مواجهة بين رئيس الوزراء الياباني و أوزاوا المحنك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طوكيو: يجازف رئيس الوزراء الياباني (اكرر الياباني) ناوتو كان الذي يواجه وضعا اقتصاديا معقدا بمنصبه الشهر المقبل اثناء انتخابات بالغة الاهمية في حزبه الحاكم يتنافس فيها مع ايشيرو اوزاوا السياسي المحنك ذي الطباع المثيرة للجدل.
واعلن اوزاوا (68 عاما) الذي استقال من منصب المسؤول الثاني في الحزب الديمقراطي الياباني في حزيران/يونيو اثر فضيحة سياسية ومالية، الخميس ترشحه لانتخابات 14 ايلول/سبتمبر الخاصة برئاسة الحزب التي يتولاها كان (63 عاما) حاليا.
ويتم انتخاب رئيس الحزب الحاكم في اليابان تقليديا رئيسا للوزراء من قبل البرلمان. واذا نجح اوزاوا في انتخابات رئاسة الحزب فسيصبح سادس رئيس للوزراء منذ ايلول/سبتمبر 2006 والثالث في غضون عام وهي حالة عدم استقرار غير مسبوقة في البلدان الصناعية الكبرى.
وكان اوزاوا الملقب ب "جنرال الظل" لحذقه المناورة في الكواليس، ابرز صناع الفوز الساحق للحزب الديمقراطي الياباني في الانتخابات التشريعية قبل عام التي انهت اكثر من نصف قرن من هيمنة المحافظين على قيادة اليابان.
غير ان حليفه يوكيو هاتوياما الذي كلف تشكيل اول حكومة بديلة لوسط اليسار، خيب سريعا امل الناخبين لعدم قدرته على اتخاذ القرارات. وما لبث ان استقال في حزيران/يونيو بعد ثمانية اشهر في السلطة بعد ان عصفت به فضيحة تمويل سري.
وقال اوزاوا للصحافيين "قررت، بكل تواضع، ان اترشح لانتخابات الرئاسة بعد ان اكد لي (هاتوياما) دعمه التام". وحدد الموعد الرسمي لتقديم طلبات الترشح بالاول من ايلول/سبتمبر. واعتبر محللون ان الحكومة التي تواجه ارتفاعا شديدا لقيمة الين ما يهدد الانتعاش الاقتصادي الهش في البلاد، لم تكن بحاجة الى مثل هذه المجازفة.
وقال تومواكي تواي استاذ العلوم السياسية في جامعة نيهون باسف "سيقتصر الحديث الان على السياسة وليس على الاجراءات السياسية" مضيفا "سيكون من الصعب اتخاذ قرارات بسرعة للتصدي لمشاكل الين والاقتصاد".
ويخضع اوزاوا لتحقيقين بتهمة التمويل السري وتم توجيه الاتهام الى العديد من مساعديه. وسيمنحه انتخابه المحتمل في منصب رئيس الوزراء حصانة طوال فترة ولايته. واوزاوا المعروف بحنكته السياسية والذي بنى رصيده على المحسوبية، يتولى رئاسة اهم فصيل داخل الحزب الديمقراطي الياباني. وهو يعول على انصاره وخصوصا البرلمانيين الشباب الذين ساهم في ايصالهم الى مناصبهم للحصول على اصواتهم اللازمة لهزم كان خصمه اللدود.
بيد ان صورة اوزاوا ليست محببة لدى اليابانيين الذين ملوا الخلط بين المال والسياسة ما ادى الى هزيمة المحافظين. لكن اوزاوا واذا تمكن من هزم خصمه في انتخابات رئاسة الحزب، سيتولى منصب رئيس الوزراء في اليابان ويتوج بذلك تاريخه السياسي الطويل.
بيد ان بعض المحللين يرون ان المعركة لم تكسب بعد. وقال تيتسورو كاتو الاستاذ في جامعة واسيدا "يبدو لي ان اوزاوا ليس مستعدا جيدا لهذه الانتخابات" مضيفا "ان الراي العام سيؤثر بالتأكيد على تصويت مسؤولي الحزب". ويبدو ان رئيس الوزراء مدرك لهذا الامر. ففي رد فعله على ترشح اوزاوا قال لبرلمانيين "في هذه الانتخابات اريد ان اطلب من الشعب اي يابان يريد ان يبني. واريد ان اطلب ذلك من اليابانيين جميعهم".