إجماع على التخوف من حرب جديدة والاعتداء مسألة وقت

تحدثت "إيلاف" إلى كل من النائبين تمام سلام ونعمة الله أبي نصر حول ما جرى في الجنوب أمس وهل سيتطور الأمر أم انتهى عند هذا الحد، وسألتهما من يحمي الخط الارزق في لبنان، وماذا سيكون موقف مجلس الأمن من الموضوع وهل ستتأثر سياحة لبنان بما جرى في الجنوب.

تسارعت الاحداث امس مع الاشكال الذي حصل بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية في الجنوب، وتوقع البعض ان تندلع حربٌ جديدة، وبعد تطويق المسألة يطرح السؤال هل انتهت عند هذا الحد ام انها الشرارة التي ستطلق بداية حرب على لبنان؟

يقول النائب تمام سلام لإيلاف انه لا شك بان الاجواء المشدودة اقليميًا واصبح لنا مدة نراقبها ونتابعها، وقلنا في مناسبات عدة انه لا بد ان تنعكس بشكل او بآخر علينا في لبنان، وبالتالي ما حصل هو دليل على ان هذه الاجواء مرشحة دائمًا للتفاعل سلبيًا، واذا تم احتواء حادثة امس فلا يختلف لبنان على ان الجهوزية العدائية لدى اسرائيل قائمة وفي وتيرة متقدمة، فالعمل الاستفزازي الذي حصل بالامس، ومحاولة تغطيته وبان المسؤولية تقع على لبنان، يدل على نوايا اسرائيل، وحرصها على ممارسة تفوقها العسكري من جهة، وتحاول ان تسوقه عالميًا بانها هي المستهدفة.

أما النائب نعمة الله ابي نصر فيقول لإيلاف انه يحيي الجيش اللبناني الذي اثبت عن جدارة وخصوصًا اتخاذ قرار في الساعات الصعبة، وهو امر مميز بالنسبة إليه، وكذلك يحيي حكمة المقاومة بعدم التدخل، لانها لو فعلت لتعقدت الامور اكثر مما هي عليه، فقرار الحرب او السلم اعتقد ان اسرائيل شغلها الشاغل صواريخ حزب الله، وهي ستعتدي على لبنان وهي تريد انهاء المقاومة باي طريقة كانت، حاولت في السابق وستحاول في المستقبل، والمسألة مسألة وقت ولا احد يعرف اينما يؤخذ هذا القرار، المهم ان نكون بجهوزية كاملة جيشًا وشعبًا ومقاومة من اجل الدفاع عن ارض الوطن.

وردًا على سؤال كيف يمكن حماية الخط الازرق في المستقبل يقول سلام:" بجهود اكبر واكثر جدية وحيوية من قبل قوات اليونيفيل والدور المطلوب من الامم المتحدة ومجلس الامن، ويلاحظ بالامس ان هذه الجهوزية لم تكن بالمستوى المراد، فقد تمكنت قوات اليونيفيل ربما من تركيب اخراج لما حصل، ولكنها لم تدن بصراحة هذا العدوان، والذي تجسد بوضوح باختراق اسرائيلي للخط الازرق، وعدم الاخذ في الاعتبار بان هناك حرمة من ضمن القرار 1701.

اما ابي نصر فيرد على هذا السؤال بالقول ان هناك خلافًا حول الخط الازرق، والحادث حصل في هذه الارض، وحمايته لا تكون الا من خلال الامم المتحدة، نحن نريد ان نحرر ارضنا وحبذا لو يتم ذلك بالسلم وبالطرق الدبلوماسية، ولكن اذا تعذر ذلك لا مفر من المقاومة.

أما كيف يقرأ خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي قال فيه انه سيساند الجيش في حال تكرر الاعتداء؟ فيجيب سلام:" ان ذلك ليس بجديد، فان دوره كمقاوم لا يمكن ان يكون بعيدًا عن دور الجيش والسعي للتصدي لاي عدوان اسرائيلي، طالما ان اسرائيل انطلاقًا من نواياها العدوانية ستمارس هذا الامر، طالما ان التأهب والجهوزية عند المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني امر مفروغ منه، وبالتالي ما قاله السيد حسن نصرالله ينسجم مع طبيعة وجود المقاومة ودورها.

ابي نصر يقرأ خطاب نصرالله بانه من مسؤولية الجيش وشعاره بانه سياج الامة، وهو الذي يحمي الحدود، وهو القرار بيده يمكنه ان يستعين بالمقاومة وبالشعب وكل اجهزة الدولة، سواء كانت تنتمي الى المجتمع الاهلي او مؤسسات رسمية كالدرك والامن العام وامن الدولة، عندما تعلن حالة الطوارئ او الحرب، كل الشعب ومكوناته ومؤسساته يصبح جيشًا واحدًا.

أما كيف سيتحرك مجلس الامن في هذا الموضوع ومن سيدين؟ فيجيب سلام: "هذا ما سننتظر لنرى، ونأمل ان يضع الامور في نصابها ويسمي المعتدي ويدينه، لانه اذا ما قام مجلس الامن باعتبار الامر حادثة، ولم يبرز الدور الاستفزازي التي قامت به القوات الاسرائيلية في انتهاكها للخط الازرق لعبورها له ودخولها الارض اللبنانية، فيكون غير موضوعي في معالجة هذه الامور وبالتالي سيقع في مزيد من الضعف.

عن السياحة ومدى تأثرها باحداث الجنوب يقول سلام:" لا شك ان اجواء من هذا النوع لا تريح، ومن الطبيعي الناس المقيمون والآتون الى لبنان سيراجعون وضعهم، ونعم اسرائيل مصممة دائمًا على اضعاف لبنان واستفزازه، لانه نموذج حي يناقض وجودها في المنطقة. في هذا الخصوص يقول ابي نصر بان السياحة ستتأثر الى حد كبير وهذا امر مؤسف.