أخبار

التحقيق بمقتل العاملين الانسانيين في أفغانستان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يستمر التحقيق في ملابسات حادث مقتل 8 غربيين في كابول غداة تبني طالبان الهجوم.

كابول: وصلت جثث الغربيين العاملين في المجال الانساني الى كابول الاحد، فيما يستمر التحقيق في ملابسات الحادث غداة تبني طالبان قتلهم مؤكدة انها استهدفت "مبشرين مسيحيين".

وقتل ثمانية غربيين -- ستة اميركيين وبريطانية والمانية -- وافغانيان بالرصاص في ولاية بدخشان المعروفة بهدوئها في شمال شرق افغانستان.

واعلنت السفارة الاميركية في كابول ان الجثث نقلت ظهر الاحد وان "موظفي القنصلية وعناصر في مكتب التحقيقات الفدرالي (...) وممثلين عن سفارتي المانيا وبريطانيا ودبلوماسيين افغانا يعملون على التعرف الى الضحايا".

وفريق العاملين الانسانيين المؤلف من اطباء متخصصين بالطب العام وطب العيون والاسنان اضافة الى ممرضات، كان يقوده اميركي يعيش منذ زمن طويل في كابول بحسب ديرك فرانس المدير التنفيذي لمنظمة "بعثة المساعدة الدولية".

وكان رئيس الفريق الطبي توم ليتل يعمل لهذه المنظمة المسيحية، احدى اقدم المنظمات غير الحكومية العاملة في افغانستان.

وقد اسست في 1966 وسجلت في سويسرا. وهي تؤكد انها قدمت خدمات في طب العيون في مراكز تديرها خصوصا في كابول وهراة وقندهار.

وكانت المجموعة تسافر في سيارات رباعية الدفع بسبب وعورة المسالك الجبلية في المنطقة، لكن لم يكن يرافقها اي حراس لضمان سلامتها.

وكانوا عائدين من ولاية نورستان المجاورة التي تتمتع فيها طالبان بنفوذ كبير، عندما قتلوا بعد دخولهم مباشرة في بدخشان تحديدا في اقليم كران ومنجان.

وكان توم ليتل يعيش في افغانستان منذ سبعينات القرن الماضي ويتحدث لغة الداري بطلاقة. وكان هذا الاميركي معروفا ب"صراحته" ولا يخفي ايمانه لكنه لم يكن يسعى لتغيير ديانة الافغان، كما اكد فرانس.

وقد دعا الطبيبة البريطانية كارن وو (36 عاما) التي تركت عملها في القطاع الخاص في لندن للعمل في كابول.

وقال صديقها مارك سميث في مقابلة على البي بي سي "كانت تذهب الى اخطر المناطق في افغانستان لمساعدة الناس. هكذا كانت. كانت جدية ومهنية".

وقد يتم دفن جثث عدة في المقبرة البريطانية بوسط كابول "بطلب من العائلات".

واكد مقاتلو طالبان انهم قتلوا العاملين الانسانيين لانهم كانوا "مبشرين مسيحيين" يحملون اناجيل بلغة الداري.

واعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق معتبرة انه "من المبكر معرفة من نظم الهجوم والى من ينتمي (المهاجمون) وما هي دوافعهم".

واوضح مدير منظمة بعثة المساعدة الدولية "هناك غموض متزايد. طالبان اتهمتهم في البداية بالتبشير. وبعد ذلك قالت طالبان ايضا انهم فريق جواسيس للحلف الاطلسي ولم تعد تشير الى المسيحية".

وكانت المجموعة امضت عدة ايام وليال في المنطقة بحسب رواية سيف الله الناجي الافغاني من الاعتداء التي نقلها قائد شرطة بدخشان اقة نور كنتوز.

وقال كنتوز نقلا عن رواية سيف الله "في اليوم الاخير وصلت مجموعة من المسلحين وقامت بصفهم ثم قتلتهم. وسرقوا امتعتهم ومالهم".

وراى غربي يعيش منذ عشرين سنة في افغانستان ان قتل العاملين الانسانيين "من اغرب ما يكون".

وقال طالبا عدم كشف هويته "سارقون يتركون الاشياء التي لها قيمة اكبر، السيارات؟ كان من الممكن ان يسرقوهم ويتركوهم احياء".

واضاف متسائلا "تعرف اهمية الاجنبي. كان بامكانهم مبادلتهم. ولماذا جذب الاهتمام اليهم؟".

وفي كابول تفكر المنظمات غير الحكومية التي ما زالت تحت وقع الصدمة، في التدابير الواجب اتخاذها.

وقال نصر الله والي المنسق الرئيسي في منظمة هانديكاب انترناشيونال غير الحكومية "لن نجمد نشاطاتنا او نقلصها".

واكد والي "لكن سيكون هناك مضاعفات. سنتخذ تدابير امنية اضافية".

تنديد دولي
في غضون ذلك، ندد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد بقتل ثمانية اشخاص بينهم بريطانية من اعضاء فريق طبي في افغانستان معتبرا انه "عمل مؤسف وجبان" يسيء الى مصالح الافغان.

واكد الوزير رسميا مقتل كارن وو الطبيبة البريطانية في شمال افغانستان في هذا الهجوم الذي تبنته حركة طالبان معلنة ان القتلى "مبشرون مسيحيون".

واوضح في بيان ان وو "قتلت مع عدد من العاملين الانسانيين الاخرين. انه عمل مؤسف وجبان يسيء الى مصالح الافغان الذين كانوا يعتمدون على الخدمات التي كانت تساهم بشجاعة في تقديمها".

واعرب هيغ عن تضامنه مع عائلة وو واصدقائها.

هذا ونددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان الاحد بقتل ثمانية اطباء في افغانستان بينهم ستة اميركيين معتبرة في بيان الاحد انه عمل "حقير" تدينة الولايات المتحدة "باشد العبارات".

وقالت كلينتون في البيان ان "طالبان تباهت باعلان مسؤوليتها عن هذا العمل الحقير الذي ينم عن عنف الاعمى"، وتابعت "يغمرنا حزن كبير لخسارة هؤلاء الاشخاص الابطال الاسخياء ونندد باشد العبارات بهذا العمل العبثي".

وتابعت "كما نندد بمحاولة طالبان الفظة لتبرير ما لا يمكن تبريره باصدار اتهامات زور بشان نشاطاتها في افغانستان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف