الفصائل الفلسطينية الصغيرة لا يمكنها تمرير قرار سياسي أيديولوجي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في إطار الأشكال المختلفة للقتال الفلسطيني مع الجانب الإسرائيلي، تواجد العديد من الفصائل الفلسطينية التي تختلف في نهجها وأفكارها، إلا أنها تتوحد في بوتقة واحدة وهي تحرير الأراضي الفلسطينية. وإن إختلفت تلك الفصائل التي تسمى الفصائل الصغيرة، مع الفصائل الكبيرة، أو حتى أتفقت معها في جوانب متعددة، فإن تلك الفصائل لا يمكنها وحدها تمرير قرار سياسي أيدلوجي سواء في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي تضمن 13 تنظيماً فلسطينياً، أو فصائل الممانعة التي تضم نحو 8 فصائل فلسطينية أخرى. وتعتبر الفصائل الفلسطينية الصغيرة، كما يسمونها الفلسطينيون، إمتداداً للعمل السياسي الفلسطيني برمته، لكن آخرين اعتبروا غطاءً لتمرير الفصائل الكبرى، أكبرها حركتي فتح وحماس، لنهجها السياسي أو حتى العسكري.
وأضاف الفرا "من وجهة نظرنا في الجبهة الشعبية نؤمن بالتعددية ونؤمن بالشراكة الحقيقية وهذا ما نصت عليه أدبيات الجبهة، لكن في بعض الأحيان فأن نفوذ حركة فتح داخل منظمة التحرير كان دوماً يحاول أن يحتوي بعض مواقف تلك التنظيمات في محطات معينة من خلال الضغط والإبتزاز المالي، مما يؤثر سلباً على مجمل الوضع الوطني الفلسطيني العام. هذه الفصائل ممثلة في مؤسسات المنظمة سواء في اللجنة التنفيذية للمنظمة أو بالمجلس المركزي أو المجلس الوطني الفلسطيني".
وأكد أن "الشعب الفلسطيني طالما ناضل بقيادة المنظمة كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". وقال "كان تمثيل كل هذه الفصائل يعبر عن الوضع الفلسطيني برمته تقريبا إلى ما بعد إنتفاضة 87، إلى أن ظهرت فصائل فلسطينية أخرى وتحديداً الفصائل الإسلامية، وكانت وجهة النظر وما زالت في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني، هي أن تمثل هذه التنظيمات ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية".
ورأى القيادي في الجبهة الشعبية، إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، أنه "منذ اللحظة الأولى لدخول فصائل العمل الوطني المسلح لمنظمة التحرير إستطاعت حركة فتح أن تسيطر على المنظمة". وقال "في تلك الفترة كان دخول المنظمة لهذه الفصائل الصغيرة مرهون بمواقفها وقربها من حركة فتح حتى تنفرد بالقرار السياسي".
وأكد الفرا أن الفصائل الفلسطينية الصغيرة مارست بقوة العمل العسكري في الفترة السابقة، في الستينات والسبعينات، وخاضت العديد من العمليات العسكرية المشتركة بينها وبين الفصائل الكبرى. ورأى أن "ثقل هذه التنظيمات الصغيرة ظهرت كحالات في دول الطوق تحديداً في لبنان وسوريا والأردن والعراق، ولم تكن لها عمق أساسي من الأرض المحتلة".
تنوع أشكال المقاومة الفلسطينية
وأشار عبد الرؤوف الفرا القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن لهزيمة الـ 67 "ردة فعل مسلحة وكان هناك تدفق هائل جداً للشباب على حمل السلاح من اجل تحرير فلسطين. وهذه الفترة إمتدت هذه الفترة حتى حرب بيروت 82م(..) وبعد الخروج من بيروت إعتقد البعض أن الكفاح المسلح إنتهى في الخارج، وبناءً عليه جزء كبير من الفصائل أصبح عمله سياسي، علماً بأن تجارب الشعوب تؤكد أن كل الدول المحتلة لا يمكن أن تنال حريتها إلا بالنضال الثوري المسلح".
ونوه الفرا إلى أن "أشكال النضال متنوعة جداً والتجربة الفلسطينية غنية جداً بتلك النضالات منها العنيف وغير العنيف". وقال لإيلاف "طبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية هي من تفرض آلية النضال. في الحالة الفلسطينية، غياب الإستراتيجية أو جبهة المقاومة المسلحة الموحدة وذات المرجعية السياسية، وجهة نظر الجبهة أن كافة أشكال النضال موجودة، ولكن طبيعة المرحلة هي التي تحدد".
بقيت الأجنحة العسكرية الفلسطينية التابعة للفصائل الفلسطينية الكبرى، هي عنوان النضال الفلسطيني مع الجانب الإسرائيلي، إلا أن الفصائل الصغرى وخاصة التي تندرج في إطار منظمة التحرير الفلسطينية إلتزمت بقرار المنظمة السياسي الذي يقضي بضرورة التفاوض مع إسرائيل لنيل الحقوق الفلسطينية. وبقيت تلك الفصائل دون تشكيلات عسكرية داخل الأراضي الفلسطينية.
وأكد سكرتير الجبهة أنه في حال وجود قرار سياسي بضرورة تشكيل أجنحة مسلحة "فنحن لن نتأخر، لكن لنا حسابات اخرى، وفي كثير من الأحيان العمل السياسي أصعب من العمل المسلح"، معتبراً أن الوضع الفلسطيني الداخلي والسياسي ضعيف جداً "كوننا نعتمد بشكل أساسي على معونات خارجية مما يؤثر على قرارنا السياسي العام".
وأشار الطوس إلى أن العملية السياسية التفاوضية مع الجانب الإسرائيلي متعثرة جداً. وقال لإيلاف "المفاوضات مع إسرائيل لأكثر من 15 سنة فشلت بشكل كلي، والعمل العسكري لا بد من وجود عمل سياسي يفاوض عنه، لأن البندقية غير المسيسة هي قاطعة طريق". وأكد على وجوب توحيد الجهود السياسية والعسكرية وتوحيد إستراتيجية العمل الفلسطيني للوصول إلى الهدف الأساسي وهو الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وحول عدم قدرة التنظيم الفلسطيني السياسي على تمرير قرار سياسي إستراتيجي، قال سكرتير جبهة النضال الشعبي في محافظة خان يونس "لو توحدت جهود الفصائل الصغيرة، سيكون موقفها بشكل أفضل بكثير مما هي عليه الآن".
الجبهة الديمقراطية: ضعف الفصائل الصغيرة من ضعف المنظمة
وحول مصادر الدعم المالي من الساحات العربية والدولية، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية "حيثما وجد النشاط والإجتماعي والسياسي في ساحة من الساحات المذكورة، ينشط الدعم ولكن أصبح هذا النشاط السياسي والإجتماعي والإقتصادي في مؤسسات المنظمة مرهون بالتجاذب السياسي العالمي، وبالتالي أصبح هناك معسكرين في منطقة الوطن العربي، معسكر وخط من يؤيد المقاومة بشكلها الواضح ضد الكيان الصهيوني وخصوصاً بوجه العسكري والميداني، وما يسمى بالخط المعتدل الذي تقوده أمريكيا في المنطقة من خلال مشروع التسوية المطروح في المنطقة".
ونوه العبادلة إلى انه "لا زال تأثير الفصائل الفلسطينية في الساحات الخارجية بكل مسمياتها وعلى إختلاف إنتماءاتها الأيدلوجية والسياسية، ولكن تتأثر هذه الساحات تأثر طردي بما يخص تفعيل مؤسسة الصندوق الوطني الفلسطيني التي تم إخفاء كل مشاريعها بعد وفاة القائد الرمز أبو عمار، مما أدى إلى تحجيم دورها في داخل أراضي السلطة الوطنية، وهذا فعل مقصود حتى تبقى هذه الفصائل تابعة بقرارها السياسي للهيئة السياسية الحاكمة في منظمة التحرير".
وحول إمكانية توحد الفصائل الفلسطينية الصغيرة مجتمعة تحت مسمى واحد. أعتبر العبادلة أن "الذي كرّس ضعف هذه الفصائل سياسياً هو الإختلاف في تسمية العدو الأول لمنظمة التحرير، هل هو إسرائيل أم الأنظمة العربية، وبالتالي إختلف البرنامج السياسي وتوزع المجهود الميداني وتفرقت الكلمة السياسية في الفعل الفلسطيني المقاوم".