الناخبون في أستراليا عاقبوا رئيسة الوزراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كشفت النتائج الجزئيّة للانتخابات في أستراليا عن تصويت عقابي لرئيسة الوزراء وبرلمان بلا اغلبية.
سيدني: ستجد استراليا نفسها مع برلمان بدون اغلبية وفي مرحلة من عدم الاستقرار اثر انتخابات تشريعية محتدمة لم ترجح فيها كفة اي من المحافظين او العماليين بزعامة رئيسة الوزراء جوليا غيلارد.
وتعتبر هذه النتيجة عقابا للعماليين الحاكمين.
وبعد ان اصبحت في حزيران/يونيو اول امراة تتولى رئاسة وزراء استراليا اثر اقصائها كيفن رود من رئاسة حزب العمال دعت جوليا غيلارد على الاثر الى انتخابات مبكرة آملة بتعزيز اغلبيتها بفضل ارتفاع شعبية حزبها.
الا ان النتائج الجزئية التي اذاعتها شبكة اي.بي.سي العامة تشير الى ان العماليين لم يحصلوا سوى على 70 مقعدا في البرلمان مقابل 72 مقعدا للمحافظين بزعاكة توني ابوت.
وقد اعترفت النائبة السابقة لرئيس وزراء حكومة رود بنفسها بان العمال لن يحصلوا على المقاعد ال76 التي تمنحهم الاغلبية البرلمانية.
واعطت توقعات شبكة ايه.بي.سي في النهاية 73 مقعدا للمحافظين و72 للعمال واربعة مقاعد للمستقلين ومقعدا للخضر.
وقالت غيلارد امام انصارها ان "الناخبين ادلوا باصواتهم لكن الامر سيتطلب بعض الوقت لمعرفة ما قالوه تحديدا".
من جانبه قال ابوت "الواضح هذا المساء هو ان العمال فقدوا نهائيا الاغلبية". مضيفا "نحن على استعداد للحكم".
وهي المرة منذ 1940 التي لا يحصل فيها اي حزب على الاغلبية في البرلمان.
واعتبر نورمان ابيورنسن الباحث في الجامعة الاسترالية انه "من الممكن الا نحصل على حكومة قبل اسبوعين".
واضاف "ان ذلك سيؤدي الى الكثير من عدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤية".
وتشكل نتيجة الاقتراع نكسة خطيرة لجوليا غيلارد التي شهدت تراجعا مطردا لشعبيتها في استطلاعات الراي خلال اسابيع الحملة السبعة.
واعتبر منافسها ابوت ان هذا التصويت بمثابة "استفتاء ضد الاعدام السياسي لرئيس الوزراء (كيفن رود)" من قبل حزب العمال.
ويبدو ان غيلارد (48 عاما) تدفع اليوم ثمن طريقتها الفظة وغير المتوقعة في اقصاء رود من زعامة الحزب الحاكم في الوقت الذي انخفضت فيه شعبيته.
ويرى المحللون انها تدفع ايضا ثمن تصريحاتها غير الشعبية حول فرض ضريبة على الارباح الهائلة للمناجم وايضا تراجعها عن اقتراحاتها لمكافحة الاحترار المناخي.
وقالت النائبة العمالية ماكسين مكوي التي هزمت في سيدني "لا ينبغي ان نفقد المزيد من المقاعد في جميع انحاء البلاد" مضيفة "لا يمكن ان نفقد زعيما عماليا ورئيسا للوزراء وبعد ذلك بشهرين نحصل على مثل هذه النتيجة في الانتخابات".
وقد دعي 14 مليون ناخب استرالي الى الصناديق السبت في هذا البلد الذي يعد من الدول النادرة التي يعتبر فيها التصويت اجباريا. وذلك لتجديد اعضاء مجلس النواب ال150 ونصف اعضاء مجلس الشيوخ ال76 سناتورا.
وغيلارد المحامية السابقة العزباء صاحبة الارادة القوية والتي كانت نائبة لرئيس الوزراء رود منذ 2007، برهنت على انها من الاعضاء الاكثر فاعلية في الحكومة.
وطوال الحملة شددت غيلارد على النجاح الاقتصادي للحكومة العمالية اذ ان استراليا كانت بفضل خطة انعاش واسعة، الاقتصاد المتطور الوحيد الذي تجنب الانكماش خلال الازمة.
وتعد الحكومة الحالية بمواصلة الاستثمارات في البنى التحتية وخصوصا ما قيمته 30 مليار يورو في شبكة واسعة للانترنت ومشاريع صحية وتعليمية. لكن خطة فرض ضرائب على ارباح قطاع المناجم، تضر بها.
اما المحافظون بقيادة توني ابوت (52 سنة) الكاثوليكي المتدين والصحافي السابق والوزير السابق في اخر حكومة للمحافظين برئاسة جون هوارد فقد تعهدوا خفض النفقات العامة "ووقف سفن" طالبي اللجوء.
وقال جون هوارد رئيس الوزراء المحافظ السابق الذي هزم عام 2007 معلقا ان "الحملة كانت رائعة انها نتيجة مدهشة".