كاميرون يستنجد بالبارونة وارسي لتهدئة زرداري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس زرداري في مطار هيثرو بصحبة كريمته آصفة
قرر رئيس الوزراء البريطاني الاعتمادعلى البارونة سعيدة وارسي لتهدئة اعصاب الرئيس الباكستاني.
لندن: استنجد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالبارونة وارسي لتهدئة غضب الرئيس الباكستاني الزائر آصف علي زرداري قبل قمتهما المقرر عقدها الجمعة، حسبما خرجت به وسائل الإعلام البريطانية الأربعاء.
ويذكر أن سعيدة وارسي محامية ولدت ونشأت في بريطانيا. وهي باكستانية الأصل تشغل منصبي رئيسة حزب المحافظين ووزيرة بلا وزراة في الحكومة الائتلافية الجديدة إضافة الى تمتعها بعضوية مجلس اللوردات. وقد سجلت بذلك ثلاث سوابق في تاريخ بريطانيا كونها أول مسلمة في برلمان ويستمنستر، وأول مسلمة تترأس حزب المحافظين، والأولى التي تحصل على مقعد كامل في مجلس وزراء البلاد.
لا غرو إذن في أن يطلب اليها رئيس الوزراء نجدته قبل قمته مع الرئيس الباكستاني الزائر في مقره الريفي "تشيكرز". فالمعلوم أنه أثار عاصفة دبلوماسية بين لندن وإسلام أباد عندما ألقى خطابا في الهند التي كان يزورها الأسبوع الماضي اتهم فيه باكستان برعاية الإرهاب. وقال إن عناصر في الحكومة الباكستانية تدعم طالبان والقاعدة. كما اتهم وزراؤه عناصر أخرى داخل أجهزة المخابرات الباكستانية بأنها تعلم على وجه اليقين أين يختفي أسامة بن لادن وذراعه اليمنى أيمن الظواهري.
وقالت صحيفة "ايفنينغ ستاندارد" المسائية اللندنية إن دبلوماسيا بريطانيا طلب حجب هويّته قال لها إن تصريحات كاميرون بشأن الإرهاب "ليست شيئا مقارنة بانتقادات زرداري نفسه لجهاز مخابرات بلاده "إس آي إس". ففي أعقاب اغتيال زوجته رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو وجه اتهاما صريحا للحكومة الباكستانية وجهاز مخابراتها بتعاونهما الوثيق مع الإرهابيين".
وبخلاف أن البارونة وارسي ستناقش "العلاقات الثنائية" مع الرئيس الباكستاني الزائر، رفض مكتب مجلس الوزراء في 10 داونينغ ستريت الإدلاء بأي تصريحات عن طبيعة المهمة الموكلة إليها. وعُلم ان الدواعي الأمنية فرضت أن يتم لقاؤهما في مكان وزمان سريين.
ويبدو أن روابطها الباكستانية من الأهمية بمكان لمجلس الوزراء بحيث أن وزير الخارجية، وليام هيغ، ابتعثها في مهمة خاصة الى إسلام أباد الشهر الماضي. وقد امتدحت خلال تلك الزيارة جهود باكستان في محاربة الإرهاب، وهو ما وجد ترحابا عميقا لدى الرئيس زرداري وحكومته.
لكن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الباكستاني لبريطانيا ضمن جولة أوروبية، لم تسلم من الجدل هي نفسها. فهو يواجه أصواتا ناقدة عالية تتهمه بخذلان البلاد في وقت الحاجة بالنظر الى أسوأ كارثة فيضانات في باكستان على مدى 80 عاما. وبلغ من شدة هذه الكارثة أن 3.2 مليون شخص تضرروا منها بشكل أو آخر.
ونقلت صحيفة "ديلي تليغراف" عن رئيس الوزراء الباكستاني السابق، نواز شريف الذي يتزعم حزب المعارضة الرئيسي "عصبة باكستان الإسلامية" قوله: "لقد خذلنا الرئيس زرداري أسوأ خذلان بإصراره على مواصلة جولته الأوروبية، وأخفقت حكومته تماما في واجب تصديها لإحدى أبشع الكوارث الطبيعية في باكستان".
ومن جهته قال عمران خان، مؤسس حزب "حركة الإنصاف الباكستانية" وكابتن منتخب الكريكيت القومي سابقا في لقاء مع تلفزيون GMTV: "باكستان دولة خاوية الخزانة حاليا. ومع ذلك يختار الرئيس زرداري القيام بجولة أوروبية يقيم خلالها في الفنادق ذات الخمسة نجوم. أما كان حري به صب تكاليف هذه الجولة المكلفة لصالح ضحايا الفيضانات مثلما يستدعي واجبه كحرئيس للبلاد وواجبه كمواطن أيضا"؟