رمضان بين الماضي والحاضر فى دمشق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تنفرد مدينة دمشق في شهر رمضان المبارك بتقاليد تميزها عن باقي الدول العربية المجاورة.
دمشق: من عادات أهل دمشق الجميلة ما يسمى بتكريزة رمضان "أي وداع أطايب الدنيا" فقبل حلول شهر رمضان كانوا يقومون بنزهات عائلية إلى الغوطة الشرقية أو مناطق الربوة فتفترش كل جماعة جانبا من مكان مطل على مناظر الخضرة والمياه بحواجز قماشية تشد بين شجرتين أو أكثر بحيث لا تمنع التمتع بالنسيم العليل والماء المنساب بين الشجر والمناظر الاخاذة باللعب بورق الشدة والطاولة يرافقها تقديم وصلات غنائية من العتابا والميجانا وبعض الأغاني الشعبية.
فقديما كانت التقاليد الرمضانية تبدأ بتقاليد موروثة لاثبات مولد هلال الشهر اخر ليلة من شهر شعبان يجلس القضاة والعلماء والوجهاء فى المسجد الاموي خلال الساعات التي يتوقع فيها ظهور الهلال لاعلان الصيام.
وكان القاضي الشرعي ومجلسه في دمشق يبقى في المحكمة الشرعية حتى ساعة متأخرة من الليل بانتظار من يثبت مولد هلال الشهر ويخرج المسحرون والوجهاء للبشارة كل الى حيه ليبادر المنادون لاعلان بدء الصوم .
أما الآن فلم يبق من هذه التقاليد الا بقاء القاضي في المحكمة ويطلب عن طريق وسائل الاعلام على من رأى الهلال أن يخبره وبعد ذلك يتم اعلام الناس عن طريق التلفاز.
ومن روحانية رمضان التي كانت ومازالت مستمرة أن يذهب الناس الى المساجد وخاصة المسجد الاموي فيتحلقون حول العلماء والائمة والوعاظ للاستفاضة بأمور دينهم واقامة موائد الافطار للعامة .
اما الان فقد أخذت تنتشر في الاونة الاخيرة موائد المطاعم حيث تتبارى فيما بينها لاعداد موائد الافطار والسحور والسهرات والخيم الرمضانية التي يقام فيها برامج خاصة بعادات وتقاليد هذا الشهر يقدم فيها أشهر المأكولات المرتبطة بهذا الشهر وأحيت بعض المقاهي في دمشق شخصية الحكواتي "القصاص الشعبي" الذي يقص على الناس السير الشعبية.
وأما العادة القديمة المستمرة حتى اليوم فهي المباركة بين العلماء والمشايخ وبين الناس حين إعلان بدء الشهر يقوم الناس بتبادل الزيارات المهنئة بحلول هذا الشهر الفضيل ويكون أول لقاء لهم عند اعلان مولد الهلال لدى مجلس كبير العائلة.
ومن الشخصيات المرتبطة بذاكرة الناس في رمضان المسحر وحتى الان فان أهل دمشق لايزالون يعتمدون ويوءكدون على وجود المسحر فى رمضان سابقا كان هناك مسحر واحد أما الآن ومع اتساع المدينة وتزايد عدد سكانها تزايد عدد المسحرين حتى أصبح لكل حي مسحر خاص به ولليالي رمضان قديما نكهة خاصة حيث يجتمع الاقارب نساء ورجالا يتبادلون النكات والقصص والاحاجي والحكايا لكنها استبدلت اليوم بمتابعة الأعمال الدرامية أمام شاشات التلفزة في البيوت.