سياسيون يشككون بقدرة الأجهزة الأمنيّة و"الدفاع" تبدد المخاوف
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اعتبر مسؤولون سياسيون عراقيون ان الإنسحاب الاميركي هو مجرد فعل إعلامي، قد لا يكون له صدى على أرض الواقع، في وقت أكد المسؤولون الأمنيون قدرة القوات العراقية على الإمساك بزمام الامور على الأرض والاستغناء عن القوات الأميركية التي سيقتصر دعمها على مجالي التدريب والتنسيق الاستخباراتي.
ما زال غبار القطع العسكرية الاميركية المنسحبة من العراق يثير قلقا ومخاوف مشروعة عند الكثير من الاطراف والمتابعين، على الرغم من التأكيدات التي تعلنها وزارة الدفاع العراقية من ان قواتها قادرة على السيطرة وعلى الدفاع والهجوم، وايضاحاتها ان الانسحاب بدأ منذ نحو سنة وليس الان، وان العمليات طوال هذه السنة تقوم بها قوات عراقية بمساعدة أميركية بحسب الحاجة. وفيما يبدي البعض قلقه يشكك الاخرون في مصداقية هذا القلق الذي يقولون إنه يعبر عن حاجات في نفوس القلقين والمتخوفين، حيث يؤكد محلل سياسي أن اميركا لن تترك العراق ابدا، وان ما يقال حول الانسحاب هو فعل اعلامي اكثر من كونه واقعيا، لان اميركا ترتبط مع العراق بعلاقة وثيقة. وفيما اعلنت القوات الاميركية المتمركزة في محافظة الديوانية عدم انسحابها، عبّر السكان عن خيبة املهم وعدم رضاهم عن هذا الاعلان.المسؤولون الأمنيون يطمئنون
وقد أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري في حديث مع "إيلاف" قدرة قوات بلاده على السيطرة على الارض وعدم ترك أي فراغ قد يسببه الانسحاب الاميركي.
وقال العسكري: نفذنا في الربع الاول من عام 2008 عمليات واسعة جدا بقدراتنا الذاتية وبإسناد محدود من قبل القوات متعددة الجنسية ومن ثم الاميركية،ومنذ الـثلاثين من حزيران / يونيو والى حد الان لا توجد سوى العمليات الخاصة المشتركة.اما اليوم فستكون معظم العمليات من مسؤولية القوات العراقية بدعم محدود في مجالي التدريب والتنسيق الاستخباراتي.
واضاف العسكري "نحن على قناعة ان الارهابيين يحاولون منذ ما قبل شهر اب / اغسطس، أي من منتصف تموز وحتى الان التصعيد بعمليات مختلفة، ولكننا نقف امام ذلك ونؤكد للشعب العراقي اننا قادرون على الوقوف امام الارهاب، مشيرا إلى انه لا اساس للمخاوف التي يبديها البعض على ارض الواقع وهي نتيجة لما تتناقله وسائل الاعلام ولن نسمح بأي مظاهر مسلحة في الشارع العراقي غير قواتنا المسلحة.
من جهته، جدد الناطق باسم وزارة الداخلية العميد علاء الطائي التأكيد ان الانسحاب الاميركي لم يبدأ هذه الايام وانما منذ عام، حيث كانت القوات العراقية تقوم بالواجبات والمهمات وحدها خلال تلك الفترة، مؤكدا ان اجهزة الامن العراقية لن تسمح لاية جهة بتعكير صفو الامن، موضحا ان قلق البعض لا يعبر عن حقيقة الواقع ولن يكون هناك وجود لاية جهة في الساحة العراقية "غير قواتنا".
السياسيون متخوفون
وقد كان للسياسيين رأيهم ايضا في الانسحاب الأميركي والمخاوف التي يعتقد البعض انها تنبع مما يفرزه الواقع العراقي بعد تجارب السنوات الماضية التي اتسمت بالعديد من مظاهر الاختلاف والتجاذبات. يقول وزير النفط السابق وعضو الائتلاف الوطني ابراهيم بحر العلوم: "قناعاتنا بشكل عام ان الانسحاب جاء بسبب الاتفاقية الامنية الموقعة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية، وتوقعاتنا ان تكون قواتنا العسكرية قادرة على مسك الارض وحماية الوطن والمواطن والدفاع عنهما، وليست هنالك اي مخاوف كبيرة من تدخل دول الجوار او عودة الميليشيات، ولكن هناك بعض الهواجس التي يحاول البعض تسويقها في الاعلام بأن الانسحاب سيمنح دولا اقليمية للتدخل واحتواء الفراغ الامني، او نزول مجاميع خاصة".وأضاف "بحر العلوم" ان هذه الهواجس لا تجد لها صدى ولا واقعا على الارض، و"امنيتنا ان تكون القوات العراقية قادرة على الدفاع، ولكنها كما نرى ما زالت في حاجة الى تدريب وعدة وتنفيذ مهامها التي اذا ما تم لها رصد مجاميع استخباراتية لتوفير المعلومة للقيام بعملياتها، فإنها ستنجح".
من جهتها، قالت النائبة عن القائمة العراقية عالية نصيف: "اعتقد ان الوضع العراقي بعد الانسحاب وبعد الخلل الامني الاخير.. يشير الى ان المؤسسة العسكرية العراقية غير جاهزة لمسك الارض في ظل عدم وجود استقرار سياسي لتشكيل حكومة قادرة على بناء المؤسسة العسكرية والمسك بزمامها، وهذا ما يدعونا الى القلق، فما هو مصير الوضع الامني في العراق بصورة عامة بعد انسحاب الاميركيين وان ارتكبوا بعض الاخطاء هنا وهناك، فالقوات العراقية تحتاجهم للتدخل في بعض الخروقات في هذا الوقت، ولاسيما انها ما زالت خاضعة للسلطة الميليشاوية، ولتشظي القضية والفساد المالي والاداري".وأضافت النائبة العراقية "نأمل ألا تعود الأحوال الى وضعها السابق، الى ما قبل سنوات، وابواب العراق تكون مفتوحة وتتخللها عناصر دول الجوار، وهناك بعض الدول التي تحتضن افرادا من الجماعات الخاصة وتدعمهم، نتمنى ألا تكون الامور غير منضبطة، وألا تكون ابواب العراق مشرعة للداخل والخارج".
واعتبر المحلل السياسي "سعيد الهادي" ان قصة الانسحاب هي فعل اعلامي اكثر من كونه فعلا واقعيا، اي ان القوات الاميركية ستبقى مرابطة في العراق او على حدوده او في قواعدها في العراق والكويت وتركيا فضلا عن قطر والامارات وبعض الدول، وفي منطقة مليئة بالقواعد الاميركية وتحركها الارادة الاميركية، مشيرا إلى انه" واهم.. من يظن ان الانسحاب سيفتح الباب امام فراغ أمني او سياسي يتوزع بين ولاءات الدول المجاورة، كما هو الحال بالنسبة إلى القادة السياسيين حاليا".
واضاف الهادي: "اعتقد ان المشروع الاميركي الذي اسقط صدام حسين لن يتوقف الا ببناء دولة مستقرة، وهذا جزء من استراتيجية اميركية، لا تتعلق بشخصية الرئيس الاميركي ولكن بالاستراتيجية الاميركية او بأميركا كدولة"، لذلك "اعتقد ان التخوف الذي يبديه البعض من الانسحاب في معظم اشكاله ينطلق من رغبة لا واعية بعودة الميليشيات لتبرير وتسويق الكثير من وجود القادة السياسيين الذين لا وجود لهم خارج اطر هذه الميليشيات، انا ارى ان المرحلة المقبلة بعد الانسحاب ستكون مرحلة شراكة وتعاون عراقية اميركية على ادارة الملف الامني العراقي".
الانسحاب لايشمل محافظة الديوانية
على الصعيد ذاته، جاء إعلان قائد عسكري اميركي عن نية قواته عدم الانسحاب من محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) في الوقت الراهن ليرفع درجات القلق عند مواطني المدينة التي يشكو اهلها من الفعاليات (الحربية) التي تتعرض لها.
ويقول الزميل الاعلامي باسم حبس من محافظة الديوانية التي تتمركز فيها احدى اكبر القواعد الاميركية، ان تصريحات احد قادة القوات الأميركية المتواجدة في محافظة الديوانية اثارت أكثر من علامة استفهام ولربما لها تداعيات خطرة على الوضع الامني في الديوانية بشكل عام والفرات الاوسط بشكل خاص، "الجميع هنا في الديوانية يترقب تنفيذ بنود الاتفاقية والاعلان النهائي للانسحاب وتسليم الملف الامني للقوات العراقية، واعتقد ان تلك التصريحات قد اثارت استغراب الاهالي في الديوانية لانهم كانوا يأملون في انسحاب القوات الاميركية حتى تنتهي الهجمات الصاروخية وغيرها والتي ينفذها مسلحون في المحافظة بين الحين والاخر، وارى ان استمرار القوات الاميركية في الوقت الراهن يعني استمرار العمليات المسلحة ضدها وهذا ما لا يتمناه غالبية سكان الديوانية".
واضاف حبس أن الفرقة الثامنة في الجيش العراقي قادرة على ادارة الملف الامني بقوة فائقة من حيث العدة والعدد ولاحاجة لبقاء القوات الاميركية لتدريبها لانها جاهزة وسبق لها وان استلمت الملف الامني من تلك القوات وفرضت قوتها ونفوذها من خلال الخطة الامنية وما زالت قواتها تنتشر في المناطق التي شهدت أعمالا عسكرية في الأعوام الماضية.
وأشار احد عناصر الاجهزة الامنية في المحافظة الذي طلب عدم ذكر اسمه : ان بقاء القوات الاميركية في هذا المعسكر وعدم الانسحاب منه هو من اجل السيطرة التامة على منطقة الفرات الاوسط وتحسبا لاي طارئ، ومن المؤكد ان لدى الاميركيين معلومات حول انشطة الميليشيات والجماعات الخاصة التي ترتبط بدول الجوار.
ويعبر العنصر عن اعتقاده ان الاميركيين لا يريدون ان تسوء الامور في منطقة الفرات الاوسط او الجنوب وهم يعلمون ان انسحابهم الكامل يسمح للميليشيات بالنزول الى الشارع، "انا اعتقد وعلى الرغم من القذائف الصاروخية الليلية في المدينة الا ان وجود الاميركيين في المنطقة مفيد".
اما الرائد هارموري قائد القوات الاميركية في محافظة الديوانية الجنوبية فقد قال في تصريح صحافي ان قواته لن تنسحب من محافظة الديوانية في الوقت الراهن لانها تعكف على تدريب قوات الجيش العراقي الفرقة الثامنة على حد وصفه، مشيرا الى انها ستنسحب من الديوانية بنهاية عام 2011 وستبقى محتفظة بكامل قواتها في المحافظة حتى ذلك التاريخ.
يذكر ان نحو 3 الاف جندي اميركي يتمركزون في معسكر ايكو (3 كم جنوب الديوانية ) خلفاً للقوات البولندية التي كانت تدير العمليات العسكرية قبل القوات الاميركية وبعد القوات الاسبانية التي كانت اول قوات تدير العمليات العسكرية في عام 2003.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -خارج الموضوع
nero
nero -خارج الموضوع
nero
nero -خارج الموضوع
nero
nero -خارج الموضوع