بريطانيا: دافع الضرائب يموّل عمليّات رتق غشاء البكارة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: أوردت بعض صحف التابلويد الشعبية البريطانية بحيرة وغضب أن عددا متناميا من مسلمات البلاد يلجأن لرتق غشاء بكارتهن قبل إقدامهن على الزواج. فأما مصدر الحيرة فهو الممارسة نفسها في مجتمع قيل إن عذراوته يحصين على أصابع اليدين وإن الزواج صار فيه خيار الأقلية.
وأما مصدر الغضب فهو أن اولئك المسلمات الساعيات لرتق الغشاء يفعلن ذلك عبر "الخدمات الصحية القومية - إن إتش إس" NHS التي أنفق دافع الضرائب 120 مليار جنيه (180 مليار دولار) لتمويلها في العام 2009 وحده. وإذا علمنا أن هذه الخدمات تنوء تحت ضغط الطلب وتواجه، مع ذلك، خفض ميزانيتها تبعا لسياسة شد الحزام التي بدأتها الحكومة الجديدة، اتضحت لنا الصورة.
وخرجت صحيفة "ديلي ميل" الجمعة بأرقام تقول إن 116 عملية من ذلك النوع أجريت في مستشفيات "ان اتش اس" في الفترة من 1975 إلى 2009. وأشارت الى أن العام الماضي شهد إجراء 30 عملية، بزيادة 25 في المائة عما كان الحال عليه في 2004.
وقالت الصحيفة أيضا إن أعدادا متنامية أخرى من المسلمات الثريّات يجرينها في العيادات الخاصة حيث يدفعن ما بين ألفي جنيه (3 آلاف دولار) و4 آلاف جنيه (6 آلاف دولار).
ونقلت عن مصدر في شارع الأطباء الشهير "هارلي ستريت" قوله إن عدد من أجرينها بلغ ثلاثة أضعاف المعدل في الأشهر الأخيرة. واستشهدت بطبيب أمراض النساء، مجدي هند، من عيادة "ريجنسي كلينيك" في هارلي ستريت، الذي يجري العملية مقابل قرابة 3 آلاف دولار، فقال: "في ما مضي كنا نجرى عمليتين أو ثلاثا في الأسبوع، وحاليا نجري اثنتين أو ثلاثا في اليوم. المسلمات اللائي يمارسن الجنس بشكل غير مشروع يقلقن إزاء مصائرهن في حال إقدامهن على الزواج".
ومضى قائلا: "المسألة تتعلق بالثقافة أكثر من كونها متعلقة بالدين. إذا كانت الفتاة فاقدة لعذريتها ولم تنزف في ليلة زفافها، فهذا يعتبر عارا عليها وعلى الأسرة. وقد بلغ الأمر حد القتل لغسل الشرف في بعض العائلات المتشددة". وقال إن العملية نفسها "بسيطة ولا تستغرق أكثر من نصف الساعة. تستطيع الفتاة إجراءها في ساعة الغداء. كما أنهاغير مطالبة بالإدلاء باسمها وعنوانها الحقيقيين وهذا يشجع المزيد منهن على إجرائها".
ومن جهته يقول الإمام د. تاج حرجي، رئيس مجلس إدارة "المركز التعليمي الإسلامي" في أوكسفورد: "ندعو الجالية المسلمة للحد من هذه الظاهرة المنتشرة في الشرق الأوسط حيث يعتير عدم نزيف المرأة ليلة زفافها عارا كبيرا يمكن ان يؤدي الى جرائم الشرف المروّعة. ولكن من المخيّب للآمال أن تضطر المسلمات في هذه البلاد (بريطانيا) للعيش حياة معلنة وأخرى سرية. وهو اتجاه يكشف أيضا النفاق وازدواج المعايير داخل المجتمع المسلم حيث يفعل الرجال ما يحلو لهم بالنساء".