قوات الأمن العراقيّة تعلن جاهزيتها لتسلم 8 محافظات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع اقتراب انتهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق،يضع العراقيونالايدي على القلوبخشية من زيادة حدة العنف والتوتر لا سيما أن ملف تشكيل الحكومة الجديدة لم يحسم بعد،كما أن اجهزة الأمن نفسها تعترف بوجود مناطق حاضنة لتنظيم القاعدة.
بغداد:أكد جواد البولاني وزير الداخلية العراقي أن 8 محافظات جاهزة لاستلام الملف الأمني وهنالك بعض المناطق تحتاج إلى تعزيزات من الجيش العراقي، حيث توجد مناطق ما زالت تعتبر حاضنة لـ"القاعدة" فضلا عن وجود خلايا نائمة تحاول أن تنشط بين فترة وأخرى.
ووصف البولاني، محافظة النجف بانها "منزوعة" من التهديدات الأمنية الخطيرة، مؤكدا أن قوات الشرطة (التابعة لوزراة الداخلية) جاهزة لاستلام الملف الأمني من الجيش في المحافظة.
وقال البولاني لصحيفة الشرق الأوسط "أعتقد أن الخطط الأمنية التي توضع باستمرار تحتاج إلى عمليات تحديث وتجديد حسب طبيعة التهديدات الموجودة، وتنظيم القاعدة أعلن عن رسالة واضحة باستهداف أجهزة الشرطة والمرور وجميع دوائرنا وتشكيلاتنا، وواضح لدينا ما هو الدور وما هي الفعالية التي أنجزتها قطاعاتنا ضد الإرهاب وقد فككنا شبكات إرهابية قوية وكثيرة من هؤلاء المجرمين"، مطالبا القوى السياسية بالتحلي بالمرونة العالية والإسراع بتشكيل الحكومة، وهي رسالة لتنمية الديمقراطية في البلاد.
وفي حديث منفصل اعتبر البولاني أن موضوع انسحاب القوات الأميركية وتأخير تشكيل الحكومة شكلا فرصة سهلة لاختراق الأوضاع الأمنية التي استقرت مؤخرا.
أوضح البولاني أن تشكيل الحكومة الجديدة سوف يعزز كثيرا من القدرات الأمنية واستقرار الأوضاع في البلد، إذ أن كل حكومة جديدة تسعى لأن تؤكد قدراتها ووجودها، مضيفا ان تشكيل الحكومة يعني وجود برلمان قوي ورئاسة جمهورية ومؤسسات راسخة وهذا يشعر المواطن بالاستقرار من جهة ويبعث برسالة قوية إلى العناصر الإرهابية محتواها وجود دولة قوية قادرة على ردعهم.
وفي هذه الأثناء تواصل القوات الأميركية في العراق نقل آلاف الأطنان من المعدات والعتاد التي كانت تستخدمها في العراق. ويتزامن النقل مع انسحاب القوات الأميركية من العراق بموجب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن.
وقال الجيش الأميركي إن عدد قواته وصل إلى أقل من خمسين ألف جندي مقاتل، وأوضح أن هذا العدد سوف تناط به عملية توفير الدعم اللوجستي للقوات الأمنية العراقية دون التدخل في عملياتها القتالية.
ويؤكد الجنرال جيري كانون نائب القائد العام للقوات الأميركية في العراق لـصحيفة "الرأي"، أن "القوات الأميركية ستستمر في جدول انسحابها طبقا لما هو مرسوم في الخطة الأمنية، لكنها ستدعم القوات الأمنية العراقية في مجال المعلومات الاستخباراتية، وتسهم في تطور امكانات الجيش العراقي تدريبا وتسليحا".
واستبعد كانون وقوع صراعات طائفية بعد انسحاب قوات بلاده المقاتلة بين العراقيين، قائلا "انهم (العراقيين) تعلموا من دروس الماضي بشكل جيد، ولا أعتقد أنهم سيقعون في الأخطاء ذاتها مرة أخرى".
وعن المخاوف من ملء الفراغ الأمني من قبل بعض دول الجوار بعد الانسحاب الأميركي لا سيما ايران التي يبرز تأثيرها في الساحة العراقية من خلال الأحزاب الشيعية المتنفذة، يقول ان "هذا الامر لم يعد ممكنا في المرحلة الحالية فالعراقيون ادركوا ان حل مشكلاتهم يتوجب ان يتم في ما بينهم وليس في دول اخرى".
اما القادة الأمنيون في العراق فيحذرون من تصاعد وتيرة العنف تزامنا مع الانسحاب الاميركي التدريجي من بلادهم، ويتهم بعضهم "القاعدة" بمحاولة تأخيره عن المواعيد المدرجة في الاتفاق الأمني الذي وقع عليه بين بغداد وواشنطن نهاية عام 2008.
وأعلن البيت الابيض مؤخراً ان العراقيين قادرون على ضمان امنهم بانفسهم، لافتا الى ان مهمة القوات الاميركية المقاتلة في العراق والتي توشك ان تنتهي قد تكللت بالنجاح. وقال مساعد المتحدث باسم البيت الابيض بيل بيرتن ان الرئيس باراك اوباما "على ثقة بان العملية الانتقالية من مهمة قتالية (للجنود الاميركيين) في العراق الى سيطرة القوات العراقية على الامن تكللت بالنجاح".
واضاف بيرتن ان العراقيين "قادرون على تولي مسؤولية امنهم الخاص"، في تصريح صحافي في جزيرة مارثاز فينيارد في ماساتشوستس (شمال شرق) حيث يمضي اوباما برفقة عائلته عطلته الصيفية.
وسيلقي الرئيس اوباما مساء الثلاثاء خطابا من المكتب البيضوي في البيت الابيض للاشارة الى نهاية المهمة القتالية الاميركية في العراق. وقبل الخطاب، سيتوجه الى قاعدة عسكرية في تكساس (جنوب) "للقاء جنود"، بحسب الرئاسة.
وانخفض عديد الجيش الاميركي في العراق هذا الاسبوع الى ما دون العتبة الرمزية المتمثلة بخمسين الف جندي. ووفقا للوعود التي اطلقها اوباما، فان المهمة القتالية للجيش الاميركي ستنتهي رسميا في 31 اب/اغسطس. اما الجنود الباقون المكلفون "تقديم النصح والمساعدة" للجيش العراقي، فسيغادرون البلاد في نهاية 2011.
وبحسب بيرتن، فان الرئيس "سيقول حتما" اثناء خطاب الثلاثاء ان "هذا اليوم هو مرحلة مهمة لان مهمتنا في العراق تتغير. سيتحدث عن بسالة وشجاعة الجنود الاميركيين الذين قاتلوا هناك". وقال المتحدث ان اوباما "سيتحدث عن سياستنا في العراق في المستقبل، وسيتحدث عن الطريقة التي تربط هذه السياسة بمعركتنا ضد القاعدة في افغانستان والعالم اجمع".