كلينتون تحث الأميركيين على مساعدة باكستان

دعت وزيرة الخارجية الاميركية في شريط فيديو خاص بث الخميس الاميركيين الى تقديم المساعدة لباكستان التي تعاني من كارثة بسبب الفيضانات، وقالت ان الكارثة تمثل "مرحلة حاسمة" بالنسبة للبلدين.

واشنطن: قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الفيديو الذي تم بثه فيما تسعى الامم المتحدة الى عقد مؤتمر طارئ للمانحين في نيويورك "في الوقت الحالي تضرر اكثر من 20 مليون باكستاني من اسوأ كارثة طبيعية في تاريخ باكستان".

وقالت "هذا العدد يفوق عدد سكان ولاية نيويورك .. من الصعب تصور ضخامة الازمة، الامطار لا تزال تهطل ولا يزال من الصعب تقدير حجم الدمار".

وقالت كلينتون ان الصور التي تخرج من باكستان مؤلمة وتصور اسوأ درجات المعاناة الانسانية، داعية الاميركيين الى التبرع لمساعدة البلد التي تعد الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب.

واضافت "عندما نشاهد الاشخاص والمساحات المتضررة من هذه الكارثة، نرى اشقاء وشقيقات، اباء وامهات، بنات وابناء .. نرى 20 مليون فرد من الاسرة الانسانية بحاجة ماسة الى المساعدة".

وقالت "هذه مرحلة حاسمة، ليس فقط بالنسبة للباكستانيين ولكن بالنسبة لنا جميعا".

واعلنت كلينتون ان وزارة الخارجية انشتأت صندوق اغاثة باكستان وحثت الاميركيين على التبرع سواء عن طريق الانترنت او بارسال رسالة نصية من الهواتف النقالة الى رقم خاص.

وقالت "كل دولار يحدث فرقا .. خمسة دولارات يمكن أن تشتري خمسة الواح غذائية غنية بالطاقة توفر الغذاء الذي يحتاجه الناس بشدة، و10 دولارات يمكن ان تشتري بطانية لطفل او لأم، و40 دولارا يمكن ان تشتري مواد تصلح لايواء عائلة من اربعة افراد".

وقد تضرر نحو 7,5 مليون شخص بشدة في الكارثة التي تعد من اكبر الكوارث التي يشهدها العالم وخلفت 1500 قتيل، طبقا لوكالات الامم المتحدة.

واشنطن ترفع مساعداتها الانسانية الى 150 مليون دولار
هذا وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس ان واشنطن رفعت مساعداتها الى باكستان لتصل الى 150 مليون دولار، داعية الى وقف هجمات المتمردين خلال ازمة الفيضانات "تعبيرا عن الروح الانسانية".

وقالت كلينتون في تصريح للتلفزيون الباكستاني انها ستعلن عن زيادة المساعدات الاميركية من 90 الى 150 مليون دولار خلال اجتماع الامم المتحدة الطارئ الخميس والذي يهدف الى تعبئة الجهود الدولية التي فشلت حتى الان في تلبية الاحتياجات الانسانية لباكستان.

وقالت لتلفزيون "دون تي في" في نص وزعته وزارة الخارجية الاميركية "اريد ان ارى المزيد، واليوم في الامم المتحدة ساعلن عن زيادة المساعدات الاميركية".

وردا على سؤال حول ما اذا كان المبلغ سيكون 150 مليون دولار، اجابت "نعم وساعلن كذلك عن طريقة يستطيع فيها المواطنون الاميركيون المساهمة، وكذلك عن صندوق ساقوم بتاسيسه هنا في وزارة الخارجية".

وصرحت وزارة الخارجية ان المساعدات الاميركية يتم توزيعها من خلال السلطات الباكستانية او منظمات الاغاثة الميدانية "لتوفير الامدادات الضرورية للمتضررين من الفيضانات".

واضافت انه تم ارسال 18 طائرة اميركية عسكرية ومدنية متواجدة في باكستان وثلاث في افغانستان للمشاركة في عمليات الاغاثة والانقاذ.

وتقدر الامم المتحدة ان 4,6 مليون شخص لا زالوا دون ماوى بعد الفيضانات المدمرة، مما دفعها الى مضاعفة ثلاث مرات قيمة المساعدات المطلوبة وسط استعدادتها لجمع المزيد من اموال المساعدة.

ووصفت الامم المتحدة الازمة الانسانية التي تشهدها باكستان بانها اكبر كارثة في العالم.

وحذرت باكستان من ان المتطرفين قد يسعون الى استغلال الظروف الكارثية وسط تحويل الجيش الباكستاني قدراته للمساعدة في مكافحة الفيضانات.

واكدت كلينتون "ان توقف الارهابيين عن شن هجماتهم الارهابية سيكون تعبيرا منطقيا عن الروح الانسانية المشتركة" في ظل اسوأ كارثة في تاريخ باكستان.

وتساءلت على التلفزيون "لماذا يستهدف الارهابيون الباكستانيين بالاغتيالات والتفجيرات في وقت تشهد فيه البلاد كارثة طبيعية هائلة؟".

وقالت "الا يخجلون؟ اليس لديهم ضمير؟ في الوقت الذي يكافح الشعب الباكستاني ليبقى على قيد الحياة وسط آثار هذا الفيضان، فان الارهابيين لا يهتمون".

بان كي مون يحث على التحرك العاجل

من جهته، حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس العالم على التحرك بصورة عاجلة لتقديم مساعدات الى باكستان التي تجتاحها فيضانات مدمرة، معتبرا ان الكارثة التي تشهدها تشكل اختبارا للتضامن الدولي.

وقال بان لدى افتتاح جلسة طارئة للجمعية العامة للامم المتحدة حول تقديم مساعدات لباكستان ان الكارثة تشبه "مدا بحريا بطيئا (..) تزداد قوته التدميرية بمرور الوقت".

ورحب بان كي مون بجمع نصف مبلغ 460 مليون دولار دعت الامم المتحدة الى جمعها في 11 اب/اغسطس، كمساعدات طارئة، لكنه قال "نحتاج الى مجمل هذه المبالغ، ونحتاجها الآن".

واضاف امام ممثلي الدول الاعضاء المائة واثنين وتسعين، ان "الالتزامات المالية اتي تتخذونها اليوم ينبغي ان تتبعها افعال، افعال يكون لها وقع على الارض".

وطلب نحو اربعين ممثلا الكلام بعد بان كي مون بينهم وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي ستعلن عن زيادة المساعدات الاميركية الى باكستان لتصل الى 150 مليون دولار.

والهدف من اجتماع الجمعية العامة تعبئة الجهود لتقديم المساعدات التي تصلها ببطء.