قرار أممي حول كوسوفو قد يشكل بداية حلحلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بلغراد: يشكل تبني الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يدعو الى "الحوار" بين بريشتينا وبلغراد اختراقا باتجاه حل لمشكلة كوسوفو، هو الاول منذ اعلان استقلال كوسوفو لكن العملية تبقى هشة وطويلة.
وقال مصدر دبلوماسي "انها خطوة اولى في الاتجاه الصحيح".
ودعا القرار المشترك الذي تقدمت به صربيا والاتحاد الاوروبي، بريشتينا وبلغراد الى "حوار يصب في مصلحة التعاون وتحقيق تقدم على طريق الاتحاد الاوروبي وتحسين حياة الناس".
وعبر القرار عن الارتياح "لاستعداد الاتحاد الاوروبي تسهيل" هذا الحوار بين صربيا وكوسوفو.
وللمرة الاولى منذ اعلان استقلال كوسوفو في 17 شباط/فبراير 2008، تقول بلغراد انها مستعدة للتحاور مع بريشتينا بدون التطرق الى قضية استقلال كوسوفو.
وتخلت صربيا عن صيغة وردت في مشروع قرار سابق يمهد الطريق لمناقشات حول اعلان الاستقلال. واثارت هذه النقطة غضب معظم الدول الاوروبية وبريشتينا التي ترى كلها ان استقلال كوسوفو قضية منتهية.
لكن المسؤولين الصرب قالوا ان هذا القرار لا يعني اطلاقا ان تعترف بلغراد باستقلال كوسوفو.
وفي بريشتينا عبرت سلطات كوسوفو الجمعة عن ارتياحها لتبني الجمعية العامة للامم المتحدة القرار واعلنت عن استعدادها لمناقشة كل القضايا مع صربيا باستثناء استقلال الاقليم.
وقال وزير الخارجية الكوسوفي اسكندر حسيني للتلفزيون العام آر تي كي "كسبنا المعركة". واضاف "بالتأكيد صدور قرار يحترم ويتبنى رأي محكمة العدل الدولية نبأ سار لكوسوفو".
وكانت المحكمة رأت في 22 تموز/يوليو ان اعلان استقلال كوسوفو لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وقال الوزير الكوسوفي ان "جمهورية كوسوفو تشعر بالارتياح لبدء عملية تعاون مع صربيا".
لكنه استبعد امكانية اجراء اي مفاوضات حول وضع كوسوفو سواء كان الامر يتعلق باستقلالها الذي اعلن في شباط/فبراير 2008 او احتمال تقسيمها.
وقال حسيني ان "المفاوضات لن تتناول الا التعاون في مجال المصالح المشتركة. لن تجرى ابدا مفاوضات حول وضع كوسوفو او تقسيمه او نظامه الداخلي".
واكد وزير الخارجية ان "كوسوفو تترك اطار الامم المتحدة (الذي يشير اليه الصرب منذ 1999 تاريخ انسحاب قواتهم من كوسوفو) وتجد مكانها، اي اوروبا والاتحاد الاوروبي".
وعبر عن امله في ان يدفع تبني القرار الجديد دولا اخرى الى الاعتراف باستقلال كوسوفو.
من جهته، اكد وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش المعروف بمواقفه الحاسمة حيال كوسوفو، لاذاعة "بي 92" على دور الامم المتحدة مجددا.
وقال ان "حل كل مشكلة عالقة لا يمكن ان يكون شرعيا قبل ان يثبته مجلس الامن الدولي".
ويشير الصخب الذي اثاره يريميتش في الجمعية العامة بشأن وجود مسؤولين كوسوفيين في القاعة قبل التصويت على النص، الى صعوبات مقبلة على الارجح في بدء الحوار.
وذكرت صحيفة داناش الصربية نقلا عن مصادر قريبة من الرئاسة ان الرئيس بوريس تاديتش يفكر في امكانية الانفصال عن يريميتش.
وقد اكد مسؤولون اوروبيون انهم وعدوا بلغراد بدفع عملية انضمام صربيا الى الاتحاد الاوروبي قدما بعد التقارب بين بلغراد وبريشتينا.
وقال وزير لخارجية السويدي كارل بيلت ان دول الاتحاد ستقرر على الارجح السماح لصربيا بالانتقال الى المرحلة التالية من مفاوضات الانضمام اي نقل ترشيحها الى المفوضية الاوروبية لدراسته.
من جهته، اكد وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي ان "الطريق بات مفتوحا لحوار مباشر بين صربيا وكوسوفو"، مؤكدا انها "قاعدة جيدة جدا لنقل طلب انضمام الحكومة الصربية الى المفوضية".
والقضايا التي يجب بحثها بين كوسوفو وصربيا كثيرة منها مسائل تقنية (الاتصالات والنقل والطاقة والمفقودون). لكن هناك عددا كبيرا من القضايا الحساسة مثل الاديرة الصربية في كوسوفو والدير الصربي شمال كوسوفو حيث يشكل الصرب اغلبية.
وقال المحلل الكوسوفي بيلول بيكاج ان تاديتش "سيحاول الحصول خلال المحادثات على اكثر ما يستطيع لصرب كوسوفو خصوصا في الشمال".
واضاف ان "ذلك يمكن ان يشكل مصدرا لزعزعة الاستقرار لانه يعني ان بلغراد ستواصل تشجيع صرب كوسوفو على معارضة الاستقلال".