"مقاتل" الصحراء يظهر فوق عشب "وارسو"

لم يلفت أنظار المتابعين لسباقات الخيل في أوروبا والعالم فوز أحد جياد "الخالدية" بالمركز الأول في وارسو البولندية قبل يومين، فالخالدية وهي مزرعة وتحوي إسطبلا تعود ملكيتها لأحد أشهر أمراء الجيل الثاني السعوديين الأمير خالد بن سلطان شهيرة بانتصاراتها وإنتاجها الغزير، بل إن أكثر ما لفت الأنظار هو اسم الحصان الفائز حينما أعلن في منصة التتويج أنه "مقاتل الخالدية"، متقدماً على حصان هولندي وآخر فرنسي وقائمة دولية أخرى تضم عرباً.

اسم "مقاتل" من السهل المرور عليه مرور الكرام لولا أن صاحب الحصان هو مؤلف أشهر كتاب من نوعه في الخليج العربي وحقق حجم مبيعات وإثارة كبيرةً على مستوى العالم، أما الكتاب فاسمه (مقاتل من الصحراء) وأما حكايته فهي موسوعية عن كل ما يتعلق بحرب الخليج الثانية التي استطاعت من خلالها قوات التحالف طرد القوات العراقية من الأراضي الكويتية بعد احتلال عراقي دام نحو 7 أشهر في العام 1990.

صاحب الحصان ومؤلف الكتاب هو نفسه قائد القوات المشتركة في حرب الخليج الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ومن المعروف جيداً لدى السعوديين عن أن الأمير خالد وهو نجل ولي العهد ومساعده في وزارة الدفاع، معروف أنه يحب ثلاثة أشياء قد لا يُعرف ما هو الأكثر بينها، بدلة العسكرية، وسباقات الخيول، ونادي الشباب.

ففي وقت الأزمات وآخرها إبان العمليات العسكرية السعودية على حدودها الجنوبية ضد الحوثيين في حرب الأشهر الثلاثة كان الأمير خالد بين زيارات تفقدية أو نقل تحيات القيادة للجنود المرابطين في الجبهة وبين استقبالات عسكرية ومدنية تتعلق بالحدث ذاته في مكتبه في الرياض.

وفي ذروة الموسم الكروي السعودي تطغى "شبابية" الأمير خالد ويزور النادي العاصمي الشهير ويجتمع بلاعبيه ويطالب بحصد البطولات.

وفي باقي المواسم فإنه منافس شرس في بطولات الخيل الأوروبية والدولية.

قبل نهائي كأس الملك السعودي لكرة القدم في العام 2005 حضر الأمير خالد آخر مراحل تجهيز الفريق الأبيض قبل مواجهة غريمه العاصمي الهلال، وقال للاعبين "كني أشوف عسكر وبكره بتفوزون"، وبغض النظر عن الرؤية العسكرية أو تنبؤ المحب فقد فاز الشباب وذهب 60 ألف هلالي من الملعب إلى النوم لعام كامل.

وبالعودة إلى سباقات الخيل وهي المساحة الأرحب التي يتحرك فيها الأمير خالد فإن إنتاج "الخالدية" التي يتصاعد أداؤها عاماً بعد آخر حتى تصدرت تصنيف (ECAHO) لأكثر من 4 مواسم متتالية، وهذا التصنيف يعني بشكل خاص بالخيول العربية الأصيلة، في حين أن السعودية تشهد أيضا سباقاً سنوياً تنظمه "الخالدية" عدا عن السباقات الأخرى في مرابط أخرى تتألق فيها "الخالدية" سرعة وصورة.