اوباما يحتفل بعيد ميلاده والتشكيك حول مكان ولادته مستمر

يحتفل باراك أوباما بعيد ميلاده التاسع والأربعين في ظل تشكيك بمكان ولادته وتراجع شعبيته،إذ أظهر استطلاع للرأي أن 11% من الأميركيين يعتقدون إن رئيسهم الحالي لم يولد بالتأكيد في الولايات المتحدة، وهو شرط أساسي للوصول للبيت الأبيض.

واشنطن:اعرب اكثر من ربع الاميركيين عن شكوكهم في ان يكون باراك اوباما قد ولد فعلا في الولايات المتحدة، وذلك بحسب استطلاع نشرته الاربعاء قناة "سي ان ان" الاميركية بمناسبة عيد الميلاد التاسع والاربعين للرئيس.

وبحسب الدراسة يعتقد 11% من المستطلعين ان اوباما لم يولد "بالتأكيد" في الولايات المتحدة وانه "على الارجح" لم يولد على الاراضي الاميركية، وهو شرط اساسي للوصول الى البيت الابيض.

ولا يزال قسم من اليمين يصر على زرع الشك ويؤكد ان اوباما ولد في كينيا من حيث يتحدر والده، حتى وان نشر الاعلام وثيقة ميلاد اوباما التي ذكر فيها انه ولد في الرابع من اب/اغسطس 1961 في جزر هاواي الاميركية.

وبحسب الاستطلاع فان 41% من انصار الجمهوريين يشككون في مكان ولادة اوباما، في حين ان 87% من الديموقراطيين لا يطرحون اي تساؤل حول هذا الموضوع. واجري الاستطلاع لصالح قناة "سي ان ان" من 16 الى 21 تموز/يوليو وشمل 1018 راشدا استجوبوا عبر الهاتف مع هامش خطأ يقدر بنحو ثلاث نقاط.

ويحتفل اوباما بعيده التاسع والاربعين، بالتزامن مع استطلاعات للرأي تشير لتقهقر شعبيته، حيث انخفضت نسبة تأيده، ووصلت إلى 45% وفقاً لاستطلاع رأي اجراه معهد "جالوب".

ونشرت صحيفة "يو إس آي توداي" نتائج استطلاع رأي أجرته مع معهد "غالوب" أظهر أن 41 في المائة فقط من الأميركيين راضون عن رئاسة أوباما، وهذا أدنى مستوى يسجل لأوباما منذ توليه السلطة في يناير (كانون الثاني) 2009.

ويرجع مراقبون هذا التدني بشعبية اوباما إلى تباطؤ التعافي من الركود وثبات معدل البطالة عند نسبة 5ر9 في المئة.

وقد اظهر استطلاع الرأي أن 36 في المائة فقط من الأميركيين راضون عن استراتيجية أوباما في أفغانستان، بعد أن كانت النسبة 48 في المائة في فبراير (شباط) الماضي. أما معالجة الأزمة الاقتصادية فـ39 في المائة فقط من الأميركيين راضون عن سياسات أوباما فيها.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن احتفالات عيد ميلاد أوباما تشمل حفلات على غرار حفلات هاواى وعشاء رئاسي لضيوف غير متوقعين في فينيكس باريزونا الأميركية. وهناك أيضا حفل باسم "نعم نستطيع الخبز "في ايفانستون بإلينوي وهو ينافس فكرة حملة أوباما "نعم نستطيع" للانتخابات الرئاسية عام 2008.

قال الناطق باسم البيت الابيض ان باراك اوباما "يعشق" عمله رغم "الضغوط الجسدية والنفسية الهائلة" معتبرا ان الرئيس الاميركي الذي يبلغ التاسعة والاربعين الاربعاء "في حالة جيدة" رغم الشيب الذي غزا شعره.

ولد باراك اوباما في الرابع من آب/اغطس 1961 وسيبدأ تاليا سنته الخمسين الاربعاء. وقد اكثر في الايام الاخيرة من الاشارات الى هذه المحطة ذاكرا خصوصا ازدياد الشعر الابيض في رأسه او التباطوء في ايضه.

وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبز ردا على سؤال بشأن عيد ميلاد اوباما "كان يدرك كبر المهمة (ان يصبح رئيس اقوى دولة في العالم) عندما قرر خوضها قبل سنوات".

وتابع يقول "لا شك في ان القرارات التي يتخذها من ارسال شباب من نساء ورجال الى الجبهة او مواجهة اخطر كارثة اقتصادية تضرب البلاد منذ ازمة الكساد الكبرى تشكل ضغوطا جسدية ونفسية هائلة".

واضاف "لكني اظن انه يعشق فعلا" عمله مؤكدا ان الرئيس "في حالة جيدة". وقال مازحا "شعره الابيض يعني انه سيضطر الى قصه بانتظام اكبر".

وينتقل اوباما الاربعاء الى معقله السابق شيكاغو (ايلينوي شمال) حيث سيزور مصنع فورد لصناعة السيارات. وسيمضي ليل الاربعاء الخميس في منزله العائلي في المدينة على ما اوضح غيبز. واضاف "اظن انه سيتناول العشاء مع اصدقاء له في شيكاغو" من دون ان يعطي اي تفاصيل اضافية.

ويذكر أن أوباما احتفل العام الماضي بعيد ميلاده الأول في البيت الأبيض مع عائلته، كما قدم كعكة للصحافية المخضرمة هيلين توماس التي تشاركه يوم عيد الميلاد نفسه. إلا أن هذا العام الوضع مختلف، فتوماس خرجت من البيت الأبيض بسبب تصريحات ضد إسرائيل واستقالت من عملها الصحافي، بينما أوباما يعاني من تراجع شعبيته وشعبية حزبه مما يقلل من أجواء الاحتفالات ويعيد أجواء العمل الدؤوب للحفاظ على ما حققه الحزب الديمقراطي من مكاسب خلال عام 2008.