشهد الافتتاحي للمسلسل إضافة الى إحدى الحلقات باعتبارهما "نموذجا للغة الإعلام المتعدد في الفنون المعاصرة". لكن الآباء يقولون إن مادة المسلسل نفسها "غير صالحة للتلاميذ لأن الفكاهة فيها تستمد موضوعها من أن عائلة سيمبسون تقف على النقيض من الأسرة المثالية".

وكان أحد الآباء، ويدعى جوزيف رينولدز، هو أول من اعترض على تدريس المسلسل الفكاهي قائلا إنه غير مناسب لابنته التلميذة. وبدأ جمع التواقيع على عريضة من بقية الآباء حتى بلغ عددها أكثر من 400، وقدمها لإدارة المدرسة. لكن هذه الأخيرة رفضتها قائلة إن المسلسل "نموذج ممتاز لفنون السخرية والمفارقة".

وصرح رينولدز لفضائية "بي بي سي" بقوله: "المناهج القومية تمتلئ عن آخرها بالمواد العظيمة. فلماذا اختاروا عائلة سيمبسون بالتحديد؟ أنا لا اعترض إذا كانوا يستخدمون هذا المسلسل عَرَضا أو ليوم واحد كطُعم لجذب التلاميذ الى أعمال شكسبير مثلا. لكنهم يدرسونه لفترة ستة اسابيع، أي أنهم يعتبرونه مادة رئيسية. في هذا مضيعة للوقت، وهو مكمن الخلاف لأنه يعني ان إدارة المدرسة ترضخ لرغبات التلاميذ وليس العكس".

ومن جهته، قال آندي دانيت، مساعد مدير المدرسة، إن اختيار "عائلة سيمبسون" تم سعيا وراء "منهاج تعليمي واسع النطاق ومتوازن الأطراف للتلاميذ في سن الثانية عشرة". وقال: "يدعى هؤلاء التلاميذ لقراءة نص الحوار بعين فاحصة. والفكرة وراء هذا هي تنمية مقدراتهم الفكرية النقدية والتحليلية".
ومضى قائلا: "التلاميذ يتعلمون أيضا بعض الأساسيات عن مختلف مظاهر الإعلام المتعدد والرواية المرئية وفنون التقديم والقوالب الجاهزة والجمهور. وكل هذا بالإضافة الى أشياء أسمى مثل السخرية والمفارقة على المستويين الأدبي والفني وأخيرا القدرة على النقد والتحليل. ولهذا كله فقد رفضنا الالتماس المقدم من بعض الآباء وماضون على هذا الطريق".