زرداري يبدأ من باريس جولة اوروبية حساسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يحتل دور باكستان المثير للجدل في افغانستان صلب محادثات الرئيس زرداري في كل من باريس ولندن.
باريس: بدأ الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الاثنين في باريس جولة حساسة تشمل فرنسا وبريطانيا الملتزمتين عسكريا في افغانستان، على خلفية اتهامات بريطانية لاجهزة الاستخبارات الباكستانية بدعم الارهاب.
وهذه الزيارة هي الثانية للرئيس الباكستاني الى فرنسا منذ وصوله الى السلطة في 2008 اثر اغتيال زوجته رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو.
وفي ختام اجتماع مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي استغرق ثلاثة ارباع الساعة، اكد الرئيس الباكستاني في تصريح مقتضب امام الصحافيين في قصر الاليزيه، "ان فرنسا تعتبر باكستان شريكا مسؤولا".
وبحسب مسؤول في الاليزيه عبر ساركوزي عن رغبة فرنسا في تطوير شراكة فعالة مع باكستان في محاربة الارهاب، وحثه على مواصلة الجهود التي بدأها.
واشاد هذا المسؤول بالتنبه الى تداعيات مشكلة طالبان على الامن في باكستان والذي حصل حسب قوله خلال السنتين الاخيرتين.
ولم يبحث مصير الصحافيين الفرنسيين اللذين خطفا في افغانستان المجاورة. لكن اللقاء تناول في المقابل الازمة الانسانية الناجمة عن الفيضانات في شمال غرب باكستان والمساعدة الاوروبية.
واوضح هذا المصدر في الاليزيه انه لم يتم التطرق الى التحقيقات في اعتداء كراتشي الذي ادى الى مقتل احد عشر فرنسيا في 2002، على خلفية شبهات حول عمليات احتيال مالي على هامش صفقة باعت بموجبها ادارة البناء البحري الفرنسية سنة 1994 ثلاث غواصات من طراز اغوستا لباكستان.
واضاف المصدر ان الرئيسين بحثا التعاون في مجال الطاقة بمعناه الواسع وخصوصا مسالة الامن النووي، مشددين على اهمية عدم وقوع اي حادث. ولم يكن هناك اي عقود.
واوضح الرئيس الباكستاني ان ساركوزي سيقوم بزيارة رسمية الى باكستان في وقت لاحق من هذا العام. لكن لم يتم بعد تحديد موعدها.
وبعد باريس ستكون المحطة الثانية لزرداري في لندن اعتبارا من الاربعاء حساسة اكثر على خلفية تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثناء زيارة الى الهند اتهم فيها باكستان بـ"تصدير الارهاب" الى افغانستان وايضا الى الهند. واكد كاميرون تمسكه بهذه التصريحات كما صرحت المتحدثة باسمه الاثنين.
وهذا الخلاف الباكستاني البريطاني يكتسي طابعا ثنائيا ولم يتم التطرق اليه بين زرداري وساركوزي كما اوضح مصدر في الاليزيه.
وتأتي زيارة الرئيس الباكستاني الى باريس ولندن بعد تسريب وثائق سرية للجيش الاميركي نشرها موقع ويكيليكس على الانترنت، تشير الى صلات بين باكستان والمتمردين من حركة طالبان الذين تحاربهم قوات دولية من 150 الف جندي.
وتنشر فرنسا في افغانستان تحو اربعة الاف جندي، فيما تنشر لندن 9500 جندي اي ثاني قوة في هذا البلد وراء الولايات المتحدة.
وبعد لقائه مع ساركوزي زار الرئيس الباكستاني مساء الاثنين في متحف غيميه للفنون الاسيوية معرضا حول الفن قبل الاسلام لمملكة كندهارا" (التي كانت تمتد من شمال غرب باكستان الحالي الى افغانستان). ورافقه نجله بلاوال واحدى بناته.
وسلمه وزير الثقافة فريدريك ميتران ترجمة فرنسية لكتاب عن زوجته رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو التي اغتيلت في اعتداء في كانون الاول/ديسمبر 2007 بعنوان "ابنة الشرق".
وبعد غداء عمل الثلاثاء مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، من المتوقع ان يختتم الرئيس الباكستاني زيارته الى فرنسا، بزيارة خاصة لبضع ساعات الى منطقة النورماندي حيث تملك عائلة بوتو قصرا.
واكد رئيس بلدية مينيل ليوبراي جيروم غريزيل ان الرئيس الباكستاني ينتظر وصوله بعد الظهر الى قصر رين بلانش حيث كان والده يقيم خلال الصيف. وهذا القصر الذي يعود تاريخ بنائه الى القرن السادس عشر كانت تسكنه الملكة بلانش ديفرو ارملة فيليب السادس دو فالوا.