قياديان عراقيان يدعوان إلى تطهير الأجهزة الأمنيّة من الحزبيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع إعلان إنسحاب آخر القوات الأميركية المقاتلة من العراق وإعلان الولايات المتحدة الأميركية عن الإبقاء على 56 ألف جندي ستنحصر مهمتهم في التدريب والإستشارة وإعادة تأهيل الجيش العراقي فإن القلق يسيطر على العراقيين من احتمالية انهيار الوضع الأمني خشية تزايد العنف المتزامن مع تصاعد حدة التفجير والاغتيالات التي سادت المدن العراقية مؤخرا.
بهاء الاعرجي: ننظر بعين الريبة إلى الانسحاب الأميركي
استطلعت إيلاف آراء ساسة ومسؤولين عن مدى أهمية هذا الانسحاب الأميركي وتداعياته على الأوضاع الامنية في العراق بعد سبع سنوات من الحرب، وقال القيادي في التيار الصدري بهاء الاعرجي ان التيار ينظر بعين الريبة والشك لهذا الانسحاب.
وأضاف: نحن ننظر بعين الشك والريبة لهذا الانسحاب ونراه انسحابا صوريا لا غير خصوصا مع صدور تصريحات من بابكر زيباري رئيس أركان الجيش هدفها إبقاء العراق تحت حماية أميركا ولكي تبقى القوات العسكرية الأميركية لأطول وقت ممكن، وكنا في التيار الصدري قد اتخذنا موقفا رافضا للاتفاقية الأمنية بين الأميركيين والحكومة العراقية، تلك الاتفاقية سيئة الصيت وقلنا ان هناك اتفاقا غير معلن بين الحكومة الحالية وكتل سياسية تعمل على إبقاء القوات العسكرية الأميركية لأطول وقت في العراق.
ووصف الاعرجي بعض وسائل الإعلام بـ"العميلة والموالية لأميركا" قائلا "هناك وسائل إعلام تطبل لها ولبقائها والانسحاب صوري ونحن نرى انه لن يكون هناك انسحاب حقيقي وفعلي للقوات العسكرية الأميركية في 30 من الشهر الجاري ورغم ان الحكومة وهبت الاتفاقية الأمنية المشتركة بين العراق والولايات المتحدة كل الامتيازات لكننا نرى انه حتى توقيت الانسحاب يثير الشك خصوصا مع تزامنه مع أزمة الإخفاق في تشكيل الحكومة".
ولفت الاعرجي إلى وجود "تواطؤ في توقيت الانسحاب العسكري" قائلا: هناك تواطؤ في توقيت الانسحاب المتزامن اليوم من تأخير تشكيل الحكومة والمغزى ان تبقى القوات العسكرية الأميركية وتمرر ما تريد تمريره بالاشتراطات الأميركية التي تحدد مدة بقائها في العراق او انسحابها. وتابع" نحن في التيار الصدري رفضنا هذه الاتفاقية سيئة الصيت وطالبنا ببناء القوات الأمنية العسكرية العراقية وضمان ولائها للوطن وليس للأحزاب كما يحدث اليوم.
وأشار الاعرجي الى ان التيار الصدري مع الانسحاب الكامل غير المشروط وقال" نحن مع الانسحاب الكامل و كان شرطا ضروريا ان يحصل لكن للأسف الشديد تم تمرير الاتفاقية الأمنية سيئة الصيت مع رفضنا الشديد لها.
وعن مدى جاهزية القوات العسكرية من عدمه قال الاعرجي: المؤسسات الأمنية أجمعها ليست بالمستوى المطلوب المؤسسة الأمنية التي لا تستطيع حماية امن المواطن كيف يكون بمقدورها حماية البلد بأكمله في حالة تعرضه لعدوان خارجي، وأجهزتنا الأمنية لاتستطيع حماية المواطنين وممتلكاتهم كيف يمكن الثقة بها خصوصا وأنها بنيت على أساس حزبي وسياسي وعناصرها يعملون لأحزابهم وليس لمصلحة المواطن.
واضاف الاعرجي: نحن في التيار الصدري نعتبر الاتفاقية الأمنية باطلة لان الاتفاقية هي عقد بين طرفين لكن القوات الأميركية لم تف بعقد وبنود الاتفاقية فالاعتقالات مستمرة والقواعد العسكرية ما زالت مستمرة في العراق وبإمكان أميركا فعل كل ما يحلو لها في الوقت الذي أدت الحكومة العراقية التزاماتها ونفذت كل ما ترغبه الولايات المتحدة.
واتهم الاعرجي الحكومة وكتل سياسية بالعمل على شرعنة وجود قوات أجنبية من خلال الإيحاء بإمكانية تعزيز الاتفاقية الأمنية بين العراق وأميركا وقال بهذا الشأن "الاتفاقية الأمنية باطلة بالأصل لكن هناك جهات في البرلمان والحكومة أرادت شرعنة وجودها وتعمل على ذلك بقوة، وهم لا يخجلون او يتورعون من الإفصاح عن إمكانية تعزيز الاتفاقية الأمنية وتمديدها طالما استدعت مصلحة أميركا ذلك".
الامين العام لحزب الدعوة: القوات العراقية حاربت القاعدة
الى ذلك قلل علي الاديب الأمين العام لحزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي من تأثير الانسحاب الاميركي على الاوضاع في البلاد وقال إن القوات الامنية العراقية تمكنت من محاربة القاعدة و"العصابات الإرهابية" اعتمادا على القوات العسكرية العراقية وبناء على معلومات استخباراتية مهمة، دون ان يتدخل الأميركيون بصورة كبيرة في الحرب التي شنتها القوات العسكرية الأمنية العراقية على الارهاب.
وأضاف ان الأميركيين لم يساعدوا كثيرا في حرب الحكومة على الإرهاب في الثلاث سنوات الأخيرة ما يدلل على ان العراق وقواته العسكرية أثبتت كفاءة وقدرة فعلية على محاربة الإرهاب بإمكانياتها وكفاءتها.
وتابع: ان الحرب التي نخوضها ضد القاعدة وعصابات الإرهاب أثبتت جاهزية معقولة لقواتنا الأمنية والعسكرية. وعن مدى جاهزية القوات العسكرية من تسليح وتجهيزات عسكرية والدفاع عن العراق في حال ما تعرض لاعتداء خارجي قال الاديب: صحيح قد تعاني القوات العسكرية والأمنية العراقية قلة التسليح من حيث الآليات العسكرية المدرعات والطائرات الحربية وغيرها لكن السؤال هو أي من الدول العربية قادرة على حماية أمنها من التدخل الخارجي .. فهل تستطيع سوريا مثلا حماية نفسها من العدوان الإسرائيلي الجواب: لا .. لا تستطيع وبالعكس في كل اعتداء إسرائيلي يتم الحصول او اقتطاع أراضٍعربية إضافية وينطبق الأمر على مصر والأردن وقطر وغيرها من دول عربية. وأردف: حتى صدام حسين الذي بنى جيشا واستنفذ موارد العراق لم يتمكن من حماية العراق والدفاع عنه.
ولفت الأديب الى إمكانية تعزيز الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية للدفاع عن العراق في حال تعرضه لعدوان خارجي وقال"بموجب الاتفاقية الأمنية المبرمة بيننا فان الولايات المتحدة مجبرة على الدفاع عن العراق وان تطلب الامر فإننا سنعمل على توسيع الاتفاقية الأمنية بما يتلاءم والمرحلة التي نمر بها.
وشدد الاديب على ضرورة تطهير الأجهزة الأمنية من عناصر تعود تبعيتها لجهات وكتل سياسية قائلا يجب اولا تطهير الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية من العناصر التي تدين بولائها لكتل وشخصيات سياسية وتقوم تلك العناصر بتنفيذ أجندات سياسية تخدم مصالح هذا الحزب او ذاك وهو امر شديد الخطورة ويجب التصدي له بقوة ان خططنا للقضاء على الإرهاب وضبط الأمن العراقي لان بقاء مثل هؤلاء المسؤولين الأمنيين في مناصبهم من شأنه إدامة وتيرة العنف وإراقة الدماء البريئة.