ذهول وغضب شعبي في باكستان إزاء فضيحة الكريكيت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مازالت الفضيحة التي تورّط فيها منتخب البلاد القومي للكريكيت في سلسلة مبارياته ضد نظيره الانكليزي في بريطانيا تقرع نواقيسها عالية حول العالم وبشكل خاص في باكستان وبريطانيا.
وكانت صحيفة التابلويد الشعبية البريطانية "نيوز اوف ذي ويرلد" قد فجرت الفضيحة عندما صور صحافي لها شريط فيديو ظهر فيه مزهر مجيد، البريطاني - الباكستاني الذي يعمل وكيلا رياضيا وأيضا في حقل العقارات، يتسلم منه مبلغ 150 ألف جنيه (225 ألف دولار) ويحصيها. وراح يطمئن محدثه الى أن فريق بلاده القومي للكريكيت سيخسر المباراة الرابعة في سلسلة مبارياته الدولية مع المنتخب الانكليزي على ملاعب "لوردز" الشهيرة. وقال مجيد إن السبيل لهذه الخسارة هي ان اثنين من لاعبي المنتخب الضيف سيرتكبون أخطاء متعمدة وهو ما حدث بالضبط وتبعا للتوقيت الذي وعد به الباكستاني البريطاني.
وأدت هذه الحادثة إلى تدخل وحدة الاحتيال الخطر في سكوتلانديارد التي حققت مع أربعة من لاعبي المنتخب الباكستاني وصادرت جوازات سفرهم وهواتفهم الجوّالة إضافة الى وثائق وأموال وأشياء أخرى. وجر الأمر بالضرورة وحدة مكافحة الفساد في "مجلس الكريكيت الدولي" والمجلسين الباكستاني والانكليزي. وطلب الرئيس الباكستاني آصف زرداري من سلطات الكريكيت في بلاده تقريرا مفصلا عن الفضيحة، بينما قال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني إنها "أجبرتنا على طأطأة رؤوسنا خجلا".
وسارعت وسائل الإعلام البريطانية الى رصد ردة الفعل الشعبية في باكستان إزاء الفضيحة. فنقلت "بي بي سي" إن الناس في لاهور أطلقوا أسماء لاعبي المنتخب الأربعة الذين يُزعم تورطهم مباشرة في الفضيحة على أربعة حمير ورشقوها بالطماطم الفاسدة.
وأوردت صحيفة "غارديان" من جهتها تقريرا من غوجار خان، موطن محمد أمير وهو أحد الذين يزعم ارتكابهم الأخطاء المتعمدة التي أدت إلى خسارة باكستان المباراة الرابعة، قالت فيه إن البلدة منقسمة على نفسها تقريبا. فبينما يطالب البعض بإنزال أقصى العقوبات على الجناة في حال إثبات التهمة عليهم، يبدو البعض الآخر مذهولا ويذهب في أفضل الأحوال الى القول إن الأمر برمته "ملفق وجزء من مؤامرة هندية". والواقع أن هذا القسم الأخير يشكل غالبية سكان البلدة الذين يعتبرون محمد أمير (18 عاما فقط) بطلا قوميا وتاجا على رؤوسهم.
ويلقي البعض باللائمة على وسائل الإعلام الانكليزية. ويقول غول بادشاه، من بيشاور: "كل مرة يذهب فيها منتخبنا القومي الى انكلترا، تجرجره الصحافة الى وحل من نوع ما. فتقول تارة إنه تلاعب بالكرة، وتارة أخرى إنه يتفق مع الفاسدين على نتائج مبارياته مسبقا وهكذا دواليك". لكن عاملا في غسيل السيارات في إسلام أباد يقول من جهته: "كلهم فاسدون ويتعين إعدامهم بالرصاص".
ومهما يكن من أمر فإن تفجر الفضيحة في هذا الوقت هو آخر ما تحتاج اليه باكستان التي تعاني كارثة الفيضانات التي شردت 5 ملايين شخص وأثرتفي قرابة 20 مليونا بشكل أو بآخر. وكان كابتن المنتخب الباكستاني ، سلمان بات، كان قد صرح في أعقاب فوز باكستان بالمباراة الأولى ضد انكلترا بأن فريقه يهدي الفوز الى سائر الباكستانيين "خاصة وأنهم في أشد الحاجة الآن لمن يعيد البسمة الى وجوههم ولو لبضع لحظات".
كما أن الفضيحة تكاد تضع وصمة عار أبدية على منتخب البلاد القومي للعبة الكركيت التي تعادل عند الباكستانيين كرة القدم عند الشعوب اللاتينية مثلا. فقد ندر أن خاض المنتخب مباراة دولية من دون إثارة الجدل على نحو أو آخر. ففي العام 2006، على سبيل المثال، اتهم الحكم الانكليزي داريل هير لاعبيه بأنهم كانوا يحدثون شقوقا في الكرة بأظافرهم لإجبارها على تغيير مسار انطلاقها في الهواء. وحدا الاتهام بالمنتخب لقطع سلسلة مبارياته.
وفي ردة فعله على الفضيحة الأخيرة أرسلت وحدة مكافحة الفساد في "مجلس الكريكيت الدولي"، التي تتخذ من دبي مقرا لها، الى بريطانيا فريقا من الباحثين سيتناول بالفحص فيديوهات 82 مباراة دولية خاضها المنتخب الباكستاني في فترة السنوات الثلاث الأخيرة. والغرض من هذا هو البحث عن كل ما يشي بأنه تعرض لخسائر "متعمدة".