أخبار

رجال أمن عراقيون: فساد مالي وتعدد ولاءات يسود الأجهزة الأمنية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبر رجال أمن عراقيون عن مخاوفهم من تدهورالأوضاعالأمنية في بلادهم مع انسحاب القوات الأميركية.


مع اكتمال انسحاب القوات الاميركية المقاتلة من العراق تثار اسئلة عن مدى قدرة الأجهزة الأمنية العراقية ومنتسبيها على حفظ الأمن حيث اقر لفيف من منتسبيها بمخاوف من عودة الميليشيات والعصابات المسلحة لتصفية حساباتهم معهم كما اشاروا الى فساد كبير يفوق الإرهاب يسيطر على المؤسسة الأمنية بمختلف وحيث ان التدهور الامني لم يعد مقتصرا على الإرهاب بل تعداه ليشمل الظلم والفساد الذي يستشري في المؤسسة الأمنية التي يؤكد منتسبين فيها ان هذا الفساد الذي يمارسه الضباط استغلالا لمواقعهم ترك اثرا سيئا في نفوس عناصرها بالترافق مع خوف اكبر من عدم ولاء المنتسبين للوطن قدر انتمائهم لأحزاب وشخوص معينة .

القوات الامنية ينقصها التدريب المهني
وقال الشرطي صالح عنيد ان الانسحاب العسكري الأميركي سيخلف كارثة في العراق لان الغالبية العظمى من أفراد الجيش والشرطة لم يخوضوا تدريبا عسكريا مهنيا وهذا أمر من شانه ان يكشف عن ضعف كفاءة ومهارة افراد الشرطة والجيش المكلفين بحماية امن المواطن فان كان افراد الشرطة غير قادرين على حماية أنفسهم كيف سيمكنون من حماية المواطن. وتابع : كنت جنديا مكلفا في الجيش السابق ومن مواليد 1978 وهنا في الدورية أنا أكبرهم سنا وخبرة وتدريبا لهذا فهم يعتمدون علي في كل شيء ويقدمونني لأنهم يخافون , فمثلا عند ملاحقتنا لهد ف إرهابي او وكر أجدهم يختبئون خلفي ويتركوني اقتحم المكان أولا وأنا استغرب كيف تم قبولهم في ان كانوا يخافون ولا يقوموا بحماية أنفسهم حماية.

اما الشرطي فاضل متعب فقد قال ان انسحاب القوات العسكرية الأميركية سيقابله عودة قوية للميليشيات وخاصة ميليشيا جيش المهدي مما سيسهل عليهم تصفيتنا ولان المالكي استخدمنا في ضرب ميليشيا جيش المهدي ومقاتلتهم فإننا نتوقع انه مع انسحاب الأميركان عودتهم القوية والانتقام منا. وتابع: أفراد جيش المهدي لا يخافون من احد سوى من الأميركان الذين كانوا لا يتهاونون معهم ويطاردونهم ويعتقلونهم وقاموا بتشريدهم حيث فر اغلبهم لدول مجاورة لكنه بعد الانسحاب فانا أتوقع عودتهم بقوة ويكونوا طليقي اليد ولن يتمكن لا نوري المالكي ولا غيره من حمايتنا .. الأمريكان كانوا سندنا وغطاؤنا ولا احد سواهم.

اما الشرطي منور خميس فقد أشار إلى ان اكبر ثغرة وخلل بإمكان المسلحين والإرهابيين النفاذ منه هو غياب الخطط الأمنية وانعدامها . وأوضح: كل ما يتم تداوله في وسائل الإعلام طوال الفترة والأعوام الماضية عن وجود خطة او خطط أمنية هو محض كذب وتضليل لا وجود له على ارض الواقع .. الموجود هو الانتشار العددي لأفراد الشرطة والجيش وهذا الانتشار يعتبر سلبيا لأنه يجعل منا أهدافا سهلة للإرهابيين وعملياتهم التفجيرية.

المؤسسة الأمنية تدين بالولاء للأحزاب وليس للوطن
في سؤال توجهت به "إيلاف" لعدد من منتسبي وأفراد الجيش والشرطة عن مدى تأثير الانسحاب العسكري الأميركي على الوضع الأمني قال الشرطي سجاد صلاح: سيترك الأميركان أثرا هائلا فبدلا من حصر القوة بيد جهة واحدة فاننا نشهد منذ فترة تعدد الجهات التي تستمد نفوذها من أحزابها

وأضاف: على سبيل المثال لا يتم قبول منتسب بالشرطة الا ان حصل على تزكية من حزب الدعوة (بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي) او ان كان تابعا لحزب او شخصية لها علاقة جيدة بالحزب الحاكم وهذ ا واقع حال لا مفر منه . وأردف : اغلب المنتسبين يدينون بالتبعية للتيار الصدري او لحزب الدعوة لكونه يمسك بالسلطة او لأياد علاوي ومن الصعب جدا إيجاد من يدين بالولاء للوطن دون غيره.
ويستدرك سجاد قائلا: بسبب التراخي وتسلط الضباط الذين كانوا بالأصل ضباطا في الجيش السابق على المنتسبين وغطرستهم فانه لا بد من وجود جهة يستند إليها المنتسب لكي يحمي نفسه اضافة الى التقسيمات الطائفية .. فهذا سني وذاك شيعي كلها امور مسيطرة على الأجهزة الأمنية كمرض عضال.

فساد ضباط
وعزا منتسبون مخاوف من وهن الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن بغياب القوات العسكرية الأميركية الى انتشار الفساد في مرافق الأجهزة والمؤسسة الأمنية فقد اشتكى منتسبون من فساد مالي مستشري في المؤسسات الأمنية العراقية من شانه الإيغال في نفوس المنتسبين والحط من عزيمتهم .

وقال عمر الناصري: الضباط فاسدون ومرتشون وهذا داء استشرى كثيرا الى حد ان كثيرا من المنتسبين أصبحوا يتمنون انفجار الأوضاع ليغتنموا الفرصة بالانتقام من ضباط فاسدين عمدوا الى إيذائهم. وتابع : الفساد هو الحاكم بين صفوف أمراء الأفواج والسرايا والألوية الذين يتقاسمون شهريا الراتب مع منتسبين مقابل غض النظر عن غيابهم . ويعمد نصف منتسبي الجيش والشرطة الى العمل في اماكن ووظائف اخرى مما يمنعهم من الحضور اليومي ,لكنهم يأتون في نهاية الشهر لاستلام نصف الراتب وتسليم النصف الاخر للضابط المسئول لانه يغض الطرف عن غيابهم طوال الشهر. ويواصل: يحرص الضباط الكبار من أمري الألوية والأفواج والسرايا على منح الضباط الأصغر وحتى رؤساء العرفاء صلاحيات تقاسم الرواتب مع المنتسبين حتى يتساوى الجميع بتعاطي الرشاوي والاشتراك في الفساد(يكسروا أعينهم) ولضمان عدم التبليغ عنهم.

اما عامر عبد الواحد فيقول : يتم استقطاع مبلغا قدره 90 ألف دينار من الراتب الشهري لكل منتسب بذريعة بدل طعام (أرزاق), وعلى الرغم من شكوانا اليومية وتقديم طلبات ومناشدتنا المسئولين بإلغاء استقطاع المبلغ المذكور الا أننا لم نحصل على استجابة ايجابية, والنتيجة عزوفنا عن تناول الطعام الذي يجلبونه لنا لعدم صلاحيته واضطرارنا لشراء البطاطا والطماطم وتولي طبخها بأنفسنا وهكذا تصبح خسارتنا خسارتين. وتساءل عامر قائلا: ان كنا لا نستطيع رد الظلم عن أنفسنا كيف نحفظ امن المواطن ونفوسنا مكسورة.

أما منور خليل فقال: يريدون منا أداء الواجب والتصدي للإرهابيين وهذا واجبنا لكن من يحمينا نحن من الضباط ولماذا أجازف بحياتي وأنا لا احصل على راتبي كاملا ما دام الضابط يستقطع يوميا من راتبي 5000 الف دينار. وأيده الشرطي كامل جسام قائلا: لست مستعدا للمجازفة بحياتي بسبب غطرسة الضباط وسوء تعاملهم ,وقد أوغلوا في نفوسنا حتى ان الكثير منا يتحين الفرصة للانتقام من الضابط الذي اعتدى عليه وأهدر كرامته.

وقال الشرطي نور محمد : بسبب ممارسات الضباط واستحصالهم أموالا جراء تسترهم على غياب منتسبين زملاء لنا ,فان ذلك يترتب عليه غياب نصف الفوج واضطرار النصف الباقي لأداء واجبه وواجبات المتغيبين من زملائنا وهو أمر يفوق طاقتنا الجسمانية وأداؤنا, فمن يستطيع السهر لأيام متواصلة خصوصا وأننا لا نستطيع النزول الى منازلنا الا مرة واحدة شهريا.

رداءة تقنيات وأسلحة القوات الأمنية
وعن تسليح المؤسسات الأمنية العراقية قال الشرطي حيدر ابو نمرة ان القوات العسكرية الأميركية كانت تعتمد على احدث التقنيات والأسلحة فمثلا كانوا يستخدمون الأقمار الصناعية في تحديد والوصول للأهداف المعنية بدقة لكن تجهيز قواتنا العراقية فقير جدا.

وتابع: على سبيل المثال لا توجد لدينا أجهزة للكشف عن المتفجرات والاجهزة التي نستخدمها اليوم غير كفوءة وأوجه سؤالي لرئيس الحكومة لماذا يعجز بلدا غنيا مثل العراق يخوض حربا شرسة مع الإرهاب, لماذا يعجز عن جلب شاشات السونار للكشف عن التفجيريين والمتفجرات؟
واقر الشرطي هيثم نمير بلا أبالية إجراءات التفتيش قائلا : المفروض ان أردنا تفتيش السيارات المشبوهة مثلا فيجب ان نأمر السائق بالتوقف على مسافة بعيدة ونأمره ان يترجل من السيارة وغيرها من إجراءات دقيقة لكننا لا نقوم بذلك لأنه يتطلب وقتا .

اما نبهان كريم فقال: نحن لا نمتلك جهاز التحدث والإرسال وحوادث كثيرة تحصل أمام أعيننا لكننا لا نستطيع التبليغ عنها

مقترحات للمعالجة
وبخصوص المعالجات او المقترحات التي يمكن من خلالها رفع كفاءة أداء الأجهزة الأمنية ومؤسساتها ومنتسبيها أشار الشرطي ناصر إبراهيم الى ان كل الأجهزة الأمنية والعسكرية بحاجة إلى إعادة تأهيل فورية وعاجلة وذلك من خلال تغيير الضباط ومحاسبتهم وإدانتهم بتهم الفساد بعد إحصاء ممتلكاتهم وسؤالهم من اين لك هذا كما ويجب إدخال الضباط في دورات مكثفة في النزاهة مع بناء نظام رقابي صارم بإشراف وإدارة مباشرة من القائد العام للقوات المسلحة على ان يستعين هذا الجهاز بمنتسبين من الأفواج والألوية لمراقبة وتقييم أداء الضباط ورفع مظلومية المنتسبين والضرب بيد من حديد على الضباط الذين أشاعوا الفساد والرشاوى.

وأضاف:يفترض إراحة المنتسب لان العبء بأكمله يقع على كاهله لمواجهته الإرهابيين والإرهاب في الشارع وذلك بالعمل بنظام البديل أي أن يداوم المنتسب لسبعة أيام وثم ينزل لبيته 7 ايام أخرى وهو أمر من شانه تمكين المنتسب من اداء واجبه على اتم وجه ,إضافة الى شراء أجهزة حديثة وتقنية عالية للكشف عن المتفجرات والتفجيريين

واختتم قائلا: يجب احترام دم المواطن والشرطي العراقي وان لا يتم استرخاصه بهذا الشكل فقبل يومين في منطقة الدورة ببغداد هاجم مسلحون في الساعة 4 فجرا زميلان لنا يؤديان واجبهما وكان احد الشرطيين نائما والثاني يؤدي واجبه عندما فاجأه المسلحون وذبحوه ثم ذبحوا زميله النائم. واوضح ناصر: لم يتم حتى ذكر ذلك في وسائل الإعلام لأنهم يتعاملون معنا وكأننا حيوانات لا قيمة لها ولو كانت الحكومة تقيم لدمائنا وزنا لأغلقت الحي الذي تم ذبح الشرطيين فيه وفتشت عن الجناة لكنها لم تفعل ذلك بل تركت جثتيهما في العراء الى ما بعد الظهر.ز ومع سلوك كهذا كيف ينتظرون منا حفظ الأمن ونحن ندرك أنهم يرمون بنا الى التهلكة اكباش فداء لا غير.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هو اصلا في امن
هناء -

العراقي نسى كيف يكون طعم الامن والاستقرار اول ايام الاحتلال الكل بدء يحلم و بعدها بدء يعطي اعذار ويوعد نفسه غدا سيكون الافضل الى ان يئس لان الاجرام اصبح تفنن. والخروج من البيت اصبح فقط لضرورات الحياة و الكل يلزم بيته من بعد المغرب.