الحملة من اجل الاستفتاء في تركيا لا توضح اهدافه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بالرغم من بلوغ الحملة من اجل الاستفتاء في تركيا لذروتها إلا أنها لم توضح اهدافه لدى كثيرين.
انقرة: "ساذهب للادلاء بصوتي لكنني لا اعرف على ماذا بالتحديد" هذا ما يقوله مبتسما اوزكان التاجر الشاب المقيم في انقرة والذي يبدو انه ليس الوحيد الذي يجهل اهداف الاستفتاء على تعديل الدستور التركي الذي تدافع عنه الحكومة المحافظة.
فخلال اقل من شهر سيدعى نحو 50 مليون ناخب تركي للادلاء باصواتهم في 12 ايلول/سبتمبر على مجموعة من التعديلات على القانون الاساسي اقرها في ايار/مايو الماضي البرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم والمنبثق عن التيار الاسلامي.
ويؤدي هذا المشروع في خطوطه العريضة الى تقليص سلطة الهيئة القضائية والجيش، وهما الخصمان القويان لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
وتتيح هذه المراجعة ايضا للمحاكم محاكمة منفذي انقلاب 1980 الذين وضعوا الدستور الحالي، ويعزز حقوق المراة والموظفين.
وينطوي موعد الاقتراع على دلالة رمزية كبيرة فهو يتزامن مع ذكرى الانقلاب العسكري عام 1980.
وسيكون التصويت في الاستفتاء بمثابة اختبار لشعبية حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا منذ 2002 والذي يتهمه معارضوه بالرغبة في اسلمة البلاد واخراس المؤسسات المعارضة له الواحدة تلو الاخرى.
وفي الوقت الذي تشهد فيه تركيا موجة حر خانقة يجوب اردوغان بلا هوادة منذ تموز/يوليو الماضي جميع انحاء البلاد عاقدا كل يوم اللقاءات الشعبية والمؤتمرات لحث الناخبين على التصويت ب"نعم" على مشروع "الدستور المدني" الذي يطالب به الاتحاد الاوروبي.
الا ان الاسلوب المستخدم في هذه الحملة من قبل مختلف الاطراف، الذين بدلا من توعية الناخبين يفضلون التركيز على الهجمات الشخصية، اصاب الكثيرين بخيبة امل وفي مقدمتهم رئيس الدولة عبد الله غول الذي دعا هذه الاطراف الى ضبط النفس.
وقال عبد الله غول "بدلا من شرح البنود المطروحة للاستفتاء بشكل مفصل يفضل المعنيون اسلوب الخطابة السياسية وهذا ليس امرا صائبا".
وفي الواقع فان الاجراءات التي سيقرها الاتراك او يرفضونها لم تناقش جيدا تاركة المجال لحملة تتركز على التراشقات بين اردوغان وخصمه الرئيسي في البرلمام كمال كيلتشدار اوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي يشدد على ان هذا الاصلاح سيوجه ضربة لدولة القانون.
فقد هاجم كيلتشدار اوغلو، الذي تولى مؤخرا رئاسة حزبه والذي يريد ان يكون مثالا للنزاهة، اردوغان اخذا عليه موارده الضخمة و"الفيلا ذات حمام السباحة" التي يملكها.
ورد رئيس الحكومة بجفاء بان كيلتشدار اوغلو ليس من "مستواه" ساخرا بذلك صراحة من قصر قامة منافسه. وايضا متسائلا عن اصله الوراثي.
ولم يفوت رئيس بلدية انقرة مليح غوكتشيك، عضو حزب العدالة والتنمية الفرصة، ملمحا الى شكوك في ان ام زعيم المعارضة ارمنية.
وكيلتشدار اوغلو ينتمي الى عائلة علوية ويجهر بفخر بهذا الانتماء. لكنه يبدو اكثر تحفظا في التحدث عن اصوله الكردية.
وقد نددت الصحافة بهذا الهجوم ووصفته بالعنصري ودعت الاحزاب الي التركيز على الاصلاح وعدم اثارة المزيد من التوتر في البلاد التي اصبحت موضع تجاذب بين انصار حزب العدالة والتنمية وخصومه.
واعتبر تارهان ارديم، صاحب شركة كوندا للاستطلاعات الراي، ان "10% فقط من الناخبين سيتخذون خيارهم وفقا للمراجعة" اما الاخرين فسيصوتون وفقا لانتمائهم السياسي متوقعا فوز "النعم" بفارق بسيط كما اوردت صحيفة وطن.