رئيس وزراء بريطانيا يثير إنقساماً داخلياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ينقسم الرأي العام البريطاني حيال تصريحات كاميرون حول السياسة الخارجية، خصوصا مواقفه الاخيرة بشأن باكستان وغزة والولايات المتحدة، مما دفع بخصومه الى وصفه ب"الاحمق في السياسة الخارجية".
لندن: يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعاد ترتيب العلاقات مع الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري بعد اتهامه باكستان ب"تصدير الارهاب" خلال زيارة له الى الهند الشهر الماضي.
وشدد الجانبان على ان العلاقات بين لندن واسلام اباد "غير قابلة للكسر" وتعهدا بالمضي قدما في التعاون لمكافحة الارهاب، في اعقاب اجتماعهما الجمعة للمرة الاولى بعد الجدل الاخير بين البلدين.
الا ان لغطا لا يزال يدور حيال تصريحات اخرى لكاميرون (يمين الوسط، محافظ) اثارت جدلا كبيرا في بريطانيا، خلال اولى زياراته الخارجية للقاء قادة العالم منذ توليه رئاسة الوزراء في ايار/مايو الماضي.
ووصف كاميرون خلال زيارة له الى تركيا، قطاع غزة بانه "مخيم للسجناء"، معربا عن "غضبه" ازاء البطء في مسار انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، وهو ما رأت فيه باريس وبرلين ملاحظة في غير مكانها. وواجه كاميرون انتقادات اثناء زيارة الى الولايات المتحدة الشهر الماضي بعد وصفه بريطانيا ب"الشريك الاصغر" في العلاقات الخاصة مع واشنطن، قائلا ان بريطانيا لعبت ذاك الدور في 1940 عندما قاتل البلدان ضد النازيين.
وارتكب رئيس وزراء بريطانيا الاسبوع الماضي "زلة لسان" جديدة عندما المح الى ان ايران باتت تمتلك اسلحة نووية. وقال في تصريح للصحافيين في جنوب شرق انكلترا ان نفوذ تركيا يمكن ان يساعد في حل عدد من المشاكل "منها على سبيل المثال عملية السلام في الشرق الاوسط او واقع امتلاك ايران للسلاح النووي".
ونفت رئاسة الوزراء البريطانية ارتكاب كاميرون اي خطأ مؤكدة انه "كان واضحا بأنه تحدث عن مواصلة (تطوير) السلاح النووي". وقال كريس بريانت النائب عن حزب العمال والوزير الاوروبي السابق ان على كاميرون وفي الحال "تبرير ارتكابه هفوة جديدة في السياسة الخارجية".
واضاف ان كاميرون "يكتسب بشكل متزايد صفة الاحمق في السياسة الخارجية". واقترح بعض الخصوم على رئيس الوزراء الاحتفاظ بارائه لنفسه او الافصاح عنها في مجالسه الخاصة فقط، عوضا عن اثارة الجدل عبر تصريحاته العلنية.
ودافع كاميرون عن مواقفه ازاء باكستان مؤكدا انه من المهم "التحدث بصراحة عن هذه المواضيع مع البلدان الصديقة"، ويبدو ان هذا الموقف بدأ يشمل دولا اخرى. وباعتقاد محللين، فإن كاميرون في مواقفه الاخيرة، على الرغم من ارتكابه بعض الهفوات، الا ان صراحته قد تعبر عن تبديل في السياسة الخارجية البريطانية.
ويسعى كاميرون الى تعزيز الروابط البريطانية مع القوى الاقتصادية الصاعدة في العالم امثال الهند وتركيا. وهذا يعني الابتعاد عن السياسات الحربية التي اعتمدتها حكومة حزب العمال السابقة -- خصوصا سلفه طوني بلير، الذي اخذ بريطانيا الى الحرب في افغانستان والعراق -- وبالنتيجة، تحرير كاميرون من اي قيود في السياسة الخارجية.
وقال استاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن للاقتصاد كريس براون لوكالة فرانس برس "اعتقد ان هناك تحولا حقيقيا في محاور الاهتمام (للسياسة الخارجية)". واضاف ان "الحكومة الحالية تشعر بأن الحكومة السابقة امتلكت نظرة مبالغا فيها حيال اهمية بريطانيا في العالم، وتريد (حكومة كاميرون) ان تقول للعالم ان الوضع ليس كذلك واننا قوة متوسطة".
ومهما اختلفت الاراء، يبدو أن مقاربة كاميرون للسياسة الخارجية نالت تأييد جزء كبير من البريطانيين، حتى اليوم على الاقل. واظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة بريطانية مطلع الشهر الجاري ان 49% من البريطانيين يعتبرون ان كاميرون "كان صريحا في مواقفه في الخارج والدول الاخرى ستحترم ذلك"، فيما يرى 27% منهم ان رئيس الوزراء "ثرثار ومواقفه قد تؤثر سلبا على العلاقات الخارجية مع الحلفاء".