باكستان قد تطلب قرضاً طارئاً بعد شهر على الكارثة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تسعى باكستان للحصول على قرض طارئ من صندوق النقد لتمويل عمليات الإغاثة بعد شهر على تعرض البلاد لكارثة طبيعية.
واشنطن: بدأ مسؤولون باكستانيون محادثات في واشنطن مع ممثلين عن صندوق النقد الدولي في وقت تواجه فيه باكستان أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها على الإطلاق.
وقبل وقوع الفيضانات، كان من المقرر أن تتمحور هذه المحادثات حول الدفعات الأخيرة من قرض قصير الأجل بقيمة عشرة مليارات وستمائة مليون دولار. لكن مراقبين يقولون إن باكستان قد تطلب الآن قرضاً طارئاً لتمويل عمليات الإغاثة نتيجة تعرض البلاد لكارثة طبيعية.
ووعدت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بتقديم 700 مليون دولار لمساعدة باكستان على معالجة تبعات الفيضانات المدمرة التي شهدتها، على ما اعلن الاثنين مسؤول اميركي. وقال دان فلدمان، مساعد الممثل الخاص للولايات المتحدة في افغانستان وباكستان، ان اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس شكل "لحظة محفزة في ما يتعلق بمساهمات الدول الاخرى".
وقد وصفت بعثة الأمم المتحدة في باكستان الوضع الانساني الناجم عن الفيضانات هناك بالحرج. وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق عن جمع 70 في المئة من المال المطلوب لتأمين المساعدات العاجلة للمنكوبين ويصل إلى نحو 460 مليون دولار
وتقدر الأمم المتحدة عدد قتلى الفيضانات بنحو 1600 بينما يصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى مأوى فيقدر بما بين بمليونين الى ستة ملايين مشرد.واستمرت السيول بالتدفق جنوباً، لتستمر معها عمليات إجلاء السكان.
وبعد شهر على بدء الفيضانات لم يتلق كثيرون أي مساعدات، ووجه مسؤول في الأمم المتحدة انتقادات حادة للمجتمع الدولي بسبب ضعف استجابته لكارثة الفيضانات المستمرة في باكستان. إلى قال جورج أرسينولت رئيس عمليات الطوارئ لصندوق الأمم المتحدة للطفولة والأمومة (يونيسيف) إن ضعف استجابة المجتمع الدولي لنداءات الإغاثة يعتبر أمرا خارقا للعادة بالنظر إلى أن الأزمة الانسانية تعتبر الأكبر في العقود الأخيرة.
واشار أرسينولت الى ان عشرات الآلاف فروا من منازلهم جنوبي باكستان خوفا من موجة فيضانات جديدة ..وقد اخترقت مياه الفيضانات المتزايده في إقليم السند حاجزا طينيا اقيم لحماية مدينة شهدادودكوت.
وواصلت السلطات الباكستانية جهودها الرامية الى حماية العديد من المدن والقرى من السيول واجلاء السكان في وادي السند في جنوب البلاد. واعلن ياسين شار الموظف الكبير في المنطقة ان بعض السكان كانوا لا يزالون الاثنين في شهدادكوت، مضيفا "لقد وجهنا الى سكان شهدادكوت الاثنين اخر انذار طالبين منهم الرحيل لان خطر ارتفاع مستوى المياه زاد"، موضحا انه قد تم اجلاء 90% من سكان المدينة وضواحيها.
وفاضت مياه نهر السند وعدد من روافده اثر الامطار المتواصلة منذ نحو شهر بعد فيضانات اجتاحت قسما كبيرا من باكستان. واعلن هادي كلهورو احد مسؤولي المنطقة انه على مسافة اكثر من 250 كلم جنوب شهدادكوت، وفي مدينة سجوال الكبرى والقرى المحيطة بها، ما زالت عمليات الاخلاء متواصلة.
واكد ان مياه السند غمرت المنطقة ما اضطر نحو مئة الف شخص الى الرحيل في غضون خمسة او ستة ايام, وان مزارع الموز وقصب السكر قد اتلفت. وصرح وزير الري في اقليم السند ان اخلاء شهدادكوت "قرار احترازي" لان السدود التي تحمي المدينة من روافد الاندوس قد تنهار.
وفي شمال غربي البلاد وشمال شرقها حيث المناطق الاكثر تضررا منذ بداية الفيضانات، وكذلك في الوسط، بدأت السيول تنحسر تاركة قرى مدمرة ووحولاً على امتداد النظر.
ويصارع ملايين الباكستانيين من اجل البقاء على الحياة في مخيمات تديرها السلطات والامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية للاوفر حظا من بينهم، بينما يفتقر معظمهم الى الغذاء ومياه الشرب والرعاية الصحية ويظلون عرضة للاوبئة.
واكد ان الامم المتحدة وزعت خياما واغطية لنحو مليون منكوب منذ بداية الكارثة وطلبت المزيد منها لاكثر من 4.2 مليون منكوب اضافي. وتقول السلطات الباكستانية منذ عدة ايام انها تخشى من تفشي الاوبئة مثل الكوليرا والتيفيوئيد والتهاب الكبد.
من جهة اخرى ما زالت الفيضانات تخلف القتلى. وفي وسط باكستان قتل ما لا يقل عن عشرين شخصا غرقا الاثنين واعتبر نحو عشرين آخرين في عداد المفقودين بعد سقوط حافلتهم في واد حيث جرفتها السيول.
مقتل العشرات في غارة وسلسلة تفجيرات
من جانب أخر قامت طائرات أميركية بدون طيار بهجمات في الشمال الغربي من باكستان مما ادى إلى 12 شخصا على الأقل يشتبه في أن معظمهم من المسلحين واصيب في الحادث عدد من المدنيين. وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية إن الطائرة أطلقت ثلاثة صواريخ على منزل يستخدمه مسلحون.
وقال مسؤولون إنهم يحاولون التأكد من معلومات تفيد بأن سبعة مدنيين كانوا بين القتلى، حيث أوقعت الغارة أضرارا بالمنازل المجاورة. وأصيب في الهجوم 13 شخصا بينهم نساء وأطفال، حسب ما أكد مصدر استخباراتي.
ووقعت الغارة في منطقة داندي دربا خيل على بعد 5 كم من ميرانشاه، كبرى المدن في إقليم وزيرستان المحاذي لأفغانستان، المعروف بأنه معقل لمقاتلي القاعدة وطالبان. وتعرف المنطقة أيضا بأنها معقل لشبكة "حقاني" المرتبطة بالقاعدة والتي نفذت هجمات ضد القوات الأميركية في أفغانستان.
تفجير مسجد
وقتل ستة وثلاثون شخصا على الاقل حتفهم إثر وقوع ثلاثة انفجارات في أماكن متفرقة من باكستان وذلك بحسب مسؤولين محليين. وكان الأكثر الانفجارات عنفا ذلك الذي وقع في احد مساجد اقليم جنوب وزيرستان إذ أسفر عن مقتل ستة وعشرين شخصا واصابة نحو اربعين آخرين.
وقالت أنباء إن نور محمد العضو السابق في البرلمان كان مستهدفا في الهجوم الذي وقع في وزيرستان الجنوبية بالقرب من الحدود الافغانية. وقال مسؤولون ان الانتحاري الذي فجر نفسه كان يجتمع باشخاص في داخل المسجد في المنطقة التجارية في مدينة وانا كبرى مدن الاقليم.