دعوة الجوار لتعاون يجفف الارهاب ويمنع استخدام أراضيها ملاذات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعا رئيس الوزراء العراقي القوى والاحزاب الوطنية إلى توحيد صفوفها في المعركة المفتوحة مع الارهاب وطالب "الدول الشقيقة والصديقة" بالتعاون مع حكومته في تجفيف منابع الارهاب ومنع المنظمات الارهابية من اتخاذ اراضيها مقرات لزعزعة الاستقرار في العراق تحت اي ذريعة، وقال إن تنفيذ اتفاق سحب القوات ادخل العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية في مرحلة جديدة بين دولتين متكافئتين وذات سيادة وبما يمهد الطريق للانتقال بالعلاقات بين البلدين من مرحلة التعاون في المجال العسكري الى تطوير العلاقات في المجالات السياسية الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية مثمنًا التزام واشنطن بتعهداتها سواء خلال توقيع الاتفاقية الامنية في عهد ادارة الرئيس السابق جورج بوش او خلال تنفيذ اتفاق الانسحاب حسب الجداول الزمنية المتفق عليها في عهد ادارة الرئيس باراك اوباما.
شدد المالكي على ان العراق يتطلع اليوم الى اقامة علاقات وطيدة مع اشقائه واصدقائه على اساس حسن الجوار والاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، مؤكدا حرص بلاده على طي صفحة الماضي والبدء بمرحلة جديدة من العلاقات والعمل بكل جد وواقعية لمعالجة جميع الملفات مع " الاشقاء ودول الجوار والعالم لمافيه خير بلداننا وشعوبنا في الحاضر والمستقبل كما نتطلع الى زيادة التمثيل الدبلوماسي وافتتاح السفارات في بغداد والمساهمة الجادة في عملية اعادة البناء والاعمار".
وقال المالكي في خطاب وجهه الى العراقيين اليوم لمناسبة اكتمال انسحاب القوات الاميركية المقاتلة من العراق ان هذا اليوم يمثل علامة مضيئة في تاريخ الشعب العراقي وكفاحه الطويل والشاق من اجل نيل حريته وحفظ كرامته وتعزيز دوره الانساني والحضاري. واضاف "انتم اليوم على موعد مع عيد وطني جديد تستعيدون فيه سيادة بلدكم وترسمون مستقبله بايديكم فالعراق اليوم سيد ومستقل يملك قراره وكل مايتعلق بحاضره ومستقبله وسيبقى يوم الحادي والثلاثين من شهر اب يومًا خالدًا يعتز به جميع ابناء الشعب العراقي، وسيكون لقواتنا واجهزتنا الامنية البطلة بعد هذا اليوم الدور القيادي في تثبيت الامن والدفاع عن البلاد ودرء الاخطار التي تتعرض لها داخليا وخارجيا لما تتمتع به من مهنية وكفاءة وحرص على مصلحة الوطن والمواطن بعيدا عن الحسابات والميول الفئوية والحزبية والطائفية".
واشار الى انه على الرغم من التحديات الكبيرة والخطيرة التي تعرض لها العراق خلال السنوات الماضية "الا اننا استطعنا تجاوز الكثير منها على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية، وكان الارهاب في مقدمة تلك التحديات، فقد استكملت المنظمات الارهابية الدمار والخراب الذي خلفه النظام الدكتاتوري الغاشم من خلال عمليات القتل الجماعي والتهجيرالطائفي التي تضاف الى سلسلة الجرائم البشعة التي تعرض لها الشعب العراقي على مدى خمسة وثلاثين عاما من القمع والاضطهاد والاستبداد والفقر والحرمان والتخلف والبنى التحتية المحطمة والخدمات المعطلة والعلاقات المتوترة مع دول الجوار والعالم".
واوضح ان الشعب العراقي واجه خلال السنوات السبع الماضية ارهابا منظما انتهك كل المقدسات وارتكب افضع الجرائم بحق المدنيين العزل وخطط لاشعال حرب طائفية مقيتة مستغلاً غياب سلطة القانون وضعف اجهزة الدولة وقواتها الامنية التي كانت في طور التشكيل لكن قواتنا الامنية تمكنت وخلال فترة زمنية قياسية بالمقارنة مع ضخامة الهجمة الارهابية من تحقيق انتصارات كبيرة على طريق اعادة هيبة الدولة وبسط سلطتها وتحقيق الامن والاستقرار والحاق الهزيمة بالمنظمات الارهابيه التي فقدت حواضنها وملاذاتها وقتل رموز الارهاب مثل المجرمين ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري والعديد من امراء القتل والذبح".
ان النجاح في القضاء على الحرب الطائفية وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيم القاعدة الارهابي وحلفائه، شكل ارضية مناسبة لتوقيع اتفاق سحب القوات الاجنبية في تشرين الثاني من عام الفين وثمانية والذي تم بموجبه كمرحلة اولى انسحاب القوات الاميركية من المدن والقرى والقصبات في الثلاثين من شهر حزيران من العام الماضي. واشار الى انه لو لم تكن هذه الانجازات الامنية حقيقية وواقعية "لما تمكنا من الانتقال الى تنفيذ الخطوة الأكثر اهمية، وهي سحب القوات الاميركية كما يحدث اليوم، هذا الانسحاب الذي لم يكن ليتم لولا تضحيات ابناء الشعب العراقي من جميع مكوناته وبطولات ابناء قوات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية ومن ساندهم من ابناء العشائر الغيارى والقوى الوطنية المخلصة كما اننا لاننظر الى تنفيذ الانسحاب على انه انجاز لشخص او حزب او طائفة او قومية بل هو انجاز لكل العراقيين ونتطلع الى ان يقطفوا ثماره أمنًا واستقرارًا وازدهارًا، وهو يمثل من وجهة نظرنا فرصة ذهبية لتعزيز الوحدة الوطنية ونقطة انطلاق لبناء العراق بعد عقود الدمار والمعاناة وسياسات التهميش والتمييز والاقصاء".
واشار الى ان النظام الديكتاتوري السابق يتحمل كامل المسؤولية في انتهاك سيادة العراق واحتلاله ومحاصرته بالقرارات الدولية والعقوبات وان تنفيذ اتفاق سحب القوات الاجنبية يشكل الخطوة الاساسية في استعادة كامل السيادة الوطنية وتحقيق تطلعات الشعب العراقي في اقامة دولة حرة مستقلة ومزدهرة وبما يؤكد رؤيتنا الاستراتيجية في عملية بناء دولة المؤسسات والتزامنا الثابت منذ بداية عملية التفاوض مع الجانب الاميركي بأن سيادة العراق هدف استراتيجي في صدارة قائمة اولوياتنا الوطنية".
واكد انه كان واثقا بعد التوقيع على الاتفاق بان الانسحاب من المدن والقرى والقصبات سيتحقق رغم حملات التشكيك ومحاولات التقليل من اهميتة واعاقة تنفيذه "وقد تحقق بالفعل في الثلاثين من حزيران من عام 2009، كما كنا واثقين ايضا من تنفيذ الانسحاب الذي يحدث اليوم، ونعدكم باننا ملتزمون بتنفيذ الانسحاب النهائي للقوات الاجنبية من جميع الاراضي العراقية في نهاية العام المقبل باذن الله تعالى، فلولا ثقتنا الاكيدة بان العراق وشعبة قد تمكنوا من طي صفحة الحرب الطائفية لما مضينا قدمًا في توقيع وتنفيذ اتفاق سحب القوات الاميركية.، واني، باسم حكومة الوحدة الوطنية، اعدكم الايها الاخوة الاعزاء ان الحرب الطائفية لن تعود ولن نسمح بذلك. . وسيعيش العراقيون اخوة متحابين آمنين في بلد سيد مستقل، كما اطمئنكم بقدرة وكفاءة قواتنا واجهزتنا الامنية على تحمل المسؤولية، وان الاعمال الارهابية الجبانة المتمثلة باستهداف المدنيين ومؤسسات الدولة الخدمية ليست الا محاولة يائسة من القاعدة وبقايا النظام البائد لاثبات الوجود واعادة الاعتبار".
وعبر عن الاسف الى انه " في الوقت الذي نتطلع فيه الى استعادة السيادة الوطنية الكاملة نواجه بحملات تشكيك ظالمة تقلل من شأن القوات الامنية وانجازاتها الكبيرة وتغض الطرف عن جرائم الارهاب بل وتعظمها، والاغرب من كل ذلك ان الذين يتحدثون اليوم عن مايسمونه بالانهيار الامني لم يتحدثوا يومًا عن الانجاز الامني... وكيف كانت بغداد مدينة اشباح والمحافظات اسيرة بيد القاعدة وكيف كانت السيطرات الوهمية تخطف المواطنين وتذبحهم على قارعة الطريق وعلى الهوية".
وشدد بالقول "اننا على يقين بان الهدف الاستراتيجي وراء هذه الحملة المنظمة هو اعاقة عملية الانسحاب لصالح حسابات سياسية وتنفيذ اجندات مشبوهة". وقال انه بالامس شكك البعض بالاتفاق وبجدية عملية الانسحاب من المدن وقبل ذلك طالب الكثيرون بجدولة الانسحاب حتى لو على مديات طويلة وحين اصبح الانسحاب حقيقة راحوا يشككون هذه المرة بجاهزية القوات الامنية وكفاءتها. وأوضح أن المستفيد الاول من حملة التشكيك هم اعداء العراق والمنظمات الارهابية وازلام النظام البائد فهذا الانجاز يسحب البساط من تحت اقدامهم ويفضح جرائمهم التي كانت وما زالت ترتكب بحق الابرياء تحت لافتة التحرير والجهاد. وقال إن ماي فضح هؤلاء المدعين انهم اليوم يقفون ضد استعادة العراق لسيادته الوطنية كما تفضحهم لغة الارقام والاحصائيات، ففي الشهر الاول من عام الفين وسبعة فقط قتل الارهابيون اكثر من اربعة الاف عراقي في مدينة بغداد وحدها وهو رقم يقترب من جميع قتلى الجيش الاميركي على مدى سبع سنوات، إنها مفارقة خطيرة تكشف عن زيف الشعارات والمخططات الشريرة والمشبوهة التي ينادون بها.
ودعا المالكي القوى والاحزاب الوطنية الى تحمل مسؤولياتها في مرحلة مابعد الانسحاب وتوحيد الصفوف في معركتنا المفتوحة مع الارهاب واستكمال عملية بناء مؤسسات الدولة والاجهزة الامنية "لأن نجاحنا في المعركة ضد الارهاب مرهون بوحدتنا الوطنية ومساندتنا لقواتنا واجهزتنا الامنية ورفع مستوى جاهزيتها في المجالات المختلفة وتمكينها من اداء دورها الوطني بقوة ومسؤولية ومهنية".
واضاف انه بتنفيذ اتفاق سحب القوات "تكون علاقاتنا مع الولايات المتحدة الاميركية قد دخلت في مرحلة جديدة بين دولتين متكافئتين وذات سيادة، وبما يمهد الطريق للانتقال في العلاقات بين البلدين من مرحلة التعاون في المجال العسكري الى تنفيذ اتفاق الاطار الاستراتيجي الذي يفتح الابواب لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية.
وثمن التزام الولايات المتحدة الاميركية بتعهداتها سواء خلال توقيع الاتفاق في عهد ادارة الرئيس السابق جورج بوش او خلال تنفيذ اتفاق الانسحاب حسب الجداول الزمنية المتفق عليها في عهد ادارة الرئيس باراك اوباما".
وقال ان العراق اليوم الذي استعاد مكانته في محيطه العربي والاقليمي والدولي يتطلع الى اقامة علاقات وطيدة مع اشقائه واصدقائه على اساس حسن الجوار والاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية "واننا نحرص كل الحرص على طي صفحة الماضي والبدء بمرحلة جديدة من علاقاتنا الاخوية الصادقة وان نعمل بكل جد وواقعية لمعالجة جميع الملفات مع اشقائنا ودول الجوار والعالم لمافيه خيربلداننا وشعوبنا في الحاضر والمستقبل، كما نتطلع الى زيادة التمثيل الدبلوماسي وافتتاح السفارات في بغداد والمساهمة الجادة في عملية اعادة البناء والاعمار".
وطالب "الدول الشقيقة والصديقة" باتخاذ موقف مساند وداعم "للجهود التي تبذلها الحكومة لتعزيز السيادة الوطنية وبسط الامن والاستقرار وتجفيف منابع الارهاب ومنع المنظمات الارهابية من اتخاذ اراضيها مقرات لزعزعة الاستقرار في العراق تحت اية ذريعة ونناشد منظمة المؤتمرالاسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة لاتخاذ مواقف وقرارات حاسمة في هذا المجال والعمل على دعم العراق في الخروج من طائلة الفصل السابع".
واضاف في الختام ان الشعب العراقي الذي استطاع تجاوز اخطر التحديات بتمسكه بوحدته الوطنية يتطلع الى تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تكون بمستوى طموحاته وآماله وتعوضه عقود الحرمان والاضطهاد والقمع والاستبداد وتوفر له اسباب الحياة الحرة الكريمة بالاعتماد على طاقاته وثرواته البشرية والطبيعية والنهوض بالاقتصاد العراقي ذي المصادر المتنوعة والمتعددة .