الجلاّبة المغربيّة تعود بقوّة في شهر رمضان

عادت الجلاّبة لتصبح الزيّ التقليدي المفضّل للنساء المغربيّات في شهر رمضان المبارك، الذي تحتلّ فيه المرتبة الأولى. ودخل عدد من المصمّمات والمصمّمين في سباق مع الزمن لطرح موديلات جديدة، تناسب هذه الفترة من السنة، التي تعرف ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة.

الدار البيضاء: تطرد الجلاّبة المغربيّةالألبسة العصرية من سوق الألبسة، من "جينز" وتنورات وغيرها، ليفتح الباب أمام هذا اللباس التقليدي الذي استعاد اعتباره من خلال جهود المصمّمين والمصمّمات، الذين أبدعوا في ابتكار تصاميم معاصرة للجلابة تواكب أحدث خطوط الموضة العالمية على مستوى الأقمشة والقصّات.

وسارع عدد من المجلات النسائية إلى تقديم عروض لما يفوق مئة جلاّبة، صمّمت بطرق عصريّة على أيدي مصمّمين ومصمّمات مشهورين في المغرب.

تقول سعيدة طباري، صاحبة محل بيع ألبسة تقليدية في المركزي التجاري درب عمر في الدار البيضاء: "لم يكن الإقبال كبيرًا على الجلابة ذات التصميم التقليدي العادي، بل إن غالبيّة النساء والفتيات طلبن موديلات عصريّة، وبأكمام قصيرة، وغيرها من المواصفات التي تواكب هذه الفترة الحارّة من السنة".

وأوضحت سعيدة، في تصريح لـ"إيلاف"، إنّ "التصاميم الجديدة كانت رائعة، وكان الإقبال بشكل كبير حتى من قبل الفتيات، اللواتي تعوّدن ارتداء الألبسة العصرية أو سراويل الجينز"، مبرزة أن "المبيعات مرشحة للارتفاع أكثر مع قرب عيد الفطر، الذي تكون فيه بدورة حركة شراء استثنائية".

وأشارت سعيد إلى أن "الأثمان تختلف حسب الجودة، فالعاديّة جدًّا يمكن اقتناؤها بألف درهم (حوالي 110 دولارات)، وكلما كانت طريقة ونوعية الخياطة أفضل ارتفع ثمن ليصل إلى أسعار لا يمكن أن تتوقعها".

من جانبها، قالت نجاة طويلي، موظفة في القطاع الخاص: "في الشهر الفضيل تكون الجلابة مريحة أكثر، كما أنه يكون لديها رونق وطعم خاص، لهذا أعمد كل سنة إلى اقتناء جلابة جديدة، تكون تواكب آخر صيحات الموضة".

وذكرت نجاة، في تصريح لـ"إيلاف" أن "الجلابة المغربية بدأت تغزو مجموعة من المجتمعات خارج المملكة، وهذا لاحظته من خلال المسلسلات والبرامج التي أشهادها عبر القنوات الفضائية، إذ إنّ عددًا من الفنّانات يرتدينها".

وأوضحت أن "مواكبة الجلابة للموضة واعتمادها على قصات جديدة تعانق الجسم وتغطيه بجاذبيّة، بحيث أصبح من الممكن ارتداؤها والتباهي بها حتى في أماكن العمل، جعل الفتيات يقبلن عليها بكثرة". وجعل التفنّن في ابتكار التصاميم أن يتشكل الجلباب الواحد من خمس قطع، في لبسا يشكل لوحة فنية رائعة أبدعتها أيادي الصانع المغربي.

وتتكون الجلابة عادة من قطعة واحدة طويلة أو قطعتين: جلابة قصيرة على شكل قميص وسروال يناسبها من القماش نفسه وطريقة الخياطة نفسها. ويعتبر الشكل الأخير من إبداع جيل الشباب من المصممين إلى جانب أشكال أخرى تسعى للبساطة والاستجابة لمعايير اللباس العصري.

ولم تتخلَّ النساء المغربيات عن هذا الزي منذ قرون، وان عرف تطورات تاريخية محاولات لمنافسته، من "الحايك" مثلاً، الذي كان عبارة عن ثوب ابيض فضفاض تلفه النساء حولهن ولا يسمح بظهور سوى عين واحدة تمكن من رؤية الطريق، إلى جانب الجلابة بالقلنوسة و"اللثام" أي النقاب الذي يغطي الوجه. والجلابة بشكلها الحالي لم تعد تستعمل فيها القلنسوة إلا كقطعة شكلية تسدل إلى الخلف.