الفلسطينيون يفاوضون وسط احتمالات الفشل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يخوض الفلسطينيون غمار جولة جديدة من المفاوضات مع اسرائيل وسط تشاؤم بامكانية تحقيق نتائج.
رام الله: يستعد الفلسطينيون لخوض غمار جولة جديدة من المفاوضات مع اسرائيل رغم تشاؤمهم بامكانية تحقيق نتائج، فيما يهدد شبح فشل جديد استمرار السلطة الفلسطينية.
وقال مسؤول فلسطيني كبير طلب عدم ذكر اسمه "هناك مساحة صغيرة ما بين انهيار المفاوضات وتعثرها، ونحن سنعمل في هذه المساحة".
لكن محللين يتساءلون عن مدى قدرة السلطة الفلسطينية على رفض ما يمكن ان يعرض عليها من مقترحات من جانب الولايات المتحدة، راعية المفاوضات وحليفة اسرائيل.
وقال الاستاذ الجامعي والمحلل السياسي جورج جقمان لوكالة فرانس برس "من الواضح ان الجانب الفلسطيني ذهب مضطرا الى هذه المفاوضات، واذا تعثرت المفاوضات فان الجانب الاميركي سيقدم اقتراحات للطرفين، وسيكون لزاما على الجانب الفلسطيني قبول هذه المقترحات لانه الطرف الاضعف".
من جهته قال مسؤول مشارك في المفاوضات طلب عدم ذكر اسمه ان "معارضة الدخول في المفاوضات او تأييدها اصبحت من الماضي، لاننا دخلنا الان فيها، لكن من نريده الان هو تاييد الشارع لموقف القيادة من القضايا المطروحة في المفاوضات".
وعلق جقمان " ليس صحيحا ان الانقسام السياسي الفلسطيني الداخلي له تاثير سلبي على المفاوضات، لانه اذا انجز ابو مازن (الرئيس محمود عباس) الدولة الفلسطينية وفق المفهوم الفلسطيني لها فستقوى السلطة وستطالب حماس ابو مازن بحصة في المشاركة السياسية في هذه الدولة".
واضاف "اما اذا لم ينجز ابو مازن الدولة فان حماس ستقوى والسلطة ستضعف".
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات حذر بعيد استئناف المفاوضات في واشنطن الاسبوع الفائت من ان فشل المفاوضات في تحقيق نتائج ملموسة "سيؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية".
الا ان جقمان اعتبر ان الخطر المحدق بالسلطة الفلسطينية قد يخدم المفاوض الفلسطيني اثناء المفاوضات.
وقال المحلل "الورقة القوية الوحيدة لدى الجانب الفلسطيني في هذه المفاوضات ان الجميع بحاجة الى استمرار السلطة الفلسطينية وتجنب انهيارها، فاسرائيل لا تريد العودة الى التورط في الضفة الغربية".
وقال مسؤول فلسطيني كبير في منظمة التحرير الفلسطينية " هذه المفاوضات انطلقت ولا يمكن التراجع عنها، ومن المستحيل الظن ان الادارة الاميركية تدعو للمفاوضات المباشرة في بداية الشهر وتقبل بتوقفها نهاية الشهر، لان ذلك يسيء لسمعتها".
وتشكل قضية تمديد فترة تجميد الاستيطان التي ينتهي مفعولها نهاية الشهر الجاري محكا اساسيا لضمان استمرار المفاوضات.
واكدت مصادر فلسطينية ان "الادارة الاميركية تعمل مع الجانب الاسرائيلي للتوصل الى صيغة حل وسط في ما يخص تجميد الاستيطان، بحيث تفتح هذه الصيغة الباب امام استمرار المفاوضات".
لكن المصادر تداركت ان "الادارة الاميركية تتجنب عرض هذه الصيغة على الفلسطينيين في اوقت الحالي خوفا من رفضها".
واضافة الى الاستيطان تتمحور الخلافات بين الجانبين حول اسس العملية التفاوضية نفسها، حيث يطالب الجانب الفلسطيني بان يتم بحث كافة قضايا الحل النهائي رزمة واحدة والانتهاء منها في فترة عام، في حين يطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بان تتم المفاوضات حول كل قضية على حدة.
كما من المتوقع ان تصطدم المفاوضات بطلب نتانياهو اعترافا فلسطينيا باسرائيل "كدولة يهودية" وبرفضه اقرار مبدا استمرار المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها قبل عشرين شهرا.
ويريد الفلسطينيون اقامة دولتهم على كامل الاراضي التي احتلتها اسرائيل في 1967 وهم مستعدون للقيام بعملية تبادل اراض مع اسرائيل، ولكن هذا الامر ليس كافيا لحل معضلة القدس الشرقية المحتلة التي يتمسك بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المقبلة في حين ان الدولة العبرية تعتبر القدس بشطريها عاصمتها الموحدة والابدية.
واضافة الى هذا، فان المفاوضات تواجه ملفات شائكة اخرى بينها ملف اللاجئين وقضية تقاسم المياه.
وقال احد المسؤولين الفلسطينيين ملخصا الوضع "بدأت المفاوضات المباشرة دون شروط، لكن الصراع لا زال قائما على شروط واسس العملية التفاوضية"
ومن المقرر ان تجري الجلسة الثانية من المفاوضات في مدينة شرم الشيخ المصرية في 14 و15 ايلول/سبتمبر الجاري بحضور عباس ونتانياهو ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري