لودر اليمنيّة تتحوّل إلى "مدينة أشباح" بعد نزوح جماعيّ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نزح سكّان مدينة لودر اليمنية، الواقعة في محافظة ابين، ويقدر عددهم بأكثر من 80 ألف نسمة إلى المدن المجاورة بعد تجدّد أعمال العنف بين عناصر الجيش ومسلّحي تنظيم القاعدة. وتفرض قوات الجيش حصاراً محكماً على المدينة لملاحقة عناصر القاعدة والمسلّحين المتعاونين معها.
عدن: قتل اربعة عناصر من القاعدة في اشتباكات جديدة اندلعت ليل الاثنين في مدينة لودر بجنوب اليمن، كما اعلنت وزارة الداخلية اليمنية الثلاثاء. وبذلك يرتفع عدد القتلى في المواجهات التي اندلعت الجمعة في هذه المدينة التابعة لمحافظة ابين الى 33 قتيلا.
وبحسب بيان الوزارة فان "اربعة عناصر من تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم فيما لاذ بقيتهم بالفرار بعد ان تمكنوا من اخلاء المصابين من تلك العناصر".
واوضحت الوزارة على موقعها على الانترنت انها عثرت في المنازل الذي كان يتمترس فيه عناصر التنظيم على عدد من القذائف الصاروخية "آر بي جي" والاسلحة والذخائر والقنابل، مؤكدة ان "الوحدات الامنية تفرض طوقا من الحصار على العناصر الارهابية في مديرية لودر وتواصل حملة مداهمات لاوكار تلك العناصر".
وبحسب الوزارة فان "قيادات العناصر الارهابية بدأت بالفرار من مديرية لودر". واستمرت المواجهات منذ اندلاعها الجمعة بين الجيش وعناصر القاعدة، وهي الاعنف بين الطرفين في جنوب اليمن حيث ينشط تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.
وأعلن مسؤول أمنيإنّ قياديًّا في تنظيم القاعدة يدعى عادل صالح حردبة (27 عامًا) قتل خلال المعارك. وقال المسؤول إنّ قوات الجيش تفرض حصاراً محكماً على محيط المدينة لملاحقة عناصر القاعدة والمسلحين المتعاونين معهم. وأضاف ان قوات الجيش قصفت عددًا من المنازل التي كان يتحصن فيها عناصر القاعدة والتي يشنّون منها هجماتهم على مواقع عسكرية وأمنية.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان عناصر من جنسيات اجنبية معظمهم سعوديّون وباكستانيّون يقاتلون في لودر. واكد شهود عيان ان الاشتباكات تجددت بشكل عنيف بعد مهلة الـ12 ساعة التي منحتها السلطات الأمنية للمسلحين لتسليم أنفسهم.
واشاروا الى هجرة جماعية لسكان المدينة التي تضم عادة 80 ألف نسمة. وقال خالد قاسم وهو معلم ثانوي: "ان عناصر الجيش يقصفون بشكل عشوائي وهو ما جعلنا انا وأفراد اسرتي وعددهم 11 فردًا ننزح من المدينة إلي منطقة الحضن" شمال لودر.
واكد ان "مسلّحين من عناصر القاعدة توافدوا إلي المدينة وهم حاليًّا يتمركزون في الأزقة والشوارع وبجوار المنازل". واضاف: "اليوم يتمّ تشريدنا من ديارنا والسبب هؤلاء العناصر ونتمنى ان تضع الحكومة حدًّا لمشكلتنا فنحن غير قادرين على تحمّل هذا الوضع المزري".
وقال مسؤول قبلي انه شاهد عملية نزوح جماعي للسكان بناء على طلب من الجيش الذي وزّع مساء السبت منشورات تدعو إلى إخلاء المدينة. واضاف: "هناك مخاوف من عملية قصف للمنازل التي يعتقد أن عناصر القاعدة تتحصن فيها".
والمعارك التي اندلعت الجمعة في لودر هي الاعنف بين الجنود والعناصر المسلحة في جنوب اليمن حيث لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب وجود قوي وحيث تضاعفت في الاشهر الاخيرة الهجمات التي تستهدف قوى الامن والمسؤولين الحكوميين.
وقال احد السكان لوكالة الانباء الفرنسية ان "تعزيزات أمنيّة كبيرة وصلت مساء السبت وهي الآن منتشرة في منطقة العين واخرى جوار محطة الكهرباء عند مدخل لودر وتتأهب خلال الساعات المقبلة للدخول إلى المدينة".
وقال مسؤول قبلي إن وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر ونائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري "وصلا مساء السبت بوساطة مروحية إلى مدينة لودر لإدارة المعركة المحتدمة مع عناصر القاعدة". وقال مسؤول امني ان "السلطات الأمنية أمهلت عناصر تنظيم القاعدة والمسلحين المتعاونين معها في مدينة لودر 12 ساعة لتسليم انفسهم والا فإنّها ستضطر الى استخدام القوة". وانتهت المهلة مساء الاحد.
ويعتبر جنوب اليمن، الذي كان دولة مستقلة قبل العام 1990، مركزًا لحركة احتجاجية مدعومة من الحراك الجنوبي، وهو تحالف يدعو بعض مكوناته الى الفدرالية، فيما يطالب البعض الآخر بالعودة الى دولة اليمن الجنوبي.
هذا ونشرت صحيفة الغارديان أمس تقريرًا خاصًّا عن تنظيم القاعدة في اليمن. وتناول مراسل الصحيفة مدينة جعار في محافظة أبين جنوب اليمن نموذجاً، ليروي وضع تنظيم القاعدة هناك، فيقول إن نفوذ الجهاديين يزداد في البلاد وإنهم باتوا يتغلغلون بين القوى الأمنية اليمنية.
وبحسب المراسل، يوفّر اليمن بيئة ملائمة للملتحقين الجدد ببرامج دراسة العقيدة الجهادية لـ"القاعدة" والاستماع إلى منظري التنظيم، بمن فيهم أنور العولقي، رجل الدين اليمني المتشدّد والمطلوب في الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها. ونقل المراسل أحاديث دارت بينه وبين مختلف الأطراف في مدينة جعار، من جهاديين ومسؤولين أمنيين إلى زعماء قبليين ورجال عشائر. وهو خلص الى أنّ عددًا من العوامل ساعد تنظيم "القاعدة" على بسط نفوذه في اليمن.
يذكر أنّ الجيش اليمني حشد تعزيزات امنية كبيرة حول مدينة لودر الاسبوع الفائت ووجّه انذارًا لعناصر القاعدة المتحصّنين فيها للاستسلام. يذكر أنّ الاشتباكات العنيفة التي اندلعت مساء الجمعة بين الجيش ومسلحين اكدت السلطات انتماءهم الى تنظيم القاعدة، الى مقتل 21 شخصًا بينهم 11 من جنود الامن المركزي وثلاثة مدنيين، وفق الحصيلة الرسمية.