أخبار

الأمن هاجس العراقيين رغم التطمينات السياسيّة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ أيضاالقوات الأميركيّة المقاتلة تنسحب وسط تطبيق ديمقراطي متعثر

فيما عبر مواطنون عراقيون عن مخاوف من تداعيات الإنسحاب الأميركي من العراق على الأوضاع العامة وخصوصًا الأمنية منها في ظل ما يعتقدون أنها عدم جهوزية القوات العراقية لملء فراغ إنسحاب نظيرتها الأميركية، رأى نواب أن الأجهزة الأمنية العراقية تملك من القدرة والعزيمة ما يؤهلها لتوفير الأمن ومواجهة المسلحين.

يعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما الثلاثاء الموعد لانتهاء العمليات القتالية للجيش الأميركي في العراق بعد سبعة أعوام على الحرب وفيما يبدو أن البلاد لا تزال بعيدة من الاستقرار. وفي هذا الإطار استصرحت "إيلاف" عدد من المواطنين والنواب العراقيين للوقوف على آرائهم حول الإنسحاب الأميركي وجهوزية القوات الأمينة العراقية

جنود أميركيون عائدون من العراق

يرى العراقي أحمد عبد الغفور موظف في البريد أن ضعف التسلح والتهاون في نقل المعلومة الاستخبارتية إضافة الى عدم وجود تنسيق بين المؤسسات الامنية المختلفة من جيش وشرطة ومخابرات واستخبارات تجعل من القوات الامنية العراقية غير قادرة على تحمل وزر الملف الأمني خصوصًا أن الارهاب اخذ يستخدم تكتيكًا آخر في المناورة بحيث بات يعتمد الهجمات النوعية.

ومن جانبه يصف الدكتور ثامر حسن استاذ التاريخ بالجامعة المستنصرية في بغداد انسحاب القوات الاميركية بالامر الكارثي حيث قال ان الظروف جميعها ليست في صالح العراق الان خصوصًا مع وجود الفراغ السياسي وانشغال القوى السياسية بالمناصب إضافة إلى حالة التراخي التي بدت تدب في أوصال الأجهزة الأمنية.. كل ذلك يجتمع ليعيد العراق مرة أخرى الى دوامة العنف والإرهاب من جديد. ويتابع قوله: كأني أرى في الافق أحداث العنف الطائفي التي عصفت في البلد سابقًا تلوح من جديد دون ان يكترث الساسة لخطورة الموقف.

وأكد الضابط في الجيش السابق والمتقاعد حاليًا حسين رحمن العبيدي على أن الانسحاب الأميركي أمر في غاية الخطورة لأن قوات الأمن العراقية الحالية ليست بهذه الكفاءة والمهنية التي يمكن ان يعول عليها لأن أغلب أفراد الأمن من الجيش والشرطة قد انخرطوا في المؤسسات الأمنية تحت مسميات الاحزاب والمحاصصة والميليشات.

أما المواطن عدنان سلمان الجبوري موظف في قطاع النقل فقد قلل من خطورة انسحاب القوات الاميركية من العراق واعتبر خروجهم من البلد يوم نصر للعراق.. وقال: الكل يعلم ان القوات العراقية لها دور كبير في التصدي للكثير من الهجمات الارهابية التي كانت تشنها القاعدة والامر يرجع الى ان هذه القوات لها خبرة وممارسة كبيرة في فنون القتال خصوصًا أن الجيش العراقي قد خاض معارك عديدة قبل سقوط النظام واصبحت له دراية في مواجهة الارهاب ولا ننسى كيف تم القضاء على زعماء القاعدة مثل ابو مصعب الزرقاوي والمصري والبغدادي وبالتالي هو قادر على تحمل هذه المسؤولية العظيمة.

ووصف انسحاب القوات الاميركية بأنه يوم عيد ونصر للعراقيين لأن البلاد سوف تحصل على سيادتها التي كانت ذريعة للارهابيين الذين يتحجّجون انهم يقاومون الاحتلال ليحصل العراق على سيادته ولكن بخروج الاميركان سوف تسقط جميع هذه الحجج والذرائع.

نواب عراقيون مع انسحاب القوات الأميركية

هذا وأكد نواب عراقيون ضرورة وضع كامل الملف الأمني في أيدي القوات العراقية لأنها قادرة عى تحمل المسؤولية المناطة بها. وقال النائب عن التيار الصدري بكتلة الاحرار نصار الربيعي "نحن مع عملية الانسحاب الكامل وخروج قوات الأميركية من العراق باعتبار ان لانسحابها فوائد كثيرة للعراق أهمها أن وجود قوات أجنبية يعد عنصرًا جاذبًا للارهاب اضافة الى ذلك انها عنصر معوق لتطوير قدرات الاجهزة الامنية العراقية التي لابد ان تعتمد على قدراتها الذاتية.

واضاف "اعتقد انه بانسحاب القوات الاميركية فان قوات الامن العراقية سوف تتطور بشكل ملحوظ خصوصًا على مستوى التسليح لأن الكثير من الاسلحة المتطورة لا يمتلكها الجيش العراقي حاليًا تحت ذرائع الخوف من وقوعها في أياد إرهابية. وتابع قوله ان هذا الانسحاب سوف يجعل من الجيش جيشًا قويًا وعصريًا قادرًا على حماية البلاد من الداخل.

ويرفض الربيعي دعوات البعض لبقاء القوات الأميركية وقال إن الدعوة لإبقاء القوات تحت ذريعة عدم جاهزية القوات العراقية أمر غير مقبول "لاننا وجدنا انه طيلة السنوات الماضية وبوجود القوات الاميركية كان الارتباك الامني موجودًا وواضحًا للعيان فلماذا لا نعطي الفرصة للقوات العراقية بتحمل مسوؤلية الملف الأمني وهي قادرة على ذلك بما تملك من روح وطنية وبسالة تسعى للحفاظ على وحدة العراق وأمنه.

وفي الشأن نفسه، قال النائب عن دولة القانون عامر الخزعلي ان خروج القوات الاميركية قد مهدت له الحكومة العراقية وذلك بتوقيعها على الإتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة وهو انسحاب يسير ضمن السقف الزمني المعد للانسحاب "وبالتالي نحن مع الانسحاب وخروج اخر جندي اميركي بنهاية عام 2011."

وعن إمكانية قوات الأمن العراقية و مسؤوليتها في تحمل الملف الأمني قال الخزعلي ان القوات الاميركية الموجودة حاليا ليس لها دور أمني مباشر وانما لها نشاط لوجستي وبالتالي فان المواجهة اصبحت مباشرة بين القوات الأمنية العراقية المتمثلة بالجيش والشرطة والطرف الثاني المتمثل بالارهاب.

وأضاف ان الاتفاقية الامنية تضمن الدعم اللوجستي للقوات العراقية إذن لا حاجة لوجود القوات الاميركية فحرب العصابات غير تقليدية وتختلف في صفحاتها عن الحروب التقليدية وبالتالي لابد أن تكون هناك مناورات وقدرات خاصة على حرب العصابات ومكافحة الجريمة إضافة إلى إعتماد الجانب الاستخباراتي في الوصول الى المعلومة لان قضية حفظ الامن قضية مجتمعية يشارك فيها المواطن والمعلومة هي مفتاح العمل الامني والجميع بحاجة الى ثقافة الامن والامان لان امن المواطن يرتبط بأمن الوطن فلا بد ان يشارك المواطن في المنظومة الامنية بشكل مباشر اوغير مباشر.

ومن جهتها قالت النائبة عن ائتلاف دولة القانون بتول فاروق محمد علي ان خروج القوات الاميركية من العراق امر طبيعي لاسيما ان هناك اتفاقية امنية وقعت بين الجانبين العراقي والاميركي ووضعت توقيتات لهذا الانسحاب. وتساءلت عن الجدوى من بقاء القوات الاميركية في العراق وقالت "علينا ان نتحمل المسؤولية ونواجه واقعًا دون قوات اجنبية".

واستبعدت النائبة حصول انقلاب عسكري بعد خروج القوات الاميركية وقالت "هذا أمر ليس واردًا لـن الانقلابات عادة ما تحدث في البلدان غير الديمقراطية ونحن نعتقد ان العراق بلد ديمقراطي فتي والجميع يحاول ان ينمي الديمقراطية فيه لتكون نظامًا ثابتًا.. وتضيف متسائلة ما الجدوى من اجراء الانتخابات وتكرار التجربة التي انبثق عنها برلمان يضم جميع اطياف القوى السياسية العراقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف