تونسي يحول قذيفة مدفعية إلى آلة موسيقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حول تونسي قذيفة مدفعية ورثها عن والدهإلى آلة ايقاع "دربوكة".
تونس: عندما كان المناضل المنوبي مرزوق يجمع شظايا القذائف والبنادق خلال الحرب العالمية الثانية لم يكن يدور في خلده ان ابنه بلقاسم سيحول ما اخترعه البشر لنشر الدمار والقتل إلى أدوات لنشر السلام والوئام .
ووفق تقرير نشر في إحدى الصحف التونسية اليوم السبت انه في عام 2006 وعندما توفي والد بلقاسم، جرت العادة أن يتقاسم الورثة المال والعقار وكل ما له قيمة، الا ان بلقاسم خرج عن هذه القاعدة ورأى في قذيفة مدفعية عمرها أكثر من نصف قرن أجمل هدية وأفضل ميراث يمكن أن يتركه أب لابنه.
ويتفاجأ اخوته في البداية بهذا الاختيار لكن سرعان ما بدد حيرتهم عندما عرض عليهم بعد مدة وجيزة آلة ايقاع "دربوكة" مصنوعة من القذيفة وبعض الأدوات الأخرى، التي كان جمعها والده من خلال النبش في ركام الطائرات والدبابات المحطمة والمدفعيات التي خلفها الجنود على ساحات المعارك ليصنع منها بعض الألعاب يتسلى بها في طفولته قبل أن يخبئها في ورشة خاصة به.
ويقول بلقاسم أنه كان يحمل دوما رسالة سلام بداخله، وعندما غادر صفوف الجيش الوطني لم يجد أي طريقة لتبليغ هذه الرسالة وافراغ ما بداخله من هواجس وأفكار إلا عبر التوجه إلى الفن وخاصة الموسيقى ليعمل عازف إيقاع، لتنطلق بذلك مسيرته الفنية في الداخل والخارج عبر عروض فرجوية موسيقية تهز إيقاعاتها الصادرة عن آلات كانت في وقت ليس ببعيد وسائل دمار، الضمير العالمي وتحث الناس على نبذ العنف والحقد والعنصرية.
ويقول بلقاسم حول هذه التجربة "سأظل اعزف وأعزف فلربما يتخلى العالم عن أسلحته ويحولها إلى آلات موسيقية".