بريطانيا: جريمة شرف قُتل فيها الشخصان الخطأ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ادانت محكمة بريطانية اليوم اربعة بريطانيين بالسجن المؤبد بتهمة قتل رجل وزوجته.
لندن: تلقى عصر الثلاثاء أربعة بريطانيين من أصل باكستاني حكما بالسجن المؤبد لإقدامهم على قتل رجل وزوجته بإحراق منزلهما في "جريمة شرف" قصدوا بها شخصا آخر.
وكان مدبر الجريمة، حسام الدين إبراهيم (21 عاما) قد علم أن شقيقته المتزوجة حافظة غورجي تقيم علاقة غير شرعية مع رجل يدعى محمد إبراهيم. فأطلع حسام، العامل بمترو أنفاق لندن، ثلاثة من أصدقائه المقربين على الأمر واتفق معهم على يقوموا بأشعال النار في منزل العشيق بمدينة بلاكبيرن، مقاطعة لانكاشاير الانكليزية، خلال نومه ليلا.
ومع أن منزل محمد ابراهيم المستهدف يقع في الشارع نفسه الذي تقطنه شقيقته، فقد انتهى الأمر بالعصابة لقتل شخصين آخرين لا علاقة لهما بالأمر البتة. ففي الساعات الأولى من صباح 21 أكتوبر / تشرين الثاني من العام الماضي، صب الجناة الوقود عبر فتحة الخطابات في باب المنزل وأشعلا النار فيه. لكن هذا المنزل كان يسكنه عبد الله محمد (41 عاما) وزوجته عائشة (39 عاما) وابناهما الصغيرين. ونتيجة لذلك اختنق الزوجان بالدخان ولفظا أنفاسهما الأخيرة في المستشفى.
وكان حسام الدين قد واجه محمد إبراهيم في وقت سابق بشكوكه في أنه يقيم علاقة محرّمة مع شقيقته، فأنكر الأمر. وكي يبدد شكوك حسام وأقاربه أقسم أمامهم على المصحف أن علاقته بها لا تتعدى الصداقة البريئة. ولكن، قبل أسابيع قليلة من الجرية، سرت إشاعات تفيد أن محمد أقسم زورا وكذبا.
عندها جمع حسام، الذي يقطن شرق لندن، أصدقاءه من المنطقة نفسها، حبيب إقبال (25 عاما)، وصادق ميا (23 عاما)، ومحمد ميا (19 عاما)، وأطلعهم على أن قسم محمد إبراهيم على المصحف كان كذبة. ثم طلب اليهم قيادة السيارة ليلا من لندن الى منزله في بلاكبيرن وإحراقه أثناء نومه. واتضح خلال المحاكمة أنه وجد الإلهام في جريمته هذه بعد زيارته الموقع الإلكتروني لبرنامج "بي بي سي" Crimewatch الذي يدعو المشاهدين للمساعدة في القبض على الجناة في مختلف أنواع الجرائم الخطيرة. وكانت بين هذه جريمة إحراق منزل ليلا في إيستبورن، مقاطعة ايست ساسيكس، وظل الجاني فيها مجهولا.
منزل الزوجين القتيلين
ورغم أن الجناة لم يقعوا تحت بصر أي من الشهود، فقد التقطت كاميرات المراقبة العامة لوحة تسجيل سيارتهم وهي تمر ثلاث مرات على الطريق الذي يقع فيه منزل الضحيتين قبل الحريق بوقت قصير. وسجلت الكاميرا الرجال الثلاثة وهم يحملون حاوية صغيرة توجهوا بها الى المنزل وصبوا محتواها في مدخل وأشعلوه قبل ركضهم عائدين الى السيارة التي هريوا بها وهي مطفأة الأنوار.
وقبل إصدار الحكم على الجناة ومدبر الجريمة، قال أكبر أبناء الضحية القتيل، أشرف محمد (19 عاما)، إن والديه كانا مثال الطيبة والأخلاق ويحظيان بمكانة كبيرة في قلوب كل من عرفهما. وقال إن شقيقه وشقيقته اليافعين، اللذين كانا في المنزل وقت الجريمة، يعانيان من جراح نفسية عميقة وإنهما يعيشان في هلع دائم من أن الجناة سيعودون في أي لحظة لإحراق منزل الأسرة من جديد.
وأثناء المحاكمة قالت حافظة غورجي إنها بدأت إجراءات قانونية للحصول على الطلاق من زوجها وإن علاقتها بمحمد ابراهيم "لا تزال قائمة". وعصر الثلاثاء أصدر قاضي محكمة بريستون التاجية حكمه على المجرمين بالسجن المؤبد، على أن يمضي حسام الدين 28 سنة على الأقل قبل أن يحق له الطلب في إعاد النظر بطول عقوبته، وأن يمضي شركاؤه 19 عاما على الأقل قبل حصولهم على الحق نفسه.