عمليّات طرد الغجر تعطي "صورة سيّئة عن فرنسا"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتعرّض فرنسا لانتقاد الأمم المتّحدة ورومانيا بشأن قضيّة ترحيل الغجر الرومان وربط انعدام الأمن بالهجرة.
باريس: قال وزير دولة روماني الجمعة ان سياسة فرنسا تجاه الغجر الرومان (غجر أوروبا الشرقية) الذين تم طرد 85 منهم الخميس الى بوخارست، تعطي "صورة سيئة عن فرنسا" وهي "تتنافى مع تقاليد فرنسا في احترام حقوق الانسان".
وقال فلانتين موكانو وزير الدولة لشؤون التضامن والمكلّف ملفّ الغجر الرومان في تصريح لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية: "لديّ شعور بأنّه يتمّ ازدراء مجموعة بأكملها. هذا مناف للتقاليد الفرنسيّة باحترام حقوق الانسان، ويعطي صورة سيئة عن فرنسا".
واضاف: "لا أجرؤ على تخيّل ان حكومتكم تريد عمدًا اعطاء مثل هذه الصورة، كما اني مستغرب انخراط الكثير من الجماعات المحليّة في البلديات في اعمال مضادة للغجر الرومان". وتابع: "لقد تمّ اطلاعي على حالات تمييز عنصري ملموسة مثل ذلك التاجر الذي اراد منع الغجر الرومان من ارتياد متجره. لقد صدمت شخصيًّا بذلك".
ودافع المسؤول الروماني، الذي سيقوم بزيارة فرنسا نهاية آب - اغسطس، عن سياسة حكومته تجاه الغجر الروم والتي تتعرض ايضًا للنقد بانتظام. وقال: "ان الوضع تحسّن، لكن لدينا مشكلة تتمثل في تمكين (اطفال) هؤلاء الاهالي من الدراسة وهو الامر الذي سيحكم باقي المسائل". واضاف: "لا اعتقد ان هناك عنصرية ضد الغجر الرومان. الامر يتعلق بالخصوص بثقة الرومانيين في الاشد فقرًا منهم".
وبدأت فرنسا الخميس ترحيل الدفعة الأولى من الرومان الى بوخارست منذ اعلان الرئيس نيكولا ساركوزي اجراءت امنية تستهدف تحديدًا هذه الفئة التي تقول المنظمات الاهلية ان الحكومة تستخدمها كبش فداء. فقد اقلعت طائرة من ليون (وسط شرق) تقل 79 من هؤلاء الغجر على ان يستقل 14 شخصًا آخرين منهم الطائرة من باريس وفقًا لوزارة الداخلية الرومانية.
ومن المقرر انطلاق رحلة اخرى اليوم الجمعة مع "نحو مئة راكب" وثالثة في 26 من الشهر الجاري. واكدت الحكومة الفرنسية ان "كل شخص من المبعدينتمّت دراسة ظروف اقامته في فرنسا حالة بحالة" وذلك ردًّا على المفوضية الاوروبية التي ذكرت باريس بأنّ عليها "احترام القواعد" المتعلقة بحرية التنقل والاقامة داخل الاتحاد الاوروبي.
وتريد باريس اعادة 700 من الغجر قبل نهاية الشهر الحالي وذلك بعد ازالة نحو 50 مخيمًا لهم منذ تشديد سياسة الحكومة حيالهم في نهاية تموز - يوليو. فإثر صدام بينهم وبين غجر فرنسيين اعلنت الحكومة ازالة نصف المخيمات المقامة في فرنسا من دون تصريح خلال ثلاثة اشهر واعادة الغجر الرومان الذين "ارتكبوا اعتداءات على ممتلكات او جرائم نصب" الى بلغاريا او رومانيا.
والغجر الرومان المغادرون قبلوا المساعدة على العودة الطوعية التي عرضتها فرنسا وهي 300 يورو ومئة يورو للطفل القاصر. وتعرضت باريس لانتقاد الامم المتحدة في هذه القضية وبشكل اعم بشأن الصلة التي اقامها نيكولا ساركوزي بين الهجرة وانعدام الامن. وكان ساركوزي اكد في خطاب ملتهب بشأن الامن في نهاية تموز - يوليو رغبته في نزع الجنسية الفرنسية من بعض المجرمين من اصل اجنبي.